أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - فلتكن عزلتك حصاداً مثمراً .














المزيد.....

فلتكن عزلتك حصاداً مثمراً .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 23:49
المحور: الادب والفن
    


تشدد مدرسة التحليل النفسي على أن الإنسان في المقام الأول " كائنٌ اجتماعيٌ بالطبع "
أي من خلال روابط محكمة الصلة ، يتقاسمها الناس ، و يستعين بها للتمتع بنكهة الحياة ، كما لذة العيش ، و الشعور بالدعة و العذوبة . مع الحذر الشديد من الركل للاستقلالية و العودة إلى الذات بالقدمين ، أو محاصرتها و منعها من العزلة .

كثيراً ما يكون الاختلاء بالنفس فرصةً للبحث عن حكمةٍ مؤثرةٍ ، بالتحاور مع مكنوناتنا الداخلية و التواصل مع عالمنا الباطني ، ثم الاجتماع مع العقل و مغازلة الفكر ليتصرف بتوددٍ ، و يسدد ماعليه من التزاماتٍ عن طيب خاطرٍ ، فيمنحنا الأنسب و الأجمل و الأرقى . بعيداً عن الانصياع للإملاءات التي تُفرض علينا خارج حلبة ذواتنا .
الانسجام مع ما بداخل حنايا النفس بمثابة إجازةٍ للذات و نقاهةٍ للعقل . يستوجب عليهما انتهاز الوقت للتفاوض و التشاور مع الفكر ، لرسم دربٍ حافزٍ ينقل الذات إلى الأجدر و الأنفع و الأبدع .

يقول كارل يونغ مؤسس علم النفس التحليلي : " لطالما كانت الأعوام التي تبعت فيها صوري الداخلية هي الأهم في حياتي ، بما تقرر كل الأشياء الأساسية "
فالجلوس مع الذات كموسمٍ وفير الثمار ، وبيدرٍ غزير الإنتاج ، يفسح المجال للخيال بحضوره الطاغي ، كما هبوط الإلهام بغزارةٍ ، و الخوض في تفاصيل الإيحاءات بسخاءٍ و براعةٍ ، لإشعال فتيل الإبداع و الابتكار في فضاء النفس الرحب الكتوم .
كما تصبح سيد مزاجك ، و المتحكم بعواطفك و حسن توجيهها .

نعم في فسحة العزلة تستنبط النتائج من مقدمات الذهن ، بعد غزل الأفكار و نسجها ، كما أن التأمل المترف بمثابة ترياقٍ لاكتشاف الصور الباطنية بالموهبة و النبوغ . و للقراءة حصة الأسد في هذا المنحى و الكثير من المتعة و ثراء العقل و رخاء الفكر و رفاه النفس .

و لا أقصد العزلة السلبية التي ترمي الفرد إلى حضن الاكتئاب و الخمول و التبلد - حتى و هو بين حشود الناس - أو الوحدة التي تصعقه بالصدمات النفسية ، و يجعله عبداً مطيعاً للشرود المتسكع ، و خادماً أميناً للذهن المغفل التائه ، أو فقد مورد الانتباه لديه ، فقطع خيط التواصل مع الآخرين و الدمج معهم نتيجة الخلل في سلوكه الطبيعي و صعوبة الاندماج .

أما عزل الناس عن بعضهم بالجملة كما الآن في كل الأصقاع و في جميع بلدان العالم - كإجراءٍ احترازيٍّ لمنع انتشار الكورونا و درء خطره - فإن استمر لأشهرٍ قد يعقبه آثارٌ سلبيةٌ كتفشي البطالة و الاضطرابات الاجتماعية و الخلل النفسي ..... الخ
فمن أراد أن يأخذ العزل و الحجر الصحي و المنزلي محمل الجد ، عليه إعادة حسابه مع زمن الكورونا و جبروته ، و أن يملأ وقته بالنشاطات و المطالعة أو الكتابة ، و جعل عزلته حصاداً مثمراً بالفكر المنتج ، و التعامل مع الأصدقاء و الأقارب ، و التواصل بالآخرين تكنولوجياً ، بعيداً عن الوسوسة و الكآبة . علماً أنك على يقينٍ هي شدةٌ مؤقتةٌ إلى حينٍ و تزول .
ولاسيما أنك الآن محظوظٌ بعصرٍ محفوفٍ بالتقنيات ، وفيرٍ بالالكترونيات .
فالاستخدام السليم لها و في محلها الصحيح يرفع من منسوب الروح المعنوية ، و إن كنت ترزح تحت عنف حظر التجوال و قسوة العزلة .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعصار الكورونا يشل حركة الحياة .
- غلاء المهور عنفٌ موجعٌ بحق الفتاة .
- نداء الفاسد لا يحظى القبول بالمطلق .
- للمرأة في كل أيامها .
- و ماذا في صالات العزاء غير المفاخرة و الرياء ؟!
- الاحتفاء بالحب ليومٍ واحدٍ تقزيمٌ لقدره .
- هل حقاً : عصا الجنة وسيلة ردعٍ و امتثالٍ ؟
- حينما يكون الوطن مختطفاً .
- ليس من طبع المرتزق ، البحث عن ذاته .
- العطاء حكمةٌ راقيةٌ ، و سلوكٌ أنيقٌ .
- الكيل بمكيالين ، أم غشاوةٌ على الأعين ؟!
- كل عامٍ و مستقبلنا يصنعه المستعمِرون و الطامعون .
- براعة الشرق في صناعة الأصنام ، و عدم الأوطان .
- إطلالة نافذتي مفعمةٌ بمشهد الحياة .
- الشعور بالعار ليس من شيم الطغاة .
- و أخيراً تمسك لا فروف بقرنيِّ الثور .
- بكثرة الطهاة يفسد الطبق .
- حينما تكون الصرخةُ مفلسةً .
- شبحي لكم مرعبٌ .
- ردٌ هادئٌ على مداخلة الأخ مسهوج خضر .


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - فلتكن عزلتك حصاداً مثمراً .