يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 6317 - 2019 / 8 / 11 - 00:21
المحور:
الادب والفن
في العقد الأخير من حياتنا ، عشنا على وقع أحداثٍ رهيبةٍ .
ربما ظن البعض أنهم حققوا انتصاراً ، من خلال لعبةٍ مفتعلةٍ من الخارج ، باسم الثورة ، أو ( ربيع الشعوب )
لعبةٌ لئيمةٌ مارسناها على أنقاض خيبات حكامنا .
و نحن بدورنا لم نجن منها سوى الخيبة التي جعلتنا نعيش أسوأ أيامنا .
لعبةٌ أسقطت العديد من الحكام عن عروشهم بفعل قوةٍ أجنبيةٍ ، لا دخل لنا - نحن قطعان الماعز و النعاج - في إسقاطهم .
قدراتنا الذاتية و مهاراتنا ، نوظفها لمصلحة زعمائنا - كما تعودنا دائماً - لأن فضاء الوطن محتكرٌ من الخارج . و الحكام بمثابة أجهزة تحكمٍ تُشحن من خارج الحدود ، كما أبواقٌ مأجورةٌ ، و عملاءٌ للقوى الغازية .
هزائمٌ مهينةٌ أبعدتنا عن الانتصار ، و مرارة الخذلان أفقدتنا نشوة الفوز .
فكان ختامها التشرد في الأقاصي ، و الضياع في مخيمات العار ، و مضغ اللقمة المنغمسة بالذل .
أعيادنا اعتادت في الأعوام الأخيرة أن تعيش في جلباب حكامنا , و دأبت ألا تخرج من عباءتهم ، فتمرنت على صناعة خيباتهم التي نهبت الفرحة ، و جلبت الحزن لتعكير صفو مزاجنا .
و في الأزمات لا يتدفق منها غير الخذلان .
فها هو عيدنا قادمٌ يحمل الفشل بدلاً من ومضة الأمل .
و على جناحيه هزيمةٌ تطفئ البهجة و تطرد الانشراح .
عيدٌ محبطٌ بنكسة وطنٍ جريحٍ ممزقٍ .
قادمٌ بلا انجازٍ ، و عاجزٌ عن تحقيق الوعود .
وعودٌ قطعها على نفسه ...
إلا أنه تلكأ في التنفيذ ... تقاعس ... تباطأ ... و تثاقل ..
فطال غياب الأمل ، فاق التوقع ، و طال الانتظار .
فكل عامٍ و عيدنا يأتي محبطاً فارغ اليدين .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟