أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي. - يوسف حمك - للمرأة في كل أيامها .














المزيد.....

للمرأة في كل أيامها .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6508 - 2020 / 3 / 8 - 14:26
المحور: ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي.
    


تخصيص يومٍ للدفاع عن مطالبها لا يدر عليها نفعاً ، و الكم الهائل من الجهود المفتعلة في احتفالاتها لا تثمر شجرتها و لا تغني من جوعها ، و المتاجرة بالمسيرات لا تقدم لها الجديد ....
فأصدق المواقف و أصلحها يكون بالأفعال لا بالأقوال .
الشرقيون يجيدون التفنن في نسج الكلمات ، و بارعون في إلقاء الخطب الطنانة و حشو الشعارات البراقة .
لكنهم عاجزون خائبون في ترجمة أقوالهم إلى أفعالٍ ، و فاشلون في تحقيق كل ما يقع على عاتقهم من مسؤولياتٍ ...

تناقضٌ فاحشٌ بين ما يدعون و ما يفعلون ، و نفاقٌ فاضحٌ على ألسنتهم . لا توافق بين القلب و العقل ، ولا تطابق بين شكلهم و المضمون . لأن الأفعال تكشف ما في الأعماق .

ذهنيةٌ ذكوريةٌ منبعها الأفكار الكهفية و المعتقدات الصحراوية تهدر حقوق المرأة ، و هيمنة العقل الإقصائي تشوه ذات الأنثى .
ما الفائدة من مديحٍ باهت الطعم للأنثى على أنها درة الكون إن بقيت مطمورةً يُهدر بريقها تحت عباءة الدين ، و يُطفئ وميضها خلف جدران التقاليد الموروثة ، فتُقصي من التمتع بروعة الحياة .

مهما أينع إدراك وعيهم فهيمنة العقل الذكوري مزروعةٌ في أعماق نفوسهم ، لطالما بقي عقل الرجل أسير العادات العتيقة ، و وعيه بات رهين النزعة الذكورية الراسخة في اللاوعي .
و إن كانت المرأة من أبهج الكائنات ، و أروع التحف في الكون على الإطلاق ، كما صانعة الجمال ، و لها إنجازاتٌ كثيرةٌ ، أو مهما نادوا بتعزيز حقوقها و مساواتها بالرجل و النهوض بها ، فالمجتمعات الشرقية تفضل الذكر على الأنثى ، و تخوله مفوضاً باسمها حسب العقل الجمعي البائس ، و تسوغ دونيتها طبقاً للعرف الثابت كالطود الشامخ .
حتى نداء المرأة نفسها لإنقاذ ذاتها المهزومة المسحوقة لا نسمع إلا من أصواتٍ تكاد لا تتجاوز أصابع اليد .
لتماهيها في بوتقة الثقافة السائدة منذ الصغر ، و الذوبان في طابعها الذكوريِّ ، و القبول بطمس كيانها في واقعها المهين و تحجيم دورها .
كل ما يخص المرأة يعد مرآةً عاكسةً لثقافة المجتمعات . مع الدور الفعليِّ لعامل الدين في تكريس المفاهيم البالية ، و ترسيخ التقاليد القبلية . و طبقاً لمقولة ماركس : " تقدم أي مجتمعٍ مقترنٌ بمقياس موقفه من المرأة و تحررها " .
فالمرأة تُقتل لأصغر تبريرٍ ، و القانون الذكوريُّ يُكرم القاتل بذريعة غسله العار ، و الاكتفاء بتأديبه أياماً لا أعواماً في السجون كعقابٍ رمزيٍّ باسم العِرض و الشرف .
إرثٌ ثقيلٌ من الممنوعات تتعثر به المرأة ، و منظومةٌ أخلاقيةٌ تنهار أمام الممارسات المشينة المحتقرة بحقها .
عهودٌ طويلةٌ من الاستغلال ، و قرونٌ عديدةٌ من القمع و العنف يمارسها الرجل ضدها .

إننا نشاركها همومها في كل يومٍ ، و نقف بجانبها في كل لحظةٍ لا في يومٍ واحدٍ من كل عامٍ . نرفع صوتنا عالياً لانتزاع حقوقها و نيل كرامتها و استرداد حريتها .
مع إيماننا بأن الظلم لا يرفع بالكلام ، و استباحة الحقوق لا تتوقف بجرة قلمٍ . بل بتغيير العقول المغبرة ، و تبديل الوعي المهين الخائب ، كما تحويل الذهن المشبع المجبول بطينة الذكورية للقبول بالمرأة ( الإنسانة) .
لا أنها مجرد خادمةٍ ، أو سلعةٌ رخيصةٌ ، أو وعاءٌ لتفريغ الشهوة .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و ماذا في صالات العزاء غير المفاخرة و الرياء ؟!
- الاحتفاء بالحب ليومٍ واحدٍ تقزيمٌ لقدره .
- هل حقاً : عصا الجنة وسيلة ردعٍ و امتثالٍ ؟
- حينما يكون الوطن مختطفاً .
- ليس من طبع المرتزق ، البحث عن ذاته .
- العطاء حكمةٌ راقيةٌ ، و سلوكٌ أنيقٌ .
- الكيل بمكيالين ، أم غشاوةٌ على الأعين ؟!
- كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .
- براعة الشرق في صناعة الأصنام ، و عدم الأوطان .
- إطلالة نافذتي مفعمةٌ بمشهد الحياة .
- الشعور بالعار ليس من شيم الطغاة .
- و أخيراً تمسك لا فروف بقرنيِّ الثور .
- بكثرة الطهاة يفسد الطبق .
- حينما تكون الصرخةُ مفلسةً .
- شبحي لكم مرعبٌ .
- ردٌ هادئٌ على مداخلة الأخ مسهوج خضر .
- خذها من قلمي ، أيها العاشق .
- رسم الخرائط سيُعاد من جديدٍ .
- أعيادنا كحكامنا غدت خائبةً ، بلا إنجازٍ .
- رحيلك الأبدي آلةٌ ، تعزف ألحان الوجع .


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- المرأة الروسية بلسان قادة الثورة الاشتراكية البلشفية (فلاديم ... / جميلة صابر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي. - يوسف حمك - للمرأة في كل أيامها .