أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - لغة الضاد بالفرنسية!!!














المزيد.....

لغة الضاد بالفرنسية!!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرسوم الفرنسية زوبعة فجرت العقل العربي الإسلامي وأخرجته من قمقمه...بهذه الزوبعة التي ستهدأ وسينساها الجميع كما نسوا كل الهزائم الكارثية التي مرّت ولم تُغير شيئًا من العقل الذي رضخ للاستفزاز... كما كان دائمًا الصراخ هو الهروب للأمام والتشنج هو ملاذ المحتالين من أمثال ارودغان أحمق تركيا التي سرقها من علمانيتها بغفلةٍ من العالم .... كان التشنج الفكري! الغوغائي هو الاستنتاج للرسوم الفرنسية ولم يتوقف المتشنجون عند واقعة قطع رأس المعلم الفرنسي ولا ذبح النساء وكأنما الرسوم حجة لتبرير القتل...
كلما علا صوتك كلما فقدت احترامك، فعقول العالم المختلفة تدرك الحقيقية من دون صراخ أو ضوضاء، فهناك عقول تُسيّر هذا العالم ورغم كلّ الفوضى التي تعم الأرض إلا أن ثمة من يفكر ويتأمل ويقرر، أن يقف معك أو ضدك وفي غالب الأحيان ومن خلال التجارب والنتائج على مدى قرن من الزمن بالعصر الحديث ثبت أن الضجيج والصراخ والتهديد والمقاطعة لم تحقق أي انتصار بأي مجال أو قطاع أو كيان...فعلى صعيد القضية الفلسطينية خسرت القضية كلّ ما كانت تتمتع به من حيز ودعم وأرض واعتراف حتى كادت تفقد اسمها...
وعلى صعيد العلاقات مع الدول والشعوب...خسرنا تقريبًا كل قضايانا التي دافعنا عليها بصوت عالٍ ولم نكسب إلا بالعقل والحكمة والدبلوماسية الهادئة وقد كان الكاسبين بهذا الطريق الرئيس الشجاع الراحل أنور السادات، فحين عاكسه بعض العرب مثل حافظ الأسد خسرت سوريا وجودها على الخريطة وحين سار معه الأردن كسب أرضه واستقراره... وهكذا يبدو الصوت الطنان والرنان بلا عقل ولا فعل هو الذي أدى بنا في أماكن كثيرة إلى الهاوية...وما زالت هناك الملايين منا لا تملك غير هذا الصوت...
منذ الحرب العالمية الثانية تعلم العالم، وعلى مرّ التاريخ العاصر، أن السلام والتفاهم والعقل هو الذي يحقق الانتصارات والنجاحات وعندما عاكست الولايات المتحدة هذا الدرس في حرب فيتنام خسرت ومن يومها تعلمت متى تتحكم بنفسها وأولت شئونها للبناء والانجاز، فخاضت المغامرات والمجازفات ولكن بصوت عاقل وليس بالضجيج والضوضاء...وكذلك الدول التي خاضت الحروب واكتوت بها وعانت مرارة وتداعيات الحرب، أدركت أن عليها إذا أرادت الاندماج في العالم وتحقيق الرخاء والسلام لابد لها من عقلانية في التعامل مع الشعوب والتغلب على العنصرية والتطرف والتشنج والصراخ والولوج إلى عالم يسوده التفاهم رغم ما فيه من فوضى وهكذا تغلبت كثير من الشعوب على يأسها وحققت انتصاراتها بالعقلانية... وقد صعقت مؤخرًا وأنا أشاهد فلسطيني يحرق سيارته احتجاجًا على الرسوم وآخر يصنع أحذية يكتب عليها أسمي ترامب وماكرون وآخرون يتفننون في التشنج ودفع الغرب إلى مزيد من التعنت والتشدد ونبذنا، كل هذا يدل على إننا ما زلنا لم نفهم الآخر ولن نفهمه وسنخسر المزيد من قضايانا حتى لو كان الحق معنا لأننا لا نملك العقلانية والموضوعية ولغة التفاهم مع الآخر دون تشنج...فنحن أسرى سياسة القطيع وهذه هي المشكلة الازلية معنا.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانية بلا علمانية!!!
- أبو العلاء المعري وخليلهُ المتعري في رواية القرنفل التبريزي. ...
- يسرا البريطانية (22) الأخيرة
- خريف الأخبار الغامضة!!
- يسرا البريطانية (21)
- يسرا البريطانية (20)
- يسرا البريطانية (19)
- يسرا البريطانية (18)
- كعبة الشمس البرتقالية...!
- يسرا البريطانية (17)
- أنا والله وتغاني ...
- يسرا البريطانية (16)
- يسرا البريطانية (15)
- أي نحس ثقافي؟!
- يسرا البريطانية (14)
- رؤيتي المغايرة لأيلول الأصفر....!!
- يسرا البريطانية (13)
- يسرا البريطانية (12)
- يسرا البريطانية (11)
- يسرا البريطانية (10)


المزيد.....




- صانعة المحتوى بيوتي يومي تتزوج في إيطاليا.. ماذا كشف بسام فت ...
- تقرير: بريطانيا تستعين بشركة أمريكية لتنفيذ طلعات تجسس فوق غ ...
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- الجزائر ترد على باريس وتلوح بـ-نقض- الاتفاق حول إعفاء حاملي ...
- المجلس الأمني الإسرائيلي يقر خطة نتانياهو -للسيطرة على مدينة ...
- فرنسا تواجه أكبر حريق منذ 1949.. دمار هائل في كوربيير وإجلاء ...
- قرار إسرائيل السيطرة على مدينة غزة يثير قلقا دوليا وحماس تعت ...
- رئيس الكونغو الديمقراطية يعيّن شخصيتين معارضتين في الحكومة ا ...
- تنديد دولي بخطة إسرائيلية لاحتلال غزة
- نيويورك تايمز: هكذا سقطت جماعة مؤيدة لفلسطين ضحية قانون بريط ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - لغة الضاد بالفرنسية!!!