أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - ليس من طبع المرتزق ، البحث عن ذاته .














المزيد.....

ليس من طبع المرتزق ، البحث عن ذاته .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6469 - 2020 / 1 / 19 - 15:40
المحور: الادب والفن
    


بين كل فينةٍ و أخرى يطل علينا أحد المتملقين المتسلقين المتذللين الذين تعلموا ركوب الموجات و الصعود على الأكتاف ، يروج لذاته تباهياً بوطنيته بالقول : " رغم كل الشدائد باقون على أرض الوطن "

ليس كل من بقي على أرض الوطن هو وطنيٌّ ، و في سبيله يتفانى . مثلما ليس كل من هاجر هو وغدٌ وضيعٌ . فبين فئة الباقين و المهاجرين صالحٌ و فاسدٌ أيضاً .

ما استفزني إلا أحد الأبواق الموغلين في النفاق السياسيِّ و الغارقين في بحر الجشع و الطمع ، و الهادرين للثوابت القومية و الوطنية كلما تعارضت مع مصالحه الشخصية .
أذهلني ترويجه الاستهلاكيُّ المنفعيُّ لذاته المتدربة في مدارس العار و الخذلان !! .
يا لحسرتي على وطنٍ بات يرتكز على أرواحٍ حرباوية اللون ، سريعة التقلب في وقوفها مع القويِّ كلما تبدلت الأدوار ، و تغيرت الموجة .
و يا لتنهيدتي التي ضاق صدري بها ذرعاً ، و ذاقت رئتاي الويل من عمقها و اتساعها .
لم يدهشني جوهره المتخاذل بقدر ما آلمني ظاهره المخادع لمن يجهله .
انهماكه في مدح نفسه يضعه في مؤخرة أصحاب السلوك الراقي .
و تباهيه في الإفراط بوطنيته الكاذبة يخرجه من نطاق تصرف النزيهين العاشقين بروعة الحياة الأنيقة .
فالصادق العفيف يترفع عن مدح ذاته ، و ليس بحاجةٍ للتهليل و الزعيق .
أما من كان تاريخه مليئاً بالتخاذل و التبعية و العمالة ، و مهوساً بممارسة فنون ركوب الموجات السياسية ، فهو خبيرٌ بكل أنواع التصفيق و التمجيد ، يجيد الامتداح المبالغ و الإطراء و الإشادة الكاذبة ، و كل أصناف المراوغة و الالتفاف ، بغية إخفاء السواد و القبح عن وجهه ، و لكسب المزيد من المنافع و المصالح .
بعكس النزيه النقي الذي يعطي للوطن و لا يأخذ منه .
علماً أن العفيف يتم ترحيله خارج الأوطان غالباً ، أو استبعاده من كل مفاصل الدولة و مؤسساتها .

الوطن الحقيقيٌّ أسمى و أرفع من أن يحتضن من دنًّس نفسه بوسخ العمالة و الارتزاق ، أو من كان ربيباً لمنظومة الفسق و الفساد و الانتهازية . على النقيض من تربى على القيم الوطنية العالية و منظومة الأخلاق الرفيعة و الترفع عن الدنايا ، و ضحى بفرديته لصالح الوطن ، و تفانى في سبيل رفعته و رقيه .
ثم لو كان الوطن دفيء الحضن لما هاجره أحدٌ ، و لما اقتصر احتضانه على أمثالك .
و ما حاجة المواطن لوطنٍ أدار ظهره عليه ، و تنكر لكافة حقوقه ؟!
أيها الفاسد ذمتك ملوثةٌ بالعار و السواد ، و يداك ملطختان بوسخ العمالة و الارتزاق ، اقترفت بعضاً من المحظورات ما يشعر المرء بالخجل لمجرد التفكير بها !
تاريخك لك بالمرصاد ، و يهدد زعيقك ، و يكشف ما تحت قناعك .
لن تستطيع أن تواري قبيح أفعالك بهتافٍ خلبيٍّ أو شعارٍ قزمٍ . فذاكرتنا مازالت حيةً - بمقدورها تعريتك تماماً - لم نفقدها بعد .
أنت و أمثالك عبءٌ ثقيلٌ على كاهل الوطن .
و ولاؤك ما كان ، و لن يكون يوماً للوطن قط .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العطاء حكمةٌ راقيةٌ ، و سلوكٌ أنيقٌ .
- الكيل بمكيالين ، أم غشاوةٌ على الأعين ؟!
- كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .
- براعة الشرق في صناعة الأصنام ، و عدم الأوطان .
- إطلالة نافذتي مفعمةٌ بمشهد الحياة .
- الشعور بالعار ليس من شيم الطغاة .
- و أخيراً تمسك لا فروف بقرنيِّ الثور .
- بكثرة الطهاة يفسد الطبق .
- حينما تكون الصرخةُ مفلسةً .
- شبحي لكم مرعبٌ .
- ردٌ هادئٌ على مداخلة الأخ مسهوج خضر .
- خذها من قلمي ، أيها العاشق .
- رسم الخرائط سيُعاد من جديدٍ .
- أعيادنا كحكامنا غدت خائبةً ، بلا إنجازٍ .
- رحيلك الأبدي آلةٌ ، تعزف ألحان الوجع .
- الطبيعة تغريك ، للارتماء بحضنها .
- و للمعزة ، الأحفاد أوفر حظاً من الأولاد .
- لعل لبعضهم أخذ العظة .
- طيفك حلمٌ ، يداعب خيالي .
- بلاد الأمان و الحرية و الإبداع .


المزيد.....




- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - ليس من طبع المرتزق ، البحث عن ذاته .