أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - خريف الأخبار الغامضة!!














المزيد.....

خريف الأخبار الغامضة!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 17:36
المحور: الادب والفن
    


هل بلغنا حقبة الأخبار السيئة؟

بتوجيهٍ من عروشِ سلاطين الزمان، وأمراءُ
التكفير، منذ مئاتِ السنين، كانرأسُ أبو العلاء
المعّري، مطلوبٌ، تم بترُ رأسَ الشاعر،
الفيلسوف، فانتهى عصرُ الفلسفة...A.J
المفارقة أن الاقتصاد إذا كان يقود السياسة في النظرية العلمية، فمن يقود الثقافة؟!
في الحياة اليومية العربية والخليجية خاصة والبحرينية تحديدًا؟ الثقافة عربة بلا عجلات، وهذا الجواب على السؤال...مثل بستان بلا أشجار، ومثل مكتبة بلا كتب ومثل غيوم بلا أمطار...الثقافة، في القاموس عندنا...عزف وطبل ومزمار...وتوزيع جوائز من دون فائزين...ومن يستحقون الجوائز، فهم أما خارج الدائرة!!في نظامنا العربي، الثقافة مواطن من الجنسية الثانية وفي بعض الدول بدون وفي دول أخرى مُقيم...لذلك آخر هموم الدول هو الثقافة، فبعد السياسة والدين والخرافة وبعد البطالة والتشرد والضياع، تطل الثقافة بخجلٍ وكأنه لقيط يخجل من الإقرار بنسبهِ، في الصحف الورقية، صفحة واحدة في الأسبوع محتواها لا يزيد عن انطباعات وترهات، وفي الفضائيات مجاملات وبوس لحي...وفي المؤسسات كرنفالات فوقية وتصفيق لذوي الأسماء التي تتخندق وراء القبيلة...ولذلك لا تبحث عن روائي أو فنان أو رسام خارج السرب...حتى دور النشر في 95% منها لا تنشر رواية قبل أن تتأكد من أن دوائر الرقابة تسمح بها مسبقًا وقبل الطبع!! والنقاد إذا وُجِدوا بدرجةٍ متواضعة لن يجرؤوا بالاقترابِ منها إذ كان عملك يفوق 500صفحة، أو محتواه يتحدى المسكوت عنه... فماذا تنتظر؟ هل تتوقع أن ينبت في هذه التربة رديف لغارسيا ماركيز أو جون تشاينبيك أو أنطوانتيشكوف؟!
***
تحولات دراماتيكية، متغيرات صاعقة، صدمات...انفجارات نووية صغيرة!!!هذه الساحة العربية القديمة، تتفكك الآن وتتشكل من خلال هذه الصدمات اللاهثة وراء سحابات وخرائط ضبابية، تتبلور وتمهد لصدماتٍ أعمق...هذا التكالب السياسي والديمغرافي المتهور اليوم في المنطقة خلط الأوراق وألقى بأوراقٍمجهولة، لتنفض الغبار عن المنطقة القديمة ونواجه منطقة مُبهمة تثير فينا الحيرة...تضيع الدول بنفسِ السهولة التي يضيع فيها الأفراد، النوم يحقق السعادة لساعاتٍ وعندما تصحو تُدرك كم أنت محظوظ ما لم ترَ الذي حدث...دع النوم ملاذك حتى لا تموت حيًا، فالأحياء كثيرًا ما لا يختلفون عن الأصنام التي عادت منذ عهد قريش ورجعت عبادتها...صرنا نعبد الثقافة المُعلَّبة، نعبد الدكتاتورية، نعبد الخرافة، نعبد الأوهام...اختلفنا على كره إسرائيل واختلفنا ثانية على حب إسرائيل، ألا نعرف وجهتنا مرة واحده منذ أربعمائة سنة ونيف؟ كلّ ذلك لأن الثقافة لقيط بمحيطنا العربي، ولأنها آخر الهموم بعد سباق الدرجات. بعد أكثر من 100 سنة ونيف من عمر نوبل، لم يفز بعالمنا سوى أديب عربي واحد، نجيب محفوظ وبدلاً من الاحتفاء به اخترعنا كومة من الحجج للتشكيك بجدارته وطعناه بالسكين وهو كهل يسير بالشارع بين بيته ومقهاه الوحيد...بينما دولة مثل كولومبيا طبعت العملة المحلية بصورةِ أديبها غارسيا ماركيز...ويلٌ لأمةٍ تعتبر الثقافة لقيط!!!!
من نحن؟ هل نعرف أنفسنا؟ لو كنا نعرف من نحن هل اقتلعنا رأس أبو العلاء المعري وتقاتلنا على موقعه؟ لو كنا نعرف أنفسنا هل تحاربنا سنوات طويلة على ناقة هزيلة...؟ كان ذلك بالأمسِ وما زال حتى اليوم والدليل ساحة معرَّة النعمان التي كانت مدينة النور والفلسفة فأضحت ملحمة لقطع الرؤوس...من نحن؟ كلّ شعوب المعمورة، فقرائها وأغنياها يعرفون هويتهم، إلا نحن فقراءنا وأغنياءنا، فقدوا بوصلتهم، لا أجلد الذات فقد جلدنا ذواتنا منذ قرون وما زلنا ولكن يظلّ المحتوى فارغًا لأننا تراجعنا عن التنوير مقابل الجهالة المُتمثلة في فقدانِ روح ثقافية جريئة تتحدى الخطوط الحمراء التي صاغتها المؤسسات الرسمية خوفًا من تداعي البناء الخرافي الذي يحمي الجهل...
نقرأ ولكن ماذا نقرأ؟ ونكتب وليتنا لم نكتب...ننشر وللأسف لا يتعدى الكتاب حدود مخازن وأرشيف المكتبات المُغبَّرة من سنين...أي نوع من ثقافة وقد رأينا دار أبو العلاء المعري في معرَّة النعمان يحكمها امراء الحرب من الدواعش وأقرانهم وبحماية دول وشركات ولديهم أسهم وسندات تتحرك في بورصات عالمية ورغم ذلك نقرأ ونؤلف والسؤال لمن ذلك كله وقراءنا بالملايين مؤيدين لتدمير رأس المعري في معرّة النعمان؟!
حين رأيتُ هؤلاء ينتقمون من تمثال للمعري بقطعِ رأسه في إدلب ذُهلت من كمية الجهالة ومن صمت العالم ومن مرور الحادثة وكأنها روتين يومي لا يلفت الأنظار...حينها أدركتُ حجم الردّة التي نحن عليها...ارتداد عن كلّ ما له علاقة بالتنوير والحياة، مع كلّ هذه النكبة عجبتُ ثانية من تهافت سكان مدينة صغيرة "المحرق" وهي تبكي الزمن الذي كانت عليه...رثاء وبكاء على الأطلال...فيما مدن كبيروت انفجرت على نفسها وتركت أيتام وأرامل وما زال الانفجار النووي الصغير آثاره باقية ورغم ذلك لم يحرك هذا ساكنًا ومضت الحياة هناك، لهو وغناء ولا أفهم إن كان ذلك إيجابي دليل التمسك بالحياة...أم يأس من ثورة على الطبقة السياسية...
مدن عربية تحترق من صنعاء إلى طرابلس، ومن حلب إلى البصرة رد الفعل الوحيد هو روايات أدبية تسرد آلام بلغت حد عدم الشعور بها، عندما لا تشعر بالألم، فذلك لأن الألم بلغ مداه...هذه الروايات لا تُقرأ ولا توزع لأن حصار زمن كورونا من جهة ومن جهة أخرى حصار الجهالة...قال موشى دايان...العرب لا يقرؤون وقدصدق...قال جبران خليل جبران ننتظر الاخبار الجميلة وأحيانًا يكفينا أن لا أخبار سيئة...فهل بلغنا مرحلة الأخبار السيئة لأننا لم نقرأ؟



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسرا البريطانية (21)
- يسرا البريطانية (20)
- يسرا البريطانية (19)
- يسرا البريطانية (18)
- كعبة الشمس البرتقالية...!
- يسرا البريطانية (17)
- أنا والله وتغاني ...
- يسرا البريطانية (16)
- يسرا البريطانية (15)
- أي نحس ثقافي؟!
- يسرا البريطانية (14)
- رؤيتي المغايرة لأيلول الأصفر....!!
- يسرا البريطانية (13)
- يسرا البريطانية (12)
- يسرا البريطانية (11)
- يسرا البريطانية (10)
- نيويورك تايمز كذبت ضد صدام حسين...
- يسرا البريطانية (9)
- من مستنقع السياسة، إلى أزهار الثقافة...لنجرب!
- يسرا البريطانية (8)


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - خريف الأخبار الغامضة!!