أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - لعل لبعضهم أخذ العظة .














المزيد.....

لعل لبعضهم أخذ العظة .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 13:41
المحور: الادب والفن
    


شدتني شذاجة أحد القادة السياسيين في بلاد الشرق التعيس ، بحيث جعلت جهله مرئياً ، و غباءه للعيان مكشوفاً ، و صراخ تخلفه للآذان مسموعاً . و غدا مركزه على العقل وصمة عارٍ ، و للفكر جرحٌ بليغٌ .

بقدر ما أدهشني ارتماء أحد نظرائه القياديين الأذكياء المقتدرين في حضن التبعية العمياء لأحد الزعماء الفاشلين في ذات البلد إلى حد التماهي .
في تبعيته إهانةٌ ، ليست لذكائه فحسب بل وصمة عارٍ و مذلةٌ على جبين الحياة ذاتها !!!
مما استدعى العجب في ذاكرتي قول الكاتب و الأديب الأمريكي إرنست همنغواي في السياق ذاته : (( أتعس أنواع السلطة هي التي تفرض عليك أن تذكرها صباح مساء ))

ندع الجهلاء و الحمقى جانباً .
للتركيز على الكفء المتزلف ، و الذكي المرتزق ، و المتسلق الانتهازي الرخيص .
هؤلاء جوقةٌ من المتملقين و الوضيعين و هابطي الخلق ، يبثون الفوضى في البلاد ، لهدم الوطن و تفكيك المجتمع ، و يعيثون الفساد في كل أرجاء المعمورة .
أولئك الذين سيذكرهم التاريخ : " بلاعقي الأحذية " حسب المصطلح و التوصيف الفرنسي .

يمتلكون المواصفات التي تؤهلهم للمهمات الصعبة . لكنهم منفعيون ، يقتنصون الفرص لجني الفوائد على حساب القيم النبيلة .
عن الدنايا و الشائنات لا يترفعون ، أمام أحط الإغراءات لا يصمدون ، و مع مختلف هبوب الرياح يتقلبون ...
عاشقو استدراجات السلطة و زيف بريقها .
يرون السلطة غنيمةً و نفوذاً للنهب و السلب ، و مكسباً لترقية المناصب و التباهي ، لا لخدمة الجموع و البناء و النهوض ...
يستبدلون عقلية التحجر و الاتباع ، بعقلية التنوير الخلاق و الإبداع .

ثرثرةٌ بلا فعلٍ ، و كثرة كلامٍ بلا منفعةٍ ، و تسويفٌ بلا نتائج أو انتاج . و الخاتمة هي نكسةٌ تلو النكسة ، و فشلٌ يليه الفشل ، و انهيارٌ للأسوء ، ثم السير بالأوطان إلى الهاوية .
لصوصٌ يسرقون في وضح النهار ، سفاحون و سفاكون للدماء ، يقتلون بالنيابة عن الطغاة و الجبابرة و المستعمرين .
لا عفة عندهم أو ذرة كرامةٍ ، و الضمير في مهب الريح مندثرٌ . و عزة النفس مع المصالح لم يبق منها أثرٌ .
الخلق شائنٌ ، و من القبح تسير السمعة إلى القبح .
أما الوفاء فمعدومٌ ، و ترتيبه دون الصفر .

كل شيءٍ عندهم بضائعٌ رائجةٌ للتجارة .
المبادئ أول بضاعةٍ قبضوا ثمنها بعجالةٍ ، مروراً بالوطن الذي كان آخر سلعةٍ محرزةٍ أنفقوها بصفقة العمر ، و بثمنٍ أغلى و ربحٍ أوفر .
هكذا الشرق اللعين ، إنه واحةٌ حبلى بالخسة و الدناءة ، تتفجر منها ينابيع العمالة ، و تتدفق العقول الآسنة ، و الذهن الراكد ....
بئس الشرق ذاك ، و بئس ثقافته الهابطة ، و الخلق المشين لساكنيه ....



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيفك حلمٌ ، يداعب خيالي .
- بلاد الأمان و الحرية و الإبداع .
- من المآزق خروجكم محالٌ .
- سباق المصفقين للجراح النازفة .
- حينما القهر ينقضي ، و يتبدد الظلام .
- محنتي مع اللغات ليومٍ عسيرٍ .
- حينما الوطن يقسو عليك ، و يرفسك .
- حينما لا يتخلى عنك الألم البتة .
- وحده الحوار الهادئ الرزين مثمرٌ .
- الأول من أيار شعلة نضالٍ ، لن ينطفئ نورها .
- البيئة القذرة ، وصمة عارٍ على جبين المسؤولين !!
- بموته اللاذع ، أدمى رفات والده .
- الوقوف ضد الفكر التكفيريِّ من مسؤوليات الحكومات .
- لا ربيع في وعي مجتمعاتنا التعيسة بالمطلق !
- التقليد الأعمى ظاهرةٌ مجتمعيةٌ مرضيةٌ .
- الفن وهجٌ دفيءٌ لروح طفلٍ لا وطن له .
- نوروز رمز التآلف و النضال ، للانعتاق .
- بياض لبن الضأن ، و مذاقه !
- المرأة ضحية الرجل ، و صمتها معاً .
- حينما يتغير مسار الكلمات .


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - لعل لبعضهم أخذ العظة .