أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصعوب - انعدام الشرف في القانون الأردني














المزيد.....

انعدام الشرف في القانون الأردني


خالد الصعوب

الحوار المتمدن-العدد: 6622 - 2020 / 7 / 18 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست جرائم الشرف وليدة تخلف أو رجعية، فكثير منها تقع لأسباب لا تمت للشرف بصلة، كأن تمنع الفتاة من الإرث بأن يلحق بها العار فتقتل ويبقى المال حكرا على الذكور.

جرائم الشرف لا علاقة لها بالشرف، فمرتكبوها دون استثناء لا يملكون أخلاقا تؤهلهم للحاق بركب الشرفاء، بل إن مرتكبيها من الجبن بمكانة تجعلهم يتقوون على الأضعف، وهذا أمر لا رجولة فيه ولا شرف. كذلك فمرتكبوها بلا استثناء ليس لديهم وازع ديني ولا يعرفون الله تعالى إلا اسما يرددونه كببغاوات ساعة مصيبة تلم بهم، وبخلاف ذلك، فهم يقدمون عاداتهم أو مصالحهم على خالقهم وبذلك فهم ليسوا من الإسلام في شيء.

أسماء كثيرة لفتيات كثيرات لا يذكرها أحد ولا يقف عندها أحد، فالمرأة في المجتمع العربي كما كمالية يمكن التخلص منها في أي ساعة دون حسيب أو رقيب.

وبينما وجدت الذريعة في فساد السلطة وانعدام تطبيق القانون في المجتمع الفلسطيني بسبب الاحتلال عند مقتل إسراء غريب وغيرها، لم توجد في الأردن ذريعة لمقتل بتول حداد التي ارتكبت "خطيئة" اعتناق الإسلام فمزق والدها "المسيحي" جسدها بسيخ حديدي قبل أن يفج رأسها بصخرة تفارق على إثرها الحياة، أو أحلام التي ركضت وقد ضرجت الدماء رقبتها فتبعها الذكور "المسلمون" يقضون على ما تبقى بها من رمق، لأن رقص الذبيح يطرب نهمهم المجنون للقضاء عليها. تبعوها وأحاطوا بها في منطقة صافوط منعا لتدخل العامة، والعامة بالطبع لم تتدخل لأن الشأن عائلي يعزى للشرف، فما كان من الأب المختل إلا أن تناول صخرة واستمر يضرب بها رأس أحلام حتى فارقت الحياة، فماذا بقي؟ يشعل سيجارة ويشرب الشاي نخب امرأة تم التخلص منها ككلب ضال، ولو أننا كمجتمع أكثر رفقا بالكلاب منا بالنساء.

في الأردن مؤسسات نسوية تعمل على قدم وساق على جلب تمويل من كل حدب وصوب لضمان حصول المرأة على حقوقها، أكثر من مائة منظمة توجد في عمان لوحدها تصم الآذان بحقوق المرأة، وعند مقتل الأحلام متمثلة في أحلام وبتول ومئات غيرهن، تجد تلك المنظمات المنافقة تشجب بينما تستمر الجرائم التي يعزونها للشرف دون أن تقوم تلك المنظمات بالسعي لتجريم الجريمة وفق القانون.

كثيرة هي الأسباب التي ترتكب جرائم الشرف بداعيها، ولكن الملوم الأول والأخير في استمرار تلك الجرائم هو الدولة الأردنية، فأبجدية الجريمة تقول باستمرارها في غياب الرادع، ومجرم الشرف ينجو بفعلته بعد أشهر فقط من الحبس، فأي عقوبة واهية هي تلك التي ستردعه وأمثاله عن ارتكاب الجرم؟

من أمن العقوبة أساء الأدب، وها هي الأردن جمدت عقوبة الإعدام باسم حقوق الإنسان، فقتلت المرأة كحيوان ضال باسم الشرف، ولو أعدم كل قاتل على مرأى ومسمع من العامة، ما ارتكبت الجريمة بدم بارد.

لن تتوقف جرائم الشرف إن لم يعدم المجرمون، وليس تعقيد الثقافة الذي تنادي به المنظمات النسوية والساسة إلا شماعة لتبرير التقاعس عن معاقبة المجرمين، لأن استمرار جرائم الشرف يعني استمرار المشكلة، واستمرار المشكلة يعني استمرار حصول تلك المنظمات على تمويل ولذلك فلن يقوموا بحل المشكلة ولن يدعوا له، لأن حل المشكلة يهدد بقاءهم باسمها.

جرائم الشرف سببها واحد، انعدام الشرف في القانون الأردني، الشرف الذي يقتضي معاملة المرأة كإنسان ومعاقبة مزهق روحها بالإعدام على الملأ.

رحمك الله يا بتول ويا أحلام ويا مئات غيرهن، اهربن ما استطعتن، فما لهذا خلقتن، اهربن فجاهلية وأد الإناث يسميها هؤلاء المرضى شرفا!



#خالد_الصعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صياد الأطفال وماجد الرفايعة
- أين هم مثقفو مصر؟ أين علماؤها ومتنوروها؟
- محمد العيسى بوق إماراتي لتقسيم السعودية
- أخرسوا عبد الحميد الغبين قبل أن يودي بالسعودية إلى التهلكة!
- عبد الحميد الغبين...أخرسوه قبل أن يودي بالسعودية إلى التهلكة ...
- طلال أبو غزالة...عراب الثورات المضادة؟!
- علي جمعة...إمام الحق عندما يراد به الباطل
- مجموعة نقل...الكمامة أو حياتك
- رسالة مفتوحة إلى دولة عمر الرزاز


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصعوب - انعدام الشرف في القانون الأردني