أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصعوب - جريمة الشرف المهدور














المزيد.....

جريمة الشرف المهدور


خالد الصعوب

الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انضمت نهى الشرفا إلى ركب الشهيدات، شهيدات الشرف تارة والشغف تارة ثانية، كل ذلك يحدث في ضوء وجود عدد لا يحصى من المنظمات النسوية التي تنشر أجندات الحرية في كل اتجاه دون أن تتمكن من إنقاذ فتاة واحدة من الموت حتى اليوم.

الحجة دائما جاهزة، التنمية والتطوير تحتاج إلى وقت، المشكلة متجذرة في الثقافة وغيرها، ولكن تعقد المشكلة كما يدعون لا تمنع حصولهم على تمويل متعدد المصادر والأجندات مما يمنع تدخل الدولة وأجهزتها في إخفاق تلك المنظمات في القيام بواجبها الذي تأسست لأجله. حتى اليوم لا زالت التشريعات المجحفة بحق المرأة مطبقة ولا زالت نساء لا حصر لهن تزهق أرواحهن دون حسيب أو رقيب، فأين حقوق الإنسان التي تقوم تلك المنظمات بالحفاظ عليها، وكيف أصبحت تلك المنظمات دويلات ضمن الدولة، كل منها تغني على ليلى الممول الذي لا يحق للدولة التدخل فيه باستثناء إجراءات التسجيل الشكلية؟

أصبحنا نرى في المجتمع الأردني عادات وتصرفات ومظاهر شائعة وكنا نعتبرها دخيلة على مجتمعنا والشكر لمنظمات المجتمع المدني، وفي كل الأحوال لا يحق للدولة التدخل فيها بحجة الممول الذي سيعتبر التدخل في تلك المنظمات نوعا من العرقلة للحفاظ على حقوق الإنسان، أفلم تكن تلك النساء إنسانا حين فقدن حياتهن وسط صمت مخزي من تلك المنظمات؟ يقع ذلك دون أن تقوم أجهزة الدولة بالاعتراض أو الرقابة كما يجب وبحجم المفروضات التي تفرضها تلك المنظمات على بلادنا. ولماذا يعفى تمويل تلك المنظمات من الضرائب إن لم تكن تقوم بالدور الذي وجدت لأجله وتقصر وجودها على محافل تتاجر فيها باسم السبب الذي وجدت له حتى يحصل موظفها من هنا أو هناك على امتيازات لا يحق للمواطن الأردني الحصول عليها؟

في المقابل، أثبت الجيش العربي قدرته على التعامل مع أزمة الوباء في موجتها الأولى وكان غيابه وحده السبب في تدهور الأزمة في الموجة الثانية. كذاك، أثبت الجيش العربي قدرته على التعامل مع البلطجية عندما فتح المجال له للقيام بذلك. فلماذا لا يستعان بعناصره للتأكد من قيام تلك المنظمات بدورها ولمد يد العون للفئات المستفيدة مقابل فرض رسوم عليها كتلك التي تفرض على المواطن وبما يتلاءم مع ما يفترض أن يحصل عليه المواطن بواسطة تلك المنظمات التي تنادي باسمه؟ إذا كانت المنظمات تحصل على امتيازات لا حصر لها وتمويل لا رقيب عليه فمن الأجدر بها أن تقوم بواجبها وهي لا تفعل ذلك، فإن لم تقم بواجبها فالأجدر بها أن تخضع للوائح قانونية تجرم استغلال حاجات المواطنين للكسب غير المشروع، يدعون أنهم لا يهدفون للربح ولكن أرباحهم بادية على كل من يعمل في منظمة دون أن يمتد التمويل للجهات المستهدفة منه.

نعيش اليوم قوانين الطوارئ بسبب الوباء، وبينما يفقد المواطنون أعمالهم ومصادر رزقهم، يستمر عمل المنظمات وامتيازاتهم وتمويلهم، فكيف يكون ذلك ممكنا؟ في نفس السياق، تقدم هذه المنظمات دراسات وتقارير تخص البلاد دون أن تخضع لأي رقابة، وليس سبب قتل النساء الذي ارتفع معدله مؤخرا راجعا لما يسمونه شرفا فحسب بل للضغوط التي يعاني منها المواطنون فيجدون أفضل وسيلة لتفريغ شحنة الغضب في نسائهم اللواتي لا يجدن حماية لا من عائلاتهن ولا من أجهزة الأمن، فلم لا يفرض قانون الطوارئ على هذه المنظمات وتقوم بدورها في دعم المواطنين خلال أزمة الوباء كل حسب السبب الذي أسس له؟

أصبحت الحكومة الأردنية مضطرة للتعامل مع مشاكل الوباء وكأنها وحدها المعنية بها، تفاقمت مشاكل الصحة والتعليم والبطالة والفقر والمشاكل القانونية والأمنية وغيرها وتلك المنظمات تزداد شبعا وتنتقد بأعلى صوتها وتبكي بكاء التماسيح على الفقر وما وصل إليه التعليم دون أن تساهم بقرش واحد في دعم الأردنيين خلال الأزمة ودون أن تقدم ساعة عمل واحدة تتطوع فيها لخدمة البلاد والعباد، تلك المنظمات يتجاوز تعدادها المئات ولا زالت فلانة تقتل لأن ذكرا من عائلتها لم يكن بمزاج جيد وينطوي ذكرها وكأنها ليست إنسانا ولا حتى حيوان، فأين هي المنظمات الحقوقية؟



#خالد_الصعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط برقع الحياء وورقة التوت وكل شئ
- أحمد أبو غوش والعدالة الحمقاء
- المئوية باتجاه الألفية
- جريمة الزرقاء النكراء
- عندما يتعنصر الفساد
- كورونا وتدجين الشعوب
- عبدالله بن زايد يرسم الابتسامة
- إيدي كوهين لا يقرأ وإن قرأ لا يفهم
- تفوق اللغة العبرية عند الإمارات
- حتى أنت يا فيروز
- عماد حجاج والديمقراطية الآيلة للسقوط
- حل جذري للقضية الفلسطينية
- قصي العدوان مثالا
- تمخض الجبل فولد فئرانا
- انعدام الشرف في القانون الأردني
- صياد الأطفال وماجد الرفايعة
- أين هم مثقفو مصر؟ أين علماؤها ومتنوروها؟
- محمد العيسى بوق إماراتي لتقسيم السعودية
- أخرسوا عبد الحميد الغبين قبل أن يودي بالسعودية إلى التهلكة!
- عبد الحميد الغبين...أخرسوه قبل أن يودي بالسعودية إلى التهلكة ...


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصعوب - جريمة الشرف المهدور