إيدي كوهين لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم

خالد الصعوب

الحوار المتمدن-العدد: 6669 - 2020 / 9 / 6 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يغرد إيدي كوهين قائلا " الجميل في المملكة العربية السعودية أيد ولاة أمرها الله أن كل آثارها قبل 1400 سنة دثرت حتى بطحاء قريش، إلا تلاع خيبر بقيت شامخة كما شموخ أهلها صناديد آل الكاهنين بني هارون بن عمران سلائل اللاويين شوبة بني إسرائيل سلام بن مشكم وحيي بن أخطب ومرحب بن أبي زينب".

ليس بعيدا من ذلك أن السعودية أجلت المدينة المنورة من أهلها وتقوم بذلك على قدم وساق وأن مكة باتت كبقعة سياحية وسط ناطحات السحاب التي تطاول الحفاة الرعاة في بنيانها، فباتت معالم الإسلام كالعربي، غريبة في وطنها. ليس بعيدا الاستعداد لنقل محمد من دار محمد، لطمس اسم لا يطمس بدليل 1400 عام لم تتمكن منه.

ثم كشفت التلغراف البريطانية كيف أن السعودية ترمم منزل لورنس العرب في تمجيد للمستعمر تحت ستار الجذب السياحي. في سيرته الذاتية ذكر لورنس كيف كان الاستيلاء على ينبع حاسما في تفتيت الشرق الأوسط. لورنس العرب أو بالأحرى جاسوس العرب كان مفتاح تقسيم البلدان العربية التي انضوت تحت الدولة العثمانية، ففرح كل إله بما قسموا له من الكعكة وذهب كل إله بما ملّكوه عليه وأصبحت بلاد العرب- التي كان التنقل بينها بلا حدود ولا أوراق ولا تجبر ولا تكبر من الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان- رهنا بورقة أملاها المستعمر يقول فيها الواحد للثاني أنا خير منك، ونحن جميعا تحولت خلقتنا من طين إلى نار، فباتت لا تفلح إلا في أكل بعضها.

سمت العبد أن يسعى لمن يركبه فيعيد ترميم الطوق الذي وضع حول رقبته من قبل السيد اللئيم وإن كانت بيده بندقية يطيح بواسطتها بذلك السيد فيقضي على لؤمه عن بكرة أبيه. سمت العبد أن يرتجي مرضاة سيده وإن افترش مخدعه. سمت العبد أن يكون مريد ذل، فلا يهنأ له عيش دون أن يبصق أحدهم في وجهه، وهذا ما تفعله قيادات يعرب بجدارة.

إيدي كوهين يجيد مخاطبة هؤلاء، فعبوديته لا تقل عنهم، ومع أن من كتب له التغريدة يدرك المغزى، إلا أنه بالتأكيد لم يخبره قصة باقي التاريخ.

حيي بن أخطب هو أبو صفية التي أصبحت أم المؤمنين يوم تزوجها محمد عليه السلام، وقد أمر به محمد عليه السلام وضربت عنقه.

مرحب بن أبي زينب، بات من ليلته ورأى في المنام أسدا يقتله، وفي اليوم التالي قتله أسد مسلم اسمه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

سلام بن مشكم استأذن الصحابة رسولهم في قتله فأذن له، بمجرد كلمة، وانقضت حياته بصورة استحقها عن جدارة.

أتراه أحمقا من تجاوز عن السادة في سعيه للهدنه ولجأ للعبيد؟

#خالد_الصعوب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات