أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الفراغ الدستوري والفراع السياسي..














المزيد.....

الفراغ الدستوري والفراع السياسي..


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6445 - 2019 / 12 / 23 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عالم السياسة والصحافة والأعلام كل شيء تقريبا مباح وقابل للتسويق والتؤويج له، طالما أنه بشكل أ و بأخر قابل للتصديق أولا وصالح للتوظيف ثانيا، المهم في هذه العوالم النتيجة أو النهاية الممكنة سواء تطابقت مع حقيقتها أو لم تتطابق حتى مع السائد المقبول، ومن هذه الأشياء التي نعنيها مثلا المصطلحات والمفاهيم التي تتداول في عالم السياسة والإعلام والتعبئة الفكرية، ولو دققنا في معاني ودلالات ما توحي لوجدنا الفرق الشاسع والبون الكبير بينها وبين أصولها المعرفية أو مصاديقها الفعلية.
منذ الأمس وقبله بأيام شاع على الساحة السياسية والإعلامية وتردد كثيرا في منصات التواصل ومواقعها مصطلح (الفراغ الدستوري)، وكأن قيامة العراق قامت ولا مجال لأي تدخل في أطر الدستور لتصحيح ما يجري وإنسداد تام لأفق الحل، وبالتالي ما سيكون لاحقا مرهون بالمعجز الخارجي الذي يعيد الحصان إلى مركبة العراق لتعاود المسير من جديد.
أولا أشك في أن من يروج لمثل هذه الحالات والتشويش والخلط قادرا على فرز المعاني والتفريق بينها وبين المتقاربات في الدلالة والمعنى، بمعنى أنه أصلا لا يعرف ماذا يعني المصطلح تحديدا، وما مدى تأثيره على الواقع السياسي والشعبي وما يجر ذلك من أفعال أو إنفعالات تساهم في المزيد من التوتر وحتى في زج المجتمع بتصورات غير حقيقية نهايتها وخيمة وذات أثر سلبي عليه.
ما يشهده العراق بعد أنتهاء المهلة الدستورية لتكليف رئيس وزراء جديد من قبل رئيس الجمهورية عملا وأستنادا لأحكام المادة 76 من الدستور، لا يشكل بأي حال من الأحوال فراغا دستوريا حسب المفهوم العلمي والفقهي له، الفراغ الدستوري بأوضح وأبسط صورة هو عجز السلطة التشريعية الكامل عن ممارسة دورها الدستوري وفقا لأحكام الدستور، هذا العجز يولد عجز أرتدادي يتمثل بعدم قدرة السلطة التشريعية أيضا من ممارسة دورها الرقابي والتشريعي في مواجهة السلطات الأخرى، وإنقطاع الصلة بينها وبين الحكومة لا في قدرتها على السيطرة ولا في ممارسة دورها في عزلها أو في تشكيلها.
إذا ما نحن عليه حقيقة هو فراغ سياسي يمثل عجز الأطراف السياسية في أن تستجيب لمتطلبات الدستور والنظام العام، ولكنها قادرة في لحظة ما وتحت ظروف ما أن تتفق وترجع إلى قواعد العمل الدستوري بكل سلاسة طبيعية، فالأمر إذا ليس في علة الدستور ولا في سلطة التشريع والرقابة، العلة هنا في عدك الأتفاق على الأمتثال لرأي دستوري أو متطلب دستوري مع إمكانية الحل ووجوده، فالمدة التي منحها الدستور لرئيس الجمهورية هي حالة أطار طالما أنه لم يلحق بها حالة معالجة فورية، فلو نص الدستور مثلا في نص ملحق للمادة أعلاه، أنه في حالة عدم تكليف رئيس الجمهورية ضمن المهلة الممنوحة له أو عجز عن ذلك يكون مجلس النواب في حالة حل أوإ نحلال، هنا يقع الفراغ الدستوري لحين تشكيل برلمان جديد.
وطالما هناك مؤسسات الدستور التي أنشأها والسلطات الثلاث تعمل وفق طريقة قانونية سليمة، فالأمر الذي يمكننا فيه الجزم هو بعدم ىوجود فراغ دستوري، البرلمان ما زال قائما ويؤدي دوره التشريعي حسب متطلبات الدستور، ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ولو بوضعها حكومة تصريف أعمال موجودة، والسلطة القضائية بشقيها تمارس عملها الطبيعي، فكيف يمكن وصف الحال بالفراغ الدستوري، نعم الحكومة الآن تحت مطرقة اللا عمل خارج دائرة تصريف الأعمال، والرئاسة العامة للدولة لم تتوصل لصيغة جازمة حول تكليف شخصية ما على إشغال الشغور القانوني، لكن هذا لا يعني أنه ليس بالإمكان معالجة ذلك من خلال هذه المؤسسات جميعها، يعني بالملخص النهائي الدستور ومؤسساته في حالة عمل ونفاذ ولا شيء يمنعها عن ذلك حتى نطلق أننا في مواجهة (الفراغ الدستوري).



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس صالح لم يعد صالحا برأي البعض
- المنهج الوزاري لحكومة مصغرة أنتقالية.
- بين سلمية الثورة وعنف السلطة
- رئاسة الجهورية بين مطرقة الدستور وسندان اللحظة الأخيرة.
- خيارات التغيير بين السلطة والشعب
- ظاهرة العقل الجمعي وميل الأنخراط (حادثة الوثبة ) إنموذجا
- ((المشروع الوطني من أجل عراق أمن ومتطور))
- اللعبة السياسية بين البرلمان ورئاسة الجمهورية ح2
- اللعبة السياسية بين البرلمان ورئاسة الجمهورية ح1
- إلى ...................
- العراقيون بين خندق الوطن وخنادق الأخرين ح2
- العراقيون بين خندق الوطن وخنادق الأخرين ح1
- غزوة السنك بين صمت القبور وصراخ الصقور
- ثوار ومندسون والطرف الثالث
- المؤامرة الأمريكية!؟
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة ح2
- الحكومة العراقية بين سندان الامم المتحدة ومطرقة الثورة
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح2
- أستقالة عادل عبد المهدي بداية حل ام بداية أزمة؟. ح1
- الخطوة التالية ح2


المزيد.....




- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...
- تحديث مباشر.. دخول الصراع يومه التاسع وترامب: إسرائيل لا يمك ...
- على وقع الضربات المتبادلة مع إسرائيل.. زلزال في شمال إيران
- -فتاح 2-: الصاروخ الإيراني الذي يصل إلى تل أبيب في أقل من 5 ...
- الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الفراغ الدستوري والفراع السياسي..