أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - أي نحس ثقافي؟!














المزيد.....

أي نحس ثقافي؟!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 02:10
المحور: الادب والفن
    


رغم تنشيط الكتابة والتأليف بالساحة الخليجية، خاصة والعربية عامة، إلا أن القراءة والنقد بحالة كسل وخمول، وكأني بجسم إنسان مريض ومن الخارج صحي، لا تعكس حركة التأليف والنشر، حالة الكتابة والنقد المتراخية، بل وفي بعض التخوم ميتة سريريًا، رواية بحجم خيالي كرواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ الحاصدة منذ عقود جائزة نوبل ومترجمة لكلِّ لغات العالم النشطة، بدنيا أخرى وبركنٍ مختلف من العالم رائجة ومتداولة بين أيدي القراء بالملايين... هنا وهناك من أرض العرب اليابسة، القحط، قد لا يتجاوز قراءها بضعةِ ألاف وسيكون نجيب محفوظ محظوظًا بقبرهِ إن بلغه ذلك، ففي حياته لم يحظى بهذا الطالع، كأن النحس يطارد الرواية العربية حتى لو حظيت بنوبل فالأصل في هذه الأمكنة المحاطة بالكسل الثقافي أن يكون نصيب القراءة محصورٌ في خانة المئات والمحظوظ بنوبل سيتخطى للآلاف...
قراء نجيب محفوظ في دولة أوروبية واحدة يتخطى قراء العالم العربي بأسره، وهذا النحس الذي طارد كاتب بحجم محفوظ ماذا تنتظر منه إلا أن يلاحق كل من فكر وتجرأ وانجرف يكتب رواية، وإذا كان هذا النحس ورائه القراء الذين اختاروا مرغمين بنضوب التمييز، كتب الشعوذة والسحر وعذاب القبر والأبراج وطبخ المعجنات، فما مبرر وحجة النقاد الذين بدا وكأنهم اختطفوا من قبل غزاة فضائيين ليحجبوا الرواية عن أقلامهم؟!
ابحث عن السبب وسترى أن ليس الثقافة والأدب وحدهما المصابان بالنحس، فالعلوم والمعارف وتكنولوجيا المعلومات، والهندسة الوراثية، كلها تعاني من هذا النحس، الذي لا مبرر له سوى أن غزاة الكواكب الأخرى غاروا من عالمنا العربي واختطفوا منا القراء والنقاد والعلماء وتركوا لنا صحراء قاحلة!لا ينبتُ فيها سوى ناطحات السحاب التي تعلن عن حضارة عصرية تسابق إيقاع الزمن ولكنها تفتقد للقراء والنقاد والوعي!
عندما تزعم أمة أنها برأس هرم الأمم المستنيرة، يستدعي ذلك أن تجد الكتاب والنقاد والقراء، أول علامات هذه الحضارة، خذ مثالاً الهند التي رغم فقر وعوز غالبية سكانها، لكنها الدولة الأولى في القراءة وبعدد المكتبات ودور النشر والنقاد وحركة الفكر وحيوية الجدل وليس الجفاف القسري في الثقافة كالذي نعانيه، رغم الأموال والإمكانيات والثراء والرخاء!!! لكن الواقع لا يقدم سوى مؤسسات رسمية يتولاها موظفون عموميون نصفهم مهمتهم الرقابة على المطبوعات!
تقدم الثقافة يعتمد على مثلث، الكاتب، والقارئ والناقد، هنا على الخريطة العربية والخليجية خاصة وبالتحديد القوي! يوجد كتاب ولكن أصاب النحس القراء وانخسف النقاد، لذلك وحده الكتاب يسبح بالفضاء بحالة انعدام الوزن.
***
إن عالم فيه علماء!!! الدين أكثر من المتدينين، ماذا تنتظر منه سوى فقدان البوصلة، عالم، تسألني عن حال الثقافة فيه؟ ههههه...الحالة تشبه كوكب فيه السكان حُقِنوا بشرائحٍ وراثية تعود لعصر ما قبل اكتشاف الحروف! ولكن بثوبٍ عصري ومظهرٍ حداثي!! فيه كتاب وفيه قراء وفيه نقاد ولكن أي كتاب وأي قارئ وأي ناقد، وأي حياة ثقافية تشبه المدن المستنيرة من حولنا في العالم التي يقرأ السكان فيها بالملايين وتُنشر الكتب بالملايين وتحقق الثقافة دخلاً ماليًا بالمليارات؟ لأنها أضحت صناعة وتجارة تتفوق فيها الدول على نفسها بحجم ما تحققه الثقافة من دخلٍ مالي، يعكس مستوى هذا القطاع الحضاري.
لا تسألني بعد أرجوك فالجواب الذي على لساني لن يرضي البعض وقد يتسبب بتعقيد...!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسرا البريطانية (14)
- رؤيتي المغايرة لأيلول الأصفر....!!
- يسرا البريطانية (13)
- يسرا البريطانية (12)
- يسرا البريطانية (11)
- يسرا البريطانية (10)
- نيويورك تايمز كذبت ضد صدام حسين...
- يسرا البريطانية (9)
- من مستنقع السياسة، إلى أزهار الثقافة...لنجرب!
- يسرا البريطانية (8)
- الرواية من منظورِ الحرية!
- يسرا البريطانية (7)
- يسرا البريطانية (6) رواية
- يسرا البريطانية (5) رواية
- رواية -يسرا البريطانية- (4)
- رواية يسرا البريطانية (3)
- في الكتابة إثارة...أنت بحاجة إلى العزلة!
- يسرا البريطانية ج (2)
- يسرا البريطانية (1)
- الموجب والسالب في الرواية!


المزيد.....




- حبيب الزيودي.. شاعر الهوية والوجدان الأردني
- -ذهب أسوان-..هكذا تحوّل فنانة واجهات المباني إلى متحف مفتوح ...
- الشاعرة الفلسطينية بتول أبو عقلين تكشف عن أسرار تجربتها الشع ...
- المفكر اللبناني خالد زيادة: لم تعد أوروبا مصدرا للأفكار الكب ...
- الهيئة الاتهامية في لبنان تُسقط تهمتين بارزتين ضد الفنان فضل ...
- القضاء اللبناني يتجه لإسقاط تهم بارزة في قضية الفنان فضل شاك ...
- مكتبة حدودية تترجِم سياسات ترامب بعدما جسّدت الوحدة الأميركي ...
- مكتبة حدودية تترجِم سياسات ترامب بعدما جسّدت الوحدة الأميركي ...
- ذكريات مقدسية في كتاب -شمسنا لن تغيب-
- ورشة صغيرة بلوس أنجلوس تحفظ ذاكرة نجوم السينما في -القوالب ا ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - أي نحس ثقافي؟!