أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف حمك - أعيادكم ، و المآتم واحدةٌ .














المزيد.....

أعيادكم ، و المآتم واحدةٌ .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 28 - 23:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليست الفرحة بقدوم العيد ، ولا بمجرد التصفيق لتنصيب إمامٍ على عرش الخلافة المزعومة ، يتظاهر بالإيمان ، و باطنه غارقٌ بالظلم و الطائفية ، يسرف في القتل و الجور ، يحكم بقسوةٍ ، تستبد به الشهوةٌ الطاغيةٌ للموت ، و النهم الجارف لتجرع كؤوس الدماء ، و بسط المزيد من النفوذ و السطوة و احتلال البلدان .
و ليست الفرحة بأن تمد يديك للحزن الثقيل ، ولا أن تبسطها للخزي و العار ، ولا أن تسكن في قفص الموروث العتيق ، أو تتشبث بالماضي التليد ، ولا أن تساهم بتنصيب خيمة العسف و البغي .

الولائم و تبادل التهاني لا تجلب المسرة ، مالم يتوقف التجبر و التشدد . و الأولى مالم يصلح المتبوع الذي في فساده و طغيانه فساد التابع . ولا يمكن إصلاح الأخير إلا بتأديب الأول و تقويم إعوجاجه و تهذيب أخلاقه .
و كيف تكتمل فرحة العيد و نحن نتنعم باستشراء الشر ، و نعانق الحزن و المرارة ، و نصفق للموت ، و نمجد الفناء ؟!

و المدهش أن تتهلل الوجوه لسطوة المتجبر ، و تزغرد الألسنة لوحشية هذا الطاغي ، بينما نطلب الهلاك لمستبدٍ أقل إجراماً !!
التجبر هو التجبر ، و الطغيان واحدٌ ، و ليس من المنطق في شيءٍ أن تضفي الشرعية على جرائم طاغٍ ، و تسحبها من مستبد آخر .

و لأن الطغاة وُلاة الأعياد و القائمون بأمرها ، فلا خير في عيدٍ وليه السلطان الفاجر و الخليفة السفاح أو الطائفيُّ الفاسق .
في عيدٍ كهذا العيد تنقلب الأمور على رأسها ، فيولد الحزن ، و تموت البهجة - بعيداً عن العدل - و لن تنال منه سوى الوجع و البؤس ، و من الحكام غير العسف و الفتك .
عيدٌ لسان حاله النفاق و الدجل ، و موهبته المرارة و الألم ، أما جوابه على سبب امتلاكه زمام مبادرة الشقاء و البؤس فهو الصمت .
فيا أيها اللاهث وراء سراب تبادل التهاني و التبريكات الكاذبة ، كن على يقينٍ إنك لن تجني من ورائها سوى الخيبة و الخذلان .
فالفرح لم يعد يحضر في أعيادك - و إن زارك - فسيرحل على جناح السرعة كسحابٍ عجولٍ أو ضيفٍ خفيفٍ دون أن يلمس قلبك .
ويا أيها الحائر في تدبير أمرك ، كن على صوابٍ أن عيدك قد تغير ، و فعله لم يعد مطابقاً لقوله ، و خالطه التبلد ، و بات جاحداً يخلف وعده ، و للآمال أصبح مخيباً ، و لم يعد بوسعك تذوق طعم الأمان في ربوع مواكبه ، ولا التوجس بلمس نعمة الجمال ، مهما همستَ في أذن القدر ، فلن ينقلك إلى ما كنت مكتنزاً به في الماضي .
هناك شيءٌ انكسر بينك و بين عيدك ، و لن يتجبر كما كان .

كلمات الخير و تعابير التهنئة و التبريكات ما هي إلا سوء فهمٍ ، كما هي جنونٌ ، و إن شئتَ فهي نكتةٌ مسليةٌ تبعث على الضحك ، و هي الرؤية بعينٍ واحدةٍ في ظل مصائب الحروب و عنجهية الطغاة الناصبين أنفسهم سلاطيناً و خلفاء على رقاب العباد و البلاد .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة و الدين وجهان للعملة ذاتها .
- حروبٌ مدمرةٌ ، بدافع الحب اندلعت .
- بالنهضة و البناء و الرفعة ، يفتخر المرء .
- أحلام الخلافة أضغاث أوهامٍ .
- أحلام السلاطين ، و أطماعٌ بلا حدودٍ .
- واصلوا لقاءاتكم بعجالةٍ ، و لو كرهت الأبواق المستأجرة .
- محنة العقل في ظل الأيديولوجيات .
- الحياة بدونه مرةٌ بطعم العلقم .
- الأنوثة مفتاحٌ لفك ألغاز فحولته .
- حينما يبلغ العقل ذروة انقباضه .
- أغلب المستقلين شرفاءٌ مخلصون .
- حلمٌ ليس كغيره من الأحلام .
- بريق الجمال يشعشع آفاق الخيال .
- الأول من أيار عرفانٌ بجميل الكادحين .
- لا شيء يداوي غير جذوة الإبداع .
- دعوا العلوم و السياسة و التخصص لأهلها .
- الأخبار الملفقة تغزو العقول .
- فلتكن عزلتك حصاداً مثمراً .
- إعصار الكورونا يشل حركة الحياة .
- غلاء المهور عنفٌ موجعٌ بحق الفتاة .


المزيد.....




- حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
- وفاة شاب في الجامع الأموي.. السبب يشعل مواقع التواصل
- الأردن.. النيابة تستدعي -متسترين- على أملاك جماعة الإخوان
- مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا ...
- النيابة الأردنية تستدعي متهمين -بالتستر- على أملاك جماعة الإ ...
- مكتبة الفاتيكان.. صرح تاريخي وإرث معرفي يمتد لقرون
- فلسطين.. ملثمون يعتدون بالضرب على رئيس بلدية الخليل أثناء خر ...
- سوريا: وزيرا الداخلية والعدل يتعهدان بمحاسبة المتورطين في حا ...
- وفاة شاب داخل المسجد الأموي بدمشق.. والداخلية السورية تعلّق ...
- اعتقال حاخامات يهود خلال احتجاجات في واشنطن ونيويورك للمطالب ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف حمك - أعيادكم ، و المآتم واحدةٌ .