محمد ناجي
(Muhammed Naji)
الحوار المتمدن-العدد: 6446 - 2019 / 12 / 25 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحرك المواطن ونهوضه في ظل واقع مغرق في الفساد والخراب والسلبية ، بكل اشكالها ومستوياتها ، ووقفته الاسطورية في مواجهة عنف سلطة الفاسدين ومليشياتهم وماكنة دعايتهم لشيطنته ، حققت وستحقق الكثير ، اليوم وغدا ، وبما تجاوز توقعات أكثر المتفائلين . وفي الواقع اليومي أصبح الحراك الحقيقة الأكبر في العراق ، والكل يتغنى باسمه ، ويتبع خطواته … البعض منهم حتى بكاتم الصوت !
علينا ان لاننسى ان هذا النهوض والحضور ، انطلق ، كما مر ذكره ، من واقع سلبي ، وبالتالي يخطئ من ينظر له ويتعامل معه وفق الرؤية العدمية السائدة ( يا ابيض … يا اسود ) (كل شيء أو لاشيء) ! فهو وفقا لكل المعايير ، كغيره من تجارب الشعوب الأخرى ، يحتاج لجهد وتجربة ووقت ليتطور ويتخلص من الإرث السلبي ، وأراه حتى اللحظة يتحرك بثقة وثبات في هذا الطريق .
ومن الضروري أن لا تتوقف الحركة عند إنجاز معين ، حتى وإن لم يكن كاملا ويحقق الطموح ، بل تواصل السير إلى الأمام لاستكماله ، ولتحقيق إنجاز آخر وفق مبدأ (خذ … وطالب) .
وبدلالة الواقع اليومي ، فمن الطبيعي أن الحراك لن يصل إلى بر الأمان دون تضحيات ، لأنه يتحرك في مواجهة لمصالح - داخلية وخارجية - وقوى غاشمة تمتلك سلطة القانون والمال والإعلام والقمع ، ولا تتردد حتى في إستخدام الدين وترفعه ، زيفا وخداعا ، لافتة للتغطية على جرائمها . والمثير للإعجاب أن هذا مفهوم للمتظاهرين في الساحات ، وهم يكرروا أهزوجة ( يموت عشره يموت ميّه … آنه قافل عالقضيه) ، وبالفعل نراهم يواجهون القتلة الجبناء ، بشجاعة وتحدي في كل لحظة . وفي هذا الخصوص ، ومن خلال التواصل والمتابعة للحراك ، ولقطع الطريق على مخطط (فخ) دفع الحراك للخروج من سلميته ، وبالتالي تصفيته ، من الضروري أن تحظى قضية ((( كشف القتلة ومحاسبتهم ، ومنع وتجريم وجود ميليشيات تحت اي مسمى وكيان ))) بالاولوية القصوى ، فمن الواضح ان الفاسدون هزموا (مرحليا) وليس في يدهم غير السلاح ، وتجريدهم منه أمر حاسم لتقليل التضحيات واختصار الوقت لمواصلة الحراك لتحقيق أهدافه القريبة والبعيدة المدى … ويبقى أهل الحراك أدرى بشعابه !
القديم يتراجع … والجديد نراه في ساحة التحرير ومدن العراق … ولم يعد لوجود سلطة الفساد والميليشيات مبرر ، وهي مهزومة لا محالة ...عاجلا أم أجلا !
#محمد_ناجي (هاشتاغ)
Muhammed_Naji#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟