خالد الصعوب
الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 22:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ولقد بدا زماننا متغيرا وبعيدا عن كل شيء جميل، بعيدا لدرجة أننا بتنا ننشد الماضي لأن ذكرياته هي الوحيدة الثابتة. تغير كثير من المعاصرين فأصبحنا نعرفهم وننكرهم، ولكن المضحك المبكي أن يحاول هذا العالم النفاذ إلى ماضينا للقضاء حتى على الذكريات والمعاني المخزنة في الأدمغة، ربما كجزء من لعبة اللقاحات المغروسة على شكل شرائح في ظل الكورونا.
جوليا تشوهت، أصبح جمالها يشبه جمال دبي التي لم يسعها إلا أن تغني لها، فالمقاومة لا تسمن ولا تغني.
مرسيل خليفة اختفى وكأن المشهد لا يعنيه، ومع أنه فعل، إلا أن ذكرى توت توت عبيروت لا تزال قائمة. كثيرون هم من تغيروا حتى لكأنك تظن أنهم أناس آخرون.
أما السيدة، فقد اختفت بلا حدود، ومع أنها اختفت، إلا أن الصباحات المشرقة لم تخل من صوتها. اختفت حتى لكأنك تظنها صوتا ساحرا من أزمان خلت. اختفت تلك التي كانت تملك المسرح بعبرات تخنقها فتأبى بكل كبرياء أن تذرف. اختفت وبقيت وحدن بيبقوا تعبر عن بقائها، تلك التي لم تبتسم يوما.
اليوم أطلت السيدة! جاء ماكرون يقلدها وساما فخريا يتوج به سنوات استعمر فيها لبنان وغدا ما هو عليه. أحنت الرقبة الكريمة تتقلد الوسام من ممثل سيد إذلال لبنان وتطئيفه وقسمه وتسخيفه، وابتسمت سعة وجهها!
ابتسمت فيروز وبالطبع ابتسم ماكرون، ولم تعد خبطة قدمهن عالأرض هدارة، بل هادئة، هادئة جدا، ومهادنة وتركب الموجة على علاتها.
ابتسمت السيدة ولم تعد منهم وحدن يبقوا، بل أصبحت مثلن كلن، من يذهبوا لأنهم مكررون جدا.
#خالد_الصعوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟