يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 28 - 13:41
المحور:
الادب والفن
يبادر بفتح أوسع أبواب الماضي ،
ينبش خبايا زمنٍ زائلٍ ، فيحفر قلب تاريخٍ مسطرٍ بالجماجم ،
و يجعل الحاضر منبعاً للدم ، و منهلاً لتصدير الإرهاب .
أحلامٌ مفعلةٌ بشحناتٍ عاليةٍ من موروث الهيمنة ،
ينطلق من البائد الزائل ، دون النفاذ إلى عمق الحاضر .
تطلعاتٌ تتنامى بعجالةٍ ، و أطماعٌ مع روح العصر تفترق .
همجيةٌ بلغت أوج شهوتها ، و لكل المحظورات تخترق .
و معدةٌ امتلاؤها لا يكون إلا بالتهام اللحم المطحون بالدم .
فخرٌ بأسلافٍ لم يتوقفوا يوماً عن قتل الأبناء قبل الأشقاء و الأحفاد .
مرتكبوا الجنايات بحق أهلهم ، يرفعون له القبعة ،
و مدمرو بلدانهم باتوا جنوداً يقاتلون بسيفه ،
والمجتمعون على مائدته ، بايعوه سلطاناً ، منه يشترون صكوك الغفران .
أما المغررون بالطائفية ، فأصبحوا كالعرائس المتحركة في يده ، ينفخون في جلده ، فصدق نفسه خليفة العصر و سلطان الزمان .
يحب السلطنة حباً لا خلاص منه ،
و يعشق الخلافة عشقاً متهوراً ، يخلو من الوعي .
تاريخٌ همجيٌّ يبدأ بالقفقاس ،
كخنجرٍ مسمومٍ يُطعن في الظهر .
قصورٌ في الرؤية مترفٌ بضمور العقل ، يعمق جهله ،
و منطقٌ رخيصٌ بتسمم الخيال مريضٌ ،
فلا يفكر إلا بعرش السلطنة ،
و ما تبقى مهملٌ في طي الكتمان ، ولا حتى بالحسبان .
يظن أن الأرض تحت أقدامه تهتز ،
فلا نصيحة يرعوي بها ، ولا تعرضه لصدمةٍ تعيده للواقع .
يكرس نفسه لمجدٍ أفل نجمه ، و على نحوٍ مفزعٍ استعبده الهاجس .
وساوس الحيرة تثقل كاهله .
هي المخاوف الفادحة من هول التراجع ، أو من مواصلة المقامرة المشبعة بالتورط ، و من الضياع في متاهات المجهول .
فهيهات لعبقرية الشهوة أن تخضع لفلسفة نضج التأمل .
موهومٌ من يحيا بأرواح أسلافٍ زائلةٍ ،
لا تتوافق و معطيات العصر .
و مضللٌ من يظن بمقدوره أن يهب ولادةً جديدةً لتحفةٍ وراثيةٍ ، حطمها الزمن بالكامل ، و مزقها الصدأ بالمجمل .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟