أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - في الكتابة إثارة...أنت بحاجة إلى العزلة!














المزيد.....

في الكتابة إثارة...أنت بحاجة إلى العزلة!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 20 - 01:40
المحور: الادب والفن
    


أنت بحاجةٍ إلى العزْلة...ففي العزلة إثارة!
حلبةُ النقاش والجدل في الساحةِ العربية، أغلبُها ميدان صراع دِيكَة ضمن فضاءات فُرْجَة...يدخل المُتحاور مع الآخر وبسلتهِ حزْمةٌ من الأسلحةِ البدائية، كومَةُ مفردات وعبارات، الواحد...الآخر، بقدر ما يضج الأثير بالضوْضاءِ وهي المادة الدسِمة للفضائيات والصحف والمنتديات...هذه المساحات من البرامج والصحف والقنوات، تتغذى على عراكِ الديوك التي جلها ترهات...في الثقافة والسياسة بالتحديد، ما يُروَّج الساعة، أن ينْتِف كلّ مُتحاور ريش الآخر، والظافر، من يُعرِّي الطرف المقابل من ريشة، هل أضع نفسي في هذه الحلبة؟
جوابي كان لأحد الأصدقاء الذي أخذ عَليّ انقطاعي لسنواتٍ عن المشاركة بالرأي في الثقافة والسياسة...
بعد سنتين من أحداث عام 2011 الدامية وما سُمي بربيع العرب، وما هو إلا ربيع دم وتمزق، نأيتُ بنفسي عن الساحات، ثقافيًا وسياسيًا لقناعتي بأن هذه الحلبات أضحت تنفيس عن حالات نفسية معقدة، في اغلبها طبعًا وليست جميعها، حتى لا أعمّم...بمثابةِ استعراضات ويكفي أن ترى المتحاورين يتقاذفون القنابل الدخانية، عبارات وكلمات...وحدث أن تقاذفوا بمواد أمامهم ببعض حلبات الصراع...
ألم أقل إنها معركة ديكة؟!
***
الكتابة، بالقلم انقرضت تقريبًا، وما زلنا نتَغزَّل الكلام عن القلم، يسلم قلمك! رائع القلم الذي تكتب به! هذا يعكس إننا ما زلنا في خيمة القلم، لم يعبر قطار التأليف عندنا نهر التغيير التقني...تقنيات الكتابة وراء البحار والمحيطات، بحر العولمة يشهد زلزالًا من التحولات، اللغة لم تعد تنسجم مع القلم، والتعبير خرج من كهف الورق...لم يعد الورق يُغري بالتأليف، الكيبورد والصورة واللون والكاميرا، والهاتف...تغري هذه الوسائل الكاتب بالتأليف حيثما يشعر بشغفِ الفكرة تستدعيه وتقتحم خيمته العقلية...كثيرًا ما يكون الهاتف في وقتٍ متأخر من الليل بغياب الورق والقلم جسر تفريغ شحنة الأفكار المتقدة برأسك...يتحول الهاتف إلى ورقة بيضاء، ثم تتسارع ضوْضاء الفكرة لاستدعاء الكيبورد بمجرد شروع النهار في الإشراق، فيحتضن الكمبيوتر تلك الشحنة المكهربة! برأسك ليحولها إلى مشاهد ولقطات روائية، وهكذا تدخل تكنولوجيا السينما إلى عالمك الكتابي، فيبدأ الخلق من هذه المحطة التي بلغها قطارك...
لا يتناقض ذلك مع حبّكَ لعالم ارنست هيمنجواي ولا مجرة غابرييل ماركيز أو جون شتاينبيك...لقد كان لهم عوالمهم الورقية السحرية، واقلام الحبر... الأزرق والأسود... كان لون الحبر حينذاك هو الإغراء وكان لتقنية السينما سحرها عليهم ولو عاشوا عالمنا اليوم لتخيَّلتُ هيمنجواي على حدود إيطاليا أو في جزيرة كوبا يمتهن الكتابة بالموبايل!
***
فورْميت...فورْميت... قبل أن تكتب، لا يمكنك الكتابة وعقلك في فوضى المحيط...لن تعبر وتخرج شعلة الفكرة من رأسك في ظلِّ الضوْضاء...لابد من محو الذهن من كلِّ الموبقات! والترهات إذا ما علقت به نتيجة الازدحام بالتفاصيل الاستهلاكية اليومية...فورْميت لكلِّ شيءٍ في الرأس ثم أفتح صفحة الكمبيوتر البنفسجية! وانقر على الكيبورد كما لو تعزف على البيانو لتسمع موسيقى عقلك تعزف أبهج وأعنف الألحان...أنت موسيقار الكتابة، لو تبيّنتمغزىسمو الخروج من خيمة الضوْضاء المحيطة بكَ...لفطنت إلى ما يفوتك من إثارة الكتابة التي يبلغ شبقها أي شهوة تتخيَّلها...الكتابة كالسحرِ الأصفر الشفاف، لا تعرف متي يَصْرعَكَ.
سافر بدون قلم وورقة وأنظر الفرق!!!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسرا البريطانية ج (2)
- يسرا البريطانية (1)
- الموجب والسالب في الرواية!
- رحلة في عقل روائي...غارسيا ماركيز
- رواية يسرا البريطانية- من فنادق لندن إلى سجون داعش
- رواية -حرب البنفسج- والتحالف التركي العماني القطري لغزو البح ...
- الكاظمي والساعدي - أين ينتهي المطاف بهما؟
- تفاعلات روائية، جسدية
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (30) انتهت *
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (29)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (28)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (27)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (26)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (25)
- وعي الشعوب من وعي الأمم!!
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (24)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (23)
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (22)
- تجليات روائية، تشيخوفية
- -خريف الكرز- الرواية التي منعت في بعض الدول. ج (21)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - في الكتابة إثارة...أنت بحاجة إلى العزلة!