أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - كعبة الشمس البرتقالية...!














المزيد.....

كعبة الشمس البرتقالية...!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6690 - 2020 / 9 / 28 - 03:02
المحور: الادب والفن
    


لو سألتُك ماذا يكمن وراء جدار هذه البناية، ولم يسبق لك أن رأيت ما ورائها...ماذا تتخيَّل؟ صف ما تتخيّلهُ دون أن تكون محرجًا...
عالم الرواية، خيالٌ واسع، وهم، سراب، خرافة تسْبُكها من قعرِ خيالك وترسمها على ورقةٍ بيضاء أو مونتور كمبيوتر، تسْعفكَ الحروف وهي ترقص مثل زمرة مجانين في حلبةِ سيرك...تتقاذفُك الشخصيات والحوادث بكتلٍ من الوقائع ولا يمكنك أن تتلافى شظاياها...هؤلاء الكتاب الذين تقرأ رواياتهم وتأسرك، ليسوا من صنفِ الكتاب السرديين، نسبة لعلب السردين! المتخرجين من كليات الآداب أو من دورات الكتابة!! الرواية بمجرتها الخيالية الشنيعة، تبدأ وتنتهي حدودها الشائكة عند حافة الهاوية من أمثال تشيخوف وهيمنجواي وشتاينبيكوغوغول، ونجيب محفوظ وأرهانباموق وأولئك المتحدين بالسردِ الجنوني المُنحاز للحريةِ وكسر الخطوط الحمراء...الروائي بلا خيال كشجرةٍ بلا أوراق أو مكتبة بلا كتب...لو سألتك عن ماذا وراء النهر، أو ماذا في قاع البحر؟ أو ماذا وسط الغيوم، فماذا ستجيب لو كنت روائيًا؟
***
تخيَّل شارع بمتصفِ الليل وثمة امرأة وحيدة تسير بقميصٍ أصفر رقيق ملتصق بجسدها النحيف...تعبر الرصيف تحت أضواء أعمدة الكهرباء الصفراء، وثمة كلب نائم تحت أوراق شجرة بلوط، أوراق برتقالية بطرفِ الشارع الخالي من المارة والسيارات...أي مغزى من هذا السرد؟
لو كنت روائيًا بلا خيال فستحيق كارثة بهذا الوصف...ولكن لو أصبت بلوثةِ الخيال فسيكون مشروع رواية عن حالة العالم اليوم...لن تتطرق لكورونا لأن الوقت لم يتبدّد بعد ولم تنضج الرواية ولكن خلف الزمان والمكان هناك الخيال سينسج فكرة ما شنيعة
***
شمسٌ برتقالية اللون، مكعبة الشكل، على نقيضِ وضع الشمس المُستديرة المألوفة، سطعت كالمساء من جهة الغرب! كان الوقت صباحًا، واستدعت هذه الظاهرة الغريبة، تجمهر الملايين من البشر على سواحل ومرافئ، وتكدّست السيارات في زحمةٍ مخيفة على الجسور والكباري، وأحتشد الموظفون من نساءٍ ورجال عند أعلى ناطحات السحاب...لرؤية الظاهرة الكونية المروّعة التي صبغت الأفق بلونٍ ناريٍ مريب، استدعى، ارتفاع أصوات الأذان بمكبراتِ الصوت في المساجد، وقرع أجراس الكنائس...اِشتدَّ الزحام بكلِّ المخارج، وسُدت الشوارع وأُغلقت المنافذ، تكدّست السيارات والحشود البشرية، تتطلع للأفق الزجاجي المُتكسِّر بلونِ الدم وقد سيطر الذهول والرعب على كثيرٍ من الجموع التي احترقت أعينهم من شدّة حرارة اللون الشمسي وقد تسلّل بعنوةٍ من بين كتلِ الغيوم البنفسجية في فضاءٍ امتلأ بالغموض.
طغى طنينٌ حاد في الأجواء الملبَّدة بدخانٍ بنفسجي، على هيئة نسيج العنكبوت، لفَّ المجال واختلط بضوضاءِ السيارات ومكبرات المآذن وقرع الأجراس، ولاح في الأفق كمرآة زجاجية مهشمة، وأعلاه نتأت الشمس التي كانت قبل لحظات مكعبة وقد تبلورت لمثلثِ الشكل واحتفظت بلونِها البرتقالي ذاتُ...
قاعة بلورية مستديرة، ذات سقف عالٍ، إضاءة برتقالية، كلونِ الشمس تسطع من السقف، طاولة مستديرة كلاسيكية هائلة الحجم، امتلأت برجال دين، متناقضين، مسلمين ومسيحيين، يهود وديانات هندوسية وبوذية متباينة، ملحدين وحليقي الرؤوس...ضوضاء لا تكاد تلتقط عبارة أو كلمة واضحة من السنتهم التي ضجت بلغطٍ أشبه بشريطِ صوت قديم متهتك، أختلط بأصوات حيوانات في غابة.
وقفَتْ بناصيةٍ مرتفعة وراء مكبر صوت أمامي وصرخت فيهم بنبرةٍ عصبية، متوترة وقد عَمَدتْ بقذفِ كأسٍ ممتلئٍ بشرابٍ برتقالي اللون! على واجهة زجاجية مما لفتت الأنظار، وعم الصمت المكان...
"أشعر بالوحدة وكأني وحدي بهذه المجرة العاهرة، لماذا لم تتحرروا بعد من الأنانية أيها البائسون، المتدينون والملحدون والمتزمتون، تحرروا من القيود، فقد بلغنا نقطة اللون البرتقالي، ماذا تنتظرون؟ الانفجار الأعظم؟!!!
انتهى زمن الرواية وبدأ زمن رواية أخرى!
***



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسرا البريطانية (17)
- أنا والله وتغاني ...
- يسرا البريطانية (16)
- يسرا البريطانية (15)
- أي نحس ثقافي؟!
- يسرا البريطانية (14)
- رؤيتي المغايرة لأيلول الأصفر....!!
- يسرا البريطانية (13)
- يسرا البريطانية (12)
- يسرا البريطانية (11)
- يسرا البريطانية (10)
- نيويورك تايمز كذبت ضد صدام حسين...
- يسرا البريطانية (9)
- من مستنقع السياسة، إلى أزهار الثقافة...لنجرب!
- يسرا البريطانية (8)
- الرواية من منظورِ الحرية!
- يسرا البريطانية (7)
- يسرا البريطانية (6) رواية
- يسرا البريطانية (5) رواية
- رواية -يسرا البريطانية- (4)


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - كعبة الشمس البرتقالية...!