أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - اجتماعيا














المزيد.....

اجتماعيا


علاء هادي الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 6755 - 2020 / 12 / 8 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست مع مقولات ان العراق سينهار، او انه على حافة الهاوية، او انه ذاهب الى نهايته، العراق بلد لا ينهار مهما مرت به ظروف قاسية وصعبة، هكذا يحدثنا التأريخ، ما يحدث اليوم ليس أسوأ مما حدث بعد غزو المغول لبلادنا عام 1258م اذ تمكن جيش هولاكو خان من اقتحام بغداد بعد أن حاصرها 12 يوماً، فدمَّرها وأباد مُعظم سُكانها، ومع ذلك ذهب هولاكو وجيشه وبقي العراق. العراق بلد قابل للتأقلم مع ظروف الحياة وصعوباتها، وبما يمتلكه من حضارة وتأريخ لا يمكن ان ينهار بسهولة، لكنه يتعرض دائما لهزات كبيرة لاسباب كثيرة لست بوارد التعرض لها الان.
واذا اردنا دراسة حلول ومعالجات الوضع في البلاد فعلينا ان نبدأ اجتماعيا من خلال دراسة الواقع الاجتماعي لاسيما القيمي منه ونتعرف على اسباب تراجع القيمية في مجتمعنا والتي من شأنها ان ترتد سياسيا وامنيا وثقافيا فضلا عن ارتدادها فكريا.
بعد احتلال العراق عام 2003 تراجع مستوى التعليم والزاميته بحيث تسرب الاف الاطفال عن المدارس لاسباب كثيرة ومن هنا بدأت لحظة التراجع القيمي في المجتمع، اذ نشأ جيل كامل غير متعلم بل ولا يهتم بالتعليم وهذا الجيل بدأ الان يولد جيلا اخر غير آبه بالتعليم، بالاضافة الى تراجع قيمة المعلم والمدرسة والجامعة اهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية، والحال لا يوجد في جامعات البلاد رسوب لطلبة واعادة سنة دراسية الا ماندر وهذا الامر ينسحب على المراحل الابتدائية والثانوية الا في مرحلة البكالوريا، وبطبيعة الحال فان الفرد غير المتعلم من الصعب جدا ان يكون فاعلا ومؤثرا في مجتمعه، فضلا عن ان ننتظر منه ابداع او اختراع فكري وعلمي، هذا لا يعني انعدام الابداع العلمي لدى عدد لا يُستهان به من افراد المجتمع، لكن القاعدة اصبحت ان جميع الطلبة ناجحون في مراحلهم الدراسية خصوصا في الجامعات الحكومية فضلا عن الاهلية وكم نشاهد اليوم خريجاً جامعياً لا يفقه مما درسه ابسط مفردات دراسته.
دخول السوشيال ميديا الى كل منزل من دون رقيب او حسيب، انشغال الاسر عن متابعة ابنائها، تراجع سلطة انفاذ القانون بكل مسمياتها، دخول الافكار المتطرفة، والمستوردة، انتشار البدع والخرافات والعقائد المشبوهة، تراجع اثر كبير السن والوجيه بين افراد بيته وبيئته، غياب دور المثقف الفاعل والمؤثر، ازدياد حالات الطلاق والعنف الاسري، بل والعنف البشري اذ بات شائعا ان يكون الشاب ذو الخمسة عشر عاما قاتلا لغيره بل وحتى لاقربائه وذويه، انتشار افات المخدرات وعموم وسائل الادمان من دون رادع قانوني او قيمي او عرفي، وغيرها اسباب كثيرة ادت الى تفاقم المشكلات اجتماعيا مما ادى الى عدم الاستقرار الداخلي للمجتمع والدولة الضابطة لحركة المجتمع قانونيا من خلال مؤسساتها المستقرة وحتى تلك المؤسسات لم تُعد مستقرة، فعندما يُضرب الطبيب ويُهان المعلم ويُعتدى على رجل المرور الذي يمثل انضباط الشارع وأهم مؤسسات انفاذ القانون، عندها حتما ستتراجع القيم في المجتمع ويصبح الخطأ قانونا وعرفا مباحا واقعا ولا يستحي منه فاعله.
اذن علينا اذا اردنا مراجعة حقيقية ان نبدأ بمجتمعنا واعادة دور وفاعلية القيم الخيرة فيه وان نتكاتف جميعا لاحياء تلك القيم الخيرة بمفهومها العام في مجتمعنا وكل حسب دوره ومساحة اشتغاله ومسؤوليته، ويقع الجهد الاكبر في ذلك على الدولة ومؤسساتها من خلال تشريعات واجراءات وقوانين وسلطة قوية لتطبيق هذه القوانين تبدأ بالجانب التعليمي قبل كل شيء، فاذا انشأنا هذا الجيل الجديد الذي لم يبلغ مرحلة المراهقة والشباب على تعليم رصين لا يتجاوزه التلميذ بـ ( رصيد ابو العشرة) ولا بمحاباة جيرانه المعلم او المدرس ولا بضغط والده النافذ اجتماعيا او سياسيا او امنيا او دينيا او غيره، ولا لاجل المذهب او العشيرة، وعندما لا يتجاوز الطالب الجامعي ويتخرج من كليته الا عندما يفهم جيدا ما يدرسه، عندها نكون قد وضعنا حجز الزاوية في اصلاح مجتمعنا.



#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيجابي والسلبي
- نازحون في شتاء ممطر
- ننتظر حلولاً لا بكاء
- الإصلاح المؤسسي
- رؤوس الفساد
- وأد الفتنة
- وعي.. وعي
- مخيمات الايواء – المعالجات
- مخيمات الايواء – المشكلة
- المگرودان الطبيب والمرور
- كفالة المواطن
- ما بعد تشرين
- تعزيز العلاقات
- وحوشٌ لا بشر
- تشرين
- المركز والاقليم
- المبكرة
- أطروحات أخرى لتغيير النظام
- الثورة والتفاوض في تغيير النظام
- النظام يغيّر نفسه 1


المزيد.....




- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...
- قانون جديد يسمح للألمان بتغيير جنسهم كل عام!
- تغييرات جديدة وعاجلة في الحكومة المصرية
- وسائل إعلام: شي يطرح أمام شولتس 4 مبادئ على طريق حل الأزمة ا ...
- مصر.. قرار بشأن ابنة أهم رجال عصر مبارك
- مصر.. أول ظهور لقاتل حبيبة الشماع بعد الحكم عليه بالسجن 15 ع ...
- فيديو مرعب يكشف كيف تدمر السجائر الرئتين
- إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني وطهران تحذرها


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء هادي الحطاب - اجتماعيا