أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصعوب - رسالة مفتوحة إلى الحكومة الأردنية














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى الحكومة الأردنية


خالد الصعوب

الحوار المتمدن-العدد: 6844 - 2021 / 3 / 18 - 10:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدر حكم الإعدام بحق مرتكبي جريمة الزرقاء، أو بالأحرى بحق ستة منهم ضمن سبعة عشر متهما بالإرهاب والترويع. انهمرت البيانات الصحفية وشكر صالح فتى الزرقاء الجهات المعنية بأyيدي مبتورة وعين واحدة وكلمة مقتضبة وختم المشهد بخبر يقول "إسدال الستار على قضية فتى الزرقاء".

حكومتنا الرشيدة، لم يسدل الستار بعد، ولن يسدل قبل إعدام الإرهابيين على مرأى من العامة، مباشرا أو من خلال بث مباشر فيرى المظلوم قصاصا يشفي غليله ويرى المجرمون عاقبة ينظرون إليها فيرتدعون عن الظلم. ولو تحفظت على ذلك فلا تنسي أن أمريكا العظمى المنادية بحقوق الإنسان على مدار الساعة شنقت صدام حسين في بث مباشر بحجة أسلحة لم تجدها حتى الآن. لا تنسي أن الفتى كان مضرجا بدمائه وشاهده كل الأردنيين عند وقوع الحادثة. لا تنسي أن هناك بلطجيون كثر وجرائم ستتلو مالم يكن الردع حاسما. لا تنسي أن بين فقدك المصداقية تماما ووقوع الفوضى التامة شعرة تحقيق العدالة ليشهدها الجميع فلا يستأنف الحكم أو تطوي الحادثة النسيان بفعل مشهد محاكمة أبتر. لا تنسي أن تطبيق الحكم على الملأ سيثبت أنك ما زلت حكومة.

تزامن صدور الحكم مع غضبة شعبية بسبب حادثة مستشفى السلط، وهو توقيت جيد باستثناء أن يتم إسدال الستار قبل تطبيق العقوبة فتزيد النار استعارا ويكون الحكم إعداما شاملا للحكومة.

حجبت الإنترنت ونسيتي أن الهواتف أصبحت قناصات للمشاهد، فثارت منظمات حقوقية تطالب بحرية المعلومات وقمت توضحين. لن ترضى عنك المنظمات الحقوقية مهما فعلت وسيظهر من يناهض الحكم بالإعدام، فافعلي ما يصب في مصلحة الوطن. بدلا من أن تطلقي غازات مسيلة للدموع، تحاوري مع المواطن من خلال نشامى يعيشون ألمه، تحاوري في الميدان وعبر الشاشات فمواطنك أولى بالتوضيح والاعتذار من منظمات تملك أجندات مكشوفة.

سيكون الحكم الذي صدر أول الغيث فيطالب كل مظلوم بالقصاص، فهل أنت مستعدة؟

ستقوم عائلة بالمطالبة بالقصاص لقاتل ابنتها الإرهابي هو الآخر، وإن أغفلت حقهم سيقتصون بأنفسهم منه أو ممن لا ذنب لها أو له بحجة الثأر، فيكون مسلسل الدم مستمرا بسببك، لأنك لم تردعي المعتدين على نسائنا التي تنادي نفس تلك المنظمات بحقوقهن دون ضمانتها. قولي لهم أنك نفذت القصاص لصالح امرأة فتخرسيهم عن بكرة أبيهم.

قتل قصي العدوان بدم بارد في غرة الشهر الفضيل وتعرض لإرهاب وترويع بدم بارد، ولأن الجاني يعرف من أين تؤكل الكتف فلم يصدر بحقه حكم بالإعدام. الحكم الذي أصدرته بحق إرهابيي فتى الزرقاء سيوقظ لا بد فتيل الثأر لمقتل قصي العدوان، فإن لم تعدميه أنت، ستأخذ عشيرته الثأر ممن لا ذنب له أو لهم، غضبا من غياب القصاص. ستتفاقم المشكلة ولن تتمكني من احتوائها، وسيكون سببها أنت وحدك لأنك غيّبت الردع. سيقوم أهل المقتولين ظلما بقتل آخرين ويستمر مسلسل الإرهاب، ثم ستلومين الأمر على منظومة عشائرية وتخرج منظمات حقوقية ترجع الأمر للعادات والتقاليد والمشكلة أنت!

المعارضون الذين يظهرون بمظهر الأبطال في الداخل مدسوسون إماراتيا كما هو الحال في الخارج وهم يستغلون موجة الغضب فيستميلون مواطنا لا يجد من يتحدث معه وهو الذي لا يحتاج لأكثر من حوار تصدقه عدالة ناجزة. لم تعادين المواطن بدل أن تحتويه فيكون جندا معك لا عليك؟ أين الوجهاء اللذين أقصيتهم يحاورون شعبا طيبا ولكن غضبته لا حدود لها؟ أين الشباب تتيحين لهم متسعا لاقتراح حلول للأزمة قد تكون أكثر نجاعة مما قمت به لسنوات؟

حكومتنا الرشيدة، الحكم بالحديد والنار لم يعد يجدي، فقد تغير الزمن، إما أن تواكبيه وتحترمي مواطنك أو تندثرين مع زمن بائد وتسحقين المواطن معك.



#خالد_الصعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أين يساق الأردن؟
- الأزمة وما بعدها
- نضال سختيان وأهالي ناعور
- الزحف المدرسي الإماراتي في المنطقة
- عندما يصبح نهش العرض حرفة
- أهل الجود والكرم
- أجراس العودة وأهل العيب
- تركي الفيصل والاحتلال الموسع
- جريمة الشرف المهدور
- سقوط برقع الحياء وورقة التوت وكل شئ
- أحمد أبو غوش والعدالة الحمقاء
- المئوية باتجاه الألفية
- جريمة الزرقاء النكراء
- عندما يتعنصر الفساد
- كورونا وتدجين الشعوب
- عبدالله بن زايد يرسم الابتسامة
- إيدي كوهين لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم
- تفوق اللغة العبرية عند الإمارات
- حتى أنت يا فيروز
- عماد حجاج والديمقراطية الآيلة للسقوط


المزيد.....




- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...
- العلاقات التجارية والموقف من روسيا.. الرئيس الصيني في أوروبا ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- الجزائر تعدل قانون العقوبات.. المؤبد لمسربي معلومات أو وثائق ...
- المغرب.. ارتفاع حصيلة ضحايا التسمم الغذائي في مراكش
- المغرب.. -عكاشة- ينفي محاولة تصفية سجين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصعوب - رسالة مفتوحة إلى الحكومة الأردنية