|
طريق الجليد / بين السردية الصينية 🇨🇳 والهوية الروسية 🇷🇺 والرقابة الأمريكية 🇺🇸 ..
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 15:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ ثمة فارق شاسع بين التحالف وتسخيره وبين التفاوض والمفاوض ، وثمة هنا 👈 أيضاً امتزاج دائم بين السردية الصينية 🇨🇳 بمعنى البدء من البداية ، أم المسألة التاريخية التى لا تجد تمريرات إلا من خلال التسلل وليس الإخضاع للتاريخ الواضح ، ويبقى السؤال الذي يطرح من أمم ذاع صيتها وتمددت ثم تقلصت ، وهي تُقدم تساؤلاً على نفسها ، هكذا ، هل الألم والضعف والشيخوخة والموت أمور من طبيعة الأمم ، وهل هي أمور لا مفر منها ، أو هناك 👈 عودة تنتظرها في زمن ما ، قادم لا محالة ، أم أن الانتحار هو مصير كل أمة شهدت صعوداً ، وهنا ، المرء يطرح تساؤلاً خفيفاً لكنه عميقاً 🧐 ، هل ما يجتمع عليه الروس 🇷🇺 والصينيون 🇨🇳 كافي لكي يكونا حلفاء ، أم ما يفرقهما هو أكبر مما يجمعهما ، ستكشف هذه السطور نوع العلاقة ، حاضرها ومستقبلها ، بالطبع دون أدنى شك ، بعد عام 2008م ، عام الأزمة الاقتصادية الشهيرة ، وأيضاً مع ضم روسيا 🇷🇺 لشبه جزيرة 🏝 القرم والتى دفعت بأوروبا بفرض عقوبات عليها ، تعمقت العلاقة تحت الضغط الأمريكي الأوروبي بين بكين وموسكو ، على الرغم أن منذ تأسيس ابو الجمهورية الصينية 🇨🇳 للصين الوطنية كانت العلاقة غير مفهومة لحد ما ، والذي كان له الفضل بالاطاحة بالعائلة الحاكمة وإعلان الجمهورية ، سون يات سين ، وهو ايضاً فيلسوف ومنظر وثوري ، لقد حاول في البداية تبني النهج البريطاني في الحكم وبعد قراءته للفيلسوف كارل ماركس ، صرف النظر عن الحكم الملكي الدستوري وأنشغل في تأسيس الأسس الأولى للاشتراكية الصينية ، لكن منذ ذاك اليوم حتى يومنا هذا ، انتهجت وتنتهج الصين 🇨🇳 نهج المؤسس ، عندما أعتمدت فقط من الفلسفة الماركسية المسألة الاقتصادية وأنكرت كل شيء أخر ، في النهاية ، الرجل يُعتبر بين المراقبين لا يقل أهمية عن ماركس ، إلا أن المتخصصون بعلوم المقارنات سجلوا الفارق بينهما ، فسين بإختصار مبسط ، رفض حصر فكر الجمهورية في نظرية واحدة ☝، وأنه ايضاً نصح تلميذه بترك المستقبل يتشكل حيث يتشكل الاقتصاد الجيد ، وعلى هذا الإيقاع الذي تركه الفيلسوف سون سين ، قامت مرة أخرى الصين الحديثة ، تماماً على هذه البراغماتية ، وبعد قرار الرئيس الصين 🇨🇳 الحالي شي جين بينغ ، فك إرتباط عقيدة الجيش الصيني عن الجيش الأحمر ، وبناء اقتصاد يشابه الاقتصاد الأمريكي 🇺🇸 لكن بنكهة صينية خاصة ، وهذا بالطبع ، يعود البناء لفكر ابو الجمهورية سين ، الذي قدم في كتابه الأشهر والمختصر قراءته على بعض نخب الحزب الصيني ، حول نقائض القول بحرب الطبقات وتصدع المجتمع الديمقراطي واستحالة الإصلاح بغير هدمه والبناء من جديد على أنقاضه ، في المقابل ، قبل تحديث الجمهورية ، وبعد ذلك وأثناء تأسيسها ، اتسمت علاقة بكين بموسكو بالدافئة والخاصة ، لكنها أيضاً شهدت تقلبات واضحة وصريحة لا لبس فيها ، كان هناك تحالفات في قضايا معينة ، وتنافس في مسائل تاريخية لا يمكن😋 للطرفين تجاوزها ، بل كانت في بعض الأوقات حمالة أوجه وصدام تصريحات ، وتيرتها من الجانب الروسي 🇷🇺 عالية ، في المقابل ، كانت الصين 🇨🇳 تمارس مكرها المعروف تاريخياً ، وكما أيضاً هو معروف ، غطت العلاقة سلسلة تفاصيل مألوفة ، كالتى تجمعهما في غرفة مجلس الأمن ، وهو الشيء الأبرز ، بل شهدت بعد العقوبات الغربية على موسكو نقلة في تنفيذ مشاريع ثنائية ، مثل البنية التحتية المشتركة أو في مجال قطاع الغاز ⛽ أو في المضائق والممرات المائية ، تبقى هذه هي الأشياء البارزة ، بالفعل ، الروس شرعوا في بناء🔨 🚧 مشروع نقل الغاز ⛽ من روسيا 🇷🇺 إلى شرق آسيا بقوى عمالية صينية تقدر الاعداد بالكبيرة ، لا يمكن تجاهلها .
بالطبع السياسة الصينية لم تعتمد على الصدمة ، كما هو حال مع الروسي ، لكنها تعتمد على أسلوب كامن في قاعدة ثمينة ، تقول ( كونوا واقعيين واطلبوا المستحيل ) ، تماماً وكما هو الخلاف واقع بين دول يشتركون بالحدود ، فإن الصين 🇨🇳وروسيا وجدوا اخيراً حل لخلافهما الحدودي من خلال نزع الصراع حوله ، وهذا مهد للصين إلى إعادة النظر في علاقتها مرة أخرى مع روسيا 🇷🇺، فالصينيون كانوا لزمن قريباً جداً يعتمدون على التسلح الروسي وبالتالي ، كانوا يتعرفون على التكنولوجيا الغربية من خلال عقد الصفقات التسلح التى بلغت ذروتها أحياناً ، قرابة 30 مليار دولار سنوياً ، وفي غمرة هذا التنافس حول المكانة العالمية ، لم يعد بصراحة 😶 فيها إبهام كثير ، وألغاز تستوجب التفسير والتفسير المضاد ، لأن اليوم الصين 🇨🇳 باتت 😞 مصدر مهم لنقل التكنولوجيا وباتت تعتمد على القرصنة الإنترنت ، التى سمحت لها صناعة التقليد وبتكلفة أقل ، أن تتصدر قائمة المصدرين لمعدات السلاح ، لدول تصنفها ضمن حزامها الواحد والطريق الواحد ، وبالرغم من تقارير غير مؤكدة ، لكن تشير☝التقديرات إلى أن مبيعاتها من السلاح تصل ل 80 مليار دولار سنوياً ، إلى كل هذا ، هناك 👈 مسألة بالغة الأهمية ، تحتفظ ايضاً العلاقة الروسية الصينية بخصوصية مشتركة ، هو مجالهما الحيوي ، تحديداً ، في مناطق شرق اسيا وجنوب شرق اسيا والقوقاز وشرق أوروبا .
حتى الساعة تبدو المواجهة مقتصرة على منطقة القطب الشمالي ، لكن بالتأكيد 🙄 ، البنية التحتية في الصين 🇨🇳 تختلف في جوهرها عن روسيا 🇷🇺 ، فالصينيون اعتمدوا في بناء بنيتهم الاقتصادية على الأسس الأمريكية 🇺🇸 بل أنها حتى تبتعد عن الفكر الكلاسيكي الأوروبي ، الذي يعتبره الأمريكي بالبليد ، فالفارق بينهما كبير ومختلف كلياً ، أيضاً هناك مسألتان تجعلان من البلدين غير قادريين جعل تحالفهما الدبلوماسي واقع على الأرض 🌍 ، اولاً لأن البعد الجغرافي كبير ، والعنصر الآخر ، البحر طويل بينهما ، يمرّ بين أساطيل البحرية الأمريكية وحليفتهم اليابان 🇯🇵 ، كما أن الصين 🇨🇳 اولاً وثانياً وعاشراً ، في واقعيتها السياسية والدبلوماسية ، يفهم منها على أنها في كثير من الأحيان تتخلى عن حلمها ، وهذا ليس صحيح ابداً ، لأن باختصار ، أحيت على نحو تقليدي ، في أقل تقدير ، مشروعها الاقتصادي ، لقد أعتمدت دون أي تردد ، على سياسة هادئة / سلحفائية ، أي أنها أدركت ، بعدم استقرار العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن ستزيد ذلك العقوبات وسيتراجع تصدير سلعها إلى الإنسان الغربي ، وبالتأكيد 🙄 بالنسبة للصين السوق الأمريكي شيء أساسي وكفته ترجح على العالم بأسره ، لأن القوة الشرائية للمواطن الأمريكي لا يوجد مثيل لها ، هذا جانب ، وهي ناحية كبيرة وفارقة ، كما يتوجب الإقرار 😇، والوضع هنا 👈 أن ما يلوح على مجالها الحيوي ، يخفي ايضاً إحالة السياسات الصينية إلى نظائر تمدُدية اخرى ، بالفعل تعي جيداً😎 أسماء حلفاء واشنطن في مجالها الحيوي ، الهند 🇮🇳 اليابان 🇯🇵 وأستراليا 🇦🇺 ، لهذا ، تبقى روسيا 🇷🇺 الحلقة الأضعف في المعادلة الثلاثية ، وبالتالي ، عندما الرئيس الروسي بوتين 🇷🇺 تملئه السعادة وتنشرح اساريره للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن 🇺🇸 ، فإن ذلك لإدراكه التوازن المطلوب بين القوتين ، أي أن التحالف معهما يحتاج إلى حذر شديد ، بل وفي اعتقادي الشخصي ، ليس هناك مؤهلات حقيقية لدى بكين 🇨🇳 وموسكو لكي يلعبان أدوار حتى الآن أكثر مما يلعباهما .
فإن روسيا 🇷🇺 الكارة للديمقراطية والمروجة للدكتاتوريات ، اضطرت اضطرارً اللجوء للصينين ، هناك شركات كثيرة اليوم تقوم نيابة عن الشركات السابقة الأوروبية في تنفيذ مشاريع مشتركة ، بالطبع هنا 👈 أتاح للصينيين نقل التكنولوجيا باقترابها من أوروبا الشرقية التى بدورها دولة مثل اوكرانيا 🇺🇦 على سبيل المثال ، تشتهر في صناعة السلاح ، من جانب أخر ، تسعى الصين 🇨🇳 الاقتراب من الضفة الأخرى للقطب الشمالي ، وهي مسألة خلافية عميقة بين بكين وموسكو ، في الأعوام الأخيرة ، بدأت الصين 🇨🇳 تُقدم سردية حول علاقتها التاريخية بالقطب الشمالي والتشابه للكائنات الحية بينه وبين الصين ، وهذه بالطبع ، السردية يراها من في الكرملين تهديد أولاً ، للآمن القومي الروسي ، وثانياً مستمرة في تعزيز الرواية إياها على المستوى الدولي، لمكانة الشعب الصيني في القطب الشمالي 🥶 🐻❄ ، إلا أن ، لم يتوقفا الطرفان في سعيهما في تقديم دراسة لمبادرة الحزام والطريق الجليدي ، الممتد من موانئ شمال الصين 🇨🇳 إلى غرب أوروبا ، بالطبع مروراً في مياه💧إقليمية ، إذا جاز هكذا تسميتها ، وهذا يجعل من وزارة الخارجية الروسية في أي محادثات ثنائية سرية أو مفتوحة ، إظهار تمسكها في حقها بتنظيم حركة الملاحة وأي مسائل آخرى تتعلق بالمرور البحري .
بل تبقى تسمية القطب الشمالي 🐻❄ ، ( بالطريق الجليدي ) ، هي مسألة نزاعية والخصومة فيها عميقة 🧐 وجوهرية ، لأن روسيا تعتبرها تمس مباشرة بهوية القطب الشمالي 🥶، وهي دون أدنى شك ، قضية ثابتة لدى موسكو غير قابلة للتصرف أو التغير ، وبالتالي ، اصطدام 💥 موسكو مع بكين قائم وهناك تخوف روسي من طموح بكين الذي ينقلها من موضعها الجمهوري إلى الامبراطوري ، فالأخيرة لديها مشروع وأجندة توسعية ، الذي بالفعل الصينيون يترجمونه من خلال محاولاتهم لتجنيد أعداد كبيرة من العاملين والموظفون الروس في عمق المياه وفوق سطح اليابسة ، من أجل 🙌 تزويد المخابرات الصينية بمعلومات حساسة عن الوضع الكامل في القطب الشمالي 🐻❄ ، تبقى المسألة الأخيرة بالغة الأهمية ، وهو عنصراً مقلقًا 😟 للجانب الروسي ، لأنه يعتبرها سبب أساسي في تخلف مجتمعه ، وهذا التأرجح ، رواسبه ماثلة منذ الحرب العالمية الثانية ، لأن ببساطة ، الروسي يعتقد 🤔 الفارق بين التكنولوجيا الغربية والصينية بالأمر المركزي 🧐 ، وهو في واقع الحقيقة ، أنهم لا يجدون بالتكنولوجيا الصينية خيارهم الأول . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إيران الباحثة عن موطأ قدم في المنظومة الدولية / ما هو متوفر
...
-
من الناحية النظرية / الجزائر 🇩--------🇿-----
...
-
المعلم وليام يسقط نتنياهو ...
-
الصافع والمصفوع والقاتل والمقتول / تاريخ من الصفعات والرصاصا
...
-
دولتان في دولة / الاشتراكية واليهودية ...
-
تفكيك المصري للاثنيات الأفريقية يساهم في فتح مناخات إقتصادية
...
-
الأميرة المتمردة والامير المستسلم ...
-
أمير برتبة عاطل عن العمل والأميرة المتمردة ...
-
دائماً الرابح في سوريا الشبيحة والخاسرون هم السوريين ...
-
مع مراكمة الوعي وبالأفكار الجديدة يتم بناء الجدران الفولاذية
...
-
كيف تحول عياش من قنبلةً💣 إلى صاروخاً🚀...
-
حصار مقابل حصار ...
-
كيف يمكن لمساعد وزير خارجية الأمريكي هادي عمرو تحريك القواعد
...
-
عابرون في كلام عابر لم يعيها سوى ضيف ...
-
التميز العنصري والقمع ، تستعجلان في خريف الدولة ...
-
حي الشيخ حراج لنا ، ولقد ورثنا إياه ، طبيب 👨⚕
...
-
حي الشيخ حراج لنا ، ولقد ورثنا إياه ، طبيب 👨---b
...
-
تفشي 😷 الفيروس المزدوج / يسبب ذعراً عالمياً..
-
إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن 🇺🇸 🇺
...
-
الصراع على إرث إبراهيم، وثنائية سقراط وإبراهيم ...
المزيد.....
-
تحديث مباشر.. نتائج ضربات إيران بإسرائيل ورد طهران على تهديد
...
-
-مبالغ مهينة-.. الإسرائيليون ساخطون على تعويضات المتضررين من
...
-
روسيا تشيد بتضحيات كوريا الشمالية وبكفاءة عسكرييها في تحرير
...
-
-لحسن الحظ لم يكونوا هنا-.. هكذا علق لابيد بعد إصابة صاروخ إ
...
-
هجوم سيبراني يشلّ بنكًا حكوميًا في إيران... ما علاقة إسرائيل
...
-
تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
-
بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تحبس أنفاسها
-
إنجاز علمي غير مسبوق.. كشف النقاب عن أول كسوف شمسي -من صنع ا
...
-
طريقة طبيعية تقضي على الأرق في غضون 24 ساعة
-
بكين لن تتخلى عن طهران
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|