أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصعوب - كورونا وتدجين الشعوب














المزيد.....

كورونا وتدجين الشعوب


خالد الصعوب

الحوار المتمدن-العدد: 6683 - 2020 / 9 / 21 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أبرز آثار كورونا الراهنة، القدرة على السيطرة التامة على الشعوب باسم الخوف من المرض، فبينما يحشر الناس في بيوتهم تجنبا للعدوى، يعتادون الأوامر العسكرية الصادرة حسب مزاج المتنفذين، فتصبح الحركة والتوقف عن الحركة والخروج والدخول والأماكن المقصودة كلها رهنا بما يقرره صناع السياسة.

في الأردن تجد المفارقة الطريفة في التناقضات الواضحة، فمثلا، بينما تكتظ مسابح العقبة بروادها تخلو دور العبادة من أهلها والحجة منع التجمعات تجنبا للعدوى. بينما يجتمع مئتا شخص لحفل عرس يخص وزيرا، يعاقب من يتجمع من عامة الشعب لعرس أو وليمة.

بعيدا عن دور العبادة والعادات الاجتماعية، خرجت التطبيقات الاستخباراتية للعلن، والتي يجب أن تحملها على هاتفك لتحدد موقعك ومن قمت بمخالطتهم. المخالطون تحدد الحكومة درجة خطورتهم حسب هواها، فيقوم فريق التقصي الوبائي باعتقال من يشاء أو عزل من يشاء ساعة يشاء وللمدة التي يشاء.

قريبا من ذلك، تدجن الشعب الأردني، فلم تخرج تظاهرة واحدة تندد بمشروع السلام الإماراتي الإسرائيلي بحجة كورونا، بالرغم من وجود عدد كبير من الفلسطينيين في الأردن. على نفس الخطة، تم حل جماعة الإخوان فرع الأردن مباشرة قبل إعلان السلام المزعوم.

بسبب الحظر والحجر والخوف على الشعب، جاع الشعب الذي خسرت أعماله بسبب توقفها، فلما جاع انشغل بجوعه وخسارته وتوقف أعماله والتزاماته عن قضايا مصيرية. هنا، تجد أن منطق فرض الحظر، من حظر تجول، لحظر مدارس، لحظر تنقل، لحظر أعمال، لحظر تجمعات مفقود تماما. المنطق الوحيد فيه أن تنشغل العامة بنفسها عما تساق إليه، مع التشديد على رفض التجمعات ذات الطبيعة الدينية خلال أي إجراء، والحجة كورونا!

القنوات الإعلامية تشدد على ضرورة تحميل تطبيقات التعقب وتصف من لا يؤمن بكورونا دينا جديدا بالمريض النفسي والخائن والتافه، وحزم الجهات الأمنية مع المخالفين غير مسبوق، صغار العسكريين ينفذون الأوامر دون تفكير لأن الطاعة واجبة، ولأنهم يخالون أنفسهم يحمون الوطن، فممن يحمونه؟

ممن يحمون الوطن والمتنفذون يرتعون فيه باستثناءات تفضيلية والشعب مقموع الإرادة، يبحث عن اللقمة طوال اليوم فلا ينشغل بشيء آخر. ممن يحمون الوطن واتفاقية السلام المزعومة تطبخ فيه؟

كان لا بد من فرض حظر منزلي استمر لأكثر من شهر كوسيلة تخويف، والتلويح بهذا الإجراء كلما هب نسيم الصباح، حتى إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة، تم اللجوء إليه. بهذه الطريقة أصبح المقروص يخاف من جرة الحبل، ويرجو كل يوم ألا يطبق الحجر المنزلي، لا أكثر. أصبح هذا سقف الطموح الشعبوي.

في السعودية، منع الحرم عن رواده، ولم يكن ذلك ممكنا بأي حال دون الكورونا، فهل خشيت على صحتهم؟ أم أن وجه عبادة المسلمين حول العالم تغير للأبد؟ في مصر أصبحت العبادة تهمة رسمية، بينما امتلأت الشواطئ بروادها.

في فلسطين المحتلة، خرجت للعلن آلاف الحالات المصابة ومعظمها مكذوبة بشهادة أهالي المصابين والمتوفين، حتى أن قائمة الوفيات شملت أشخاصا ماتوا قبل الكورونا بأشهر، فهل أصبحت السلطة الفلسطينية فجأة تراعي صحة الفلسطينيين؟ أم هل استيقظ الإسرائيليون بعاطفة جياشة لحماية المدنيين من الوباء وهم الذين يسفكون دماءهم ليل نهار؟ بالطبع لا، ولكنه التكتيك وما أدراك ما التكتيك. لا تظاهر، لا رد فعل، لا تحرك. أشغلوهم بأنفسهم وهكذا ...تم.



#خالد_الصعوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله بن زايد يرسم الابتسامة
- إيدي كوهين لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم
- تفوق اللغة العبرية عند الإمارات
- حتى أنت يا فيروز
- عماد حجاج والديمقراطية الآيلة للسقوط
- حل جذري للقضية الفلسطينية
- قصي العدوان مثالا
- تمخض الجبل فولد فئرانا
- انعدام الشرف في القانون الأردني
- صياد الأطفال وماجد الرفايعة
- أين هم مثقفو مصر؟ أين علماؤها ومتنوروها؟
- محمد العيسى بوق إماراتي لتقسيم السعودية
- أخرسوا عبد الحميد الغبين قبل أن يودي بالسعودية إلى التهلكة!
- عبد الحميد الغبين...أخرسوه قبل أن يودي بالسعودية إلى التهلكة ...
- طلال أبو غزالة...عراب الثورات المضادة؟!
- علي جمعة...إمام الحق عندما يراد به الباطل
- مجموعة نقل...الكمامة أو حياتك
- رسالة مفتوحة إلى دولة عمر الرزاز


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصعوب - كورونا وتدجين الشعوب