أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - حروبٌ مدمرةٌ ، بدافع الحب اندلعت .














المزيد.....

حروبٌ مدمرةٌ ، بدافع الحب اندلعت .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6616 - 2020 / 7 / 12 - 03:57
المحور: الادب والفن
    


كانت عقارب الساعة تقترب من الواحدة و النصف في منتصف نهارٍ ربيعيٍّ ساحرٍ . وجه السماء كان هادئاً مبتسماً ، و أشعة الشمس استقرت على كل شيءٍ حولنا حانيةً ، تداعب الزهور المتفتحة بلطفٍ .
نسمات الهواء في هبوبها كانت رحيمةً . تلامس الوجوه بنعومةٍ ، و على أوراق الورود كانت لينةً .

الأزهار متباينة الألوان و الأشكال ، متنوعة الأحجام . من بينها صنفٌ صغير الحجم ، أبيض اللون . ينثر عبيراً طيباً ، شذاه فريدٌ في عطره ، ينشط الأنفاس الخاملة بين أحضان طبيعةٍ استعادت خضرتها البديعة التي بسحرها يستريح النظر ، و يسعد القلب ، و من جمالها تبتهج جنبات الروح ، فتقبل على الحياة طواعيةً بلا تدبيرٍ . و الأسماع كانت تداعبها ترانيم الطيور ، فتطرب لألحانها المريحة الهادئة .
كل شيءٍ كان قد استعاد نشاطه و شبابه بعد تكاسلٍ و تقاعسٍ من عناد الشتاء و مكابرته الخشنة .

كنت أنا و صاحبي نحاذي القطار في خط سيره ، فيطل علينا بين الفينة ذهاباً و الأخرى إياباً ، لتكتمل به لوحة الربيع - ملك الفصول ، و سيد الطبيعة -
مرت بجانبنا فتاةٌ نادرة الجمال ، مليحة الوجه ، وفيرة النعومة ، رشيقة القوام ، زرقاء العينين ، حريريُّ الشعر بلون الذهب الخالص ، لا تشبع الروح من مذاق أنوثتها الغضة .
ملامحها الوديعة الوسيمة غزت عقل صاحبي ، و أيقظت مشاعره الناعسة ، فقال منفعلاً : " هل تعلم أن هذه الأنوثة تستحق أن يقترف المرء أكبر مذبحةٍ في التاريخ من أجلها ، ولا أعتقد أنه يندم بعد ارتكاب مجزرته من فرط هذا الجمال الراقي ، أو يرف له جفنٌ .

أجبته على الفور : أما سمعت بالحروب الطاحنة باسم الحب ، و بالمجازر التي ارتكبت من أجل الافتتان بفداحة الجمال ، و بالنكبات التي أهلكت العباد و البلاد لوقوع القلوب في شباك الأنوثة المدهشة ؟!
الكثير من الفرسان يهزمون من القلب ، و ليس في معمعان القتال أو ساحات الوغى .

فللعشاق قصصٌ ، و للمحبين حكاياتٌ ...
العظيم نابليون انكسر عاطفياً أمام سطوة أنوثة ( ماريا واليوسكا ) حينما خطفت قلبه . فكان أن منحها استقلال بلادها بولندا ثمناً لجاذبيتها المثيرة و جمالها المغري .
االآلاف من الرجال و الفرسان سقطوا صرعى ، و طروادة دمرت بالكامل ، بسبب عشق أمير طروادة ( باريس ) لأجمل نساء الأرض ( هيلين ) زوجة ملك اسبارطة ( مينيلوس ) . حربٌ دامت عقداً كاملاً طبقاً للأساطير اليونانية .
الأخوان كليب و الزير سالم - المهلهل - عاشقا الفتاة الجميلة ( جليلة ) قتلا الملك اليمنيَّ ( تُبَّع ) رغم قوة مملكته و طغيانه ، في مغامرةٍ شديدة الخطورة ، إنقاذاً لفتاةٍ طافحة الجمال .
من أجل حب ( برنجاريا ) قام ملك انكلترا ( ريتشارد قلب الأسد ) بغزو جزيرة قبرص ، و احتلها بالكامل ، ثم باعها لفرسان الهيكل .

نعم للجمال هوةٌ سحيقةٌ إذا سقط في قعرها القلب ، تسمَّم بحمى الهوى ، و غدا أسير العشق فاقد الوعي .
لا ينجو إلا بأعجوبةٍ ، ولا يفك أسره إلا بمعجزةٍ ، أو قد يظل سكيراً لا يستعيد وعيه للأبد .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالنهضة و البناء و الرفعة ، يفتخر المرء .
- أحلام الخلافة أضغاث أوهامٍ .
- أحلام السلاطين ، و أطماعٌ بلا حدودٍ .
- واصلوا لقاءاتكم بعجالةٍ ، و لو كرهت الأبواق المستأجرة .
- محنة العقل في ظل الأيديولوجيات .
- الحياة بدونه مرةٌ بطعم العلقم .
- الأنوثة مفتاحٌ لفك ألغاز فحولته .
- حينما يبلغ العقل ذروة انقباضه .
- أغلب المستقلين شرفاءٌ مخلصون .
- حلمٌ ليس كغيره من الأحلام .
- بريق الجمال يشعشع آفاق الخيال .
- الأول من أيار عرفانٌ بجميل الكادحين .
- لا شيء يداوي غير جذوة الإبداع .
- دعوا العلوم و السياسة و التخصص لأهلها .
- الأخبار الملفقة تغزو العقول .
- فلتكن عزلتك حصاداً مثمراً .
- إعصار الكورونا يشل حركة الحياة .
- غلاء المهور عنفٌ موجعٌ بحق الفتاة .
- نداء الفاسد لا يحظى القبول بالمطلق .
- للمرأة في كل أيامها .


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - حروبٌ مدمرةٌ ، بدافع الحب اندلعت .