أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - الحلول الترقيعية لا تجدي نفعاً














المزيد.....

الحلول الترقيعية لا تجدي نفعاً


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6218 - 2019 / 5 / 2 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الحلول الترقيعية لا تجدي نفعاً)
يلجأ بعض المسؤولين أحياناً، إلى حلول أو معالجات لا يمكن وصفها إلا بالترقيعية، لمشاكل وصعوبات قد تكون كبيرة، ولا ينفع معها إلا المعالجات الجذرية التي تتصدى لأسبابها الحقيقية وتعمل على إزالتها، أو التخفيف منها، وتمنع تكرارها مستقبلا.
ولا شك أن هناك صعوبة في الإحاطة بكل الأسباب والدوافع الحقيقية، التي تجعل المسؤول كفرد، أو كمجموعة يبتعد عن المعالجات السليمة، مع إنها واضحة وضوح الشمس، في كثير من الأحيان، ويلجأ بدلاً من ذلك إلى إجراءات بعيدة كل البعد عن جوهر المشكلة التي تطرق الأبواب بقوة وإلحاح.
هل هو قصور في الوعي وعدم القدرة على التشخيص الصحيح؟ أم أن اللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية هما السبب في ذلك؟ أم أن رغد العيش الذي يعيش المتنفذون في بحبوحته يخلق جداراً لا يرون من ورائه، ما يعانيه المحرومون والمعدمون من أبناء شعبهم؟
وربما يكمن السبب في إدراكهم لطبيعة المرحلة، والخراب الذي يلف البلد من أقصاه إلى أقصاه، بحيث يتعذر عليهم القيام بالمعالجات المطلوبة، ويضطرون إلى الترقيع، لعل فيه شيئاً من الفائدة!
إن القرار اللاواقعي الأخير، بوضع سياجات على الجسور، يبلغ إرتفاعها مترين، لمنع حالات الانتحار وخاصة بين الشباب والنساء التي أصبحت ظاهرة في الفترة الأخيرة، ودقت ناقوس الخطر، الذي يفترض أن يسمعه حتى من به صمم سياسي، أو اجتماعي، وقبله الهوس الجماعي ببناء الخنادق والاسيجة الأمنية حول المدن والمحافظات ومنها العاصمة بغداد، لحمايتها من الإرهابيين، وكذلك المعالجة الكاريكاتيرية لملوحة شط العرب، وانقطاع الماء الصالح للشرب عن أهالي البصرة في الصيف الماضي عندما أرسلت إليها صهاريج ماء لا تكفيها سوى أيام أو ساعات معدودة، وغيرها الكثير من الحالات المشابهة التي لا تدل إلا على قصر نظر سياسي فاضح، وعدم الإلمام بطبيعة وحجم المشاكل، التي يعاني منها أبناء هذه المناطق والعراقيون عموماً.
إن حالات الانتحار ظاهرة جديدة وغريبة على المجتمع العراقي، وهي محرمة في جميع الأديان السماوية، والإسلام هو الأكثر تشدداً في تحريمها، فلماذا ينتحر العراقيون إذن؟
الأسباب والدوافع عديدة كما نرى وأولها البطالة، وعدم القدرة على توفير العيش الكريم للعائلة، كذلك شرعنة الطائفية السياسية والمحاصصة المقيتة، اللتين أنتجتا ثمرات مرّة منها، عدم الشعور بالأمان نتيجة الإرهاب والعنف اليومي على اختلاف ممارسيه، والمحسوبية والمنسوبية والفساد المستشري إلى حد النخاع في الدولة والمجتمع، وغياب الخدمات من ماء وكهرباء وصحة وتعليم وسكن لائق بالبشر وتفاوت طبقي صارخ بين من يملكون المليارات عن طريق الحواسم والرشى، وبين من لا يجد قوت أطفاله، فضلاً عن العادات البالية وقيم التخلف السائدة في هذا المجتمع البائس، دون أن ننسى آفة المخدرات وعواقبها الكارثية.
هذه الخطايا هي التي يجب معالجتها والتكفير عنها من قبل صناع القرار السياسي، والذين بأيديهم مفاتيح السلطة، بعد إن استحوذوا عليها في غفلة من الزمن، وليس بناء السياجات والخنادق، التي سيعتبرها أصحاب الضمائر الميتة منفذاً جديداً للسرقة وتكديس المال الحرام!
مرتضى عبد الحميد



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شماعة رثّة ومزيفة
- طاغيتان يشقان طريقهما بنجاح الى مزبلة التاريخ!
- يخطأ من يرى في الإقليم بوابةً للنعيم!
- نريد طحيناً لا جعجعة فحسب!
- العراق والأجنتين يعززان علاقاتهما!
- من المسؤول عن حرمان العراق من كفاءات أبنائه؟
- الذئب على الأبواب مرة أخرى
- الحزب هو المستهدف
- لماذا بلدنا الطرف الخاسر دائماً؟
- حيرة التاريخ في شباط الاسود
- انذارات الاخلاء تلاحق الكادحين
- المجلس الأعلى لمكافحة الفساد
- غياب التشريع وتعثر الأداء
- التزامن المريب
- زيارة ذات طابع لصوصي
- حكومة بالتقسيط غير المريح!
- هل تعلمنا الدرس؟
- الفرصة لا تأتي دائماً!
- هل يحتاج العراق إلى سفينة نوح جديدة
- الاستحقاق الانتخابي شماعة جديدة!


المزيد.....




- أفيخاي أدرعي في قرى درزية بجبل الشيخ، فإلى أي مدى اقترب من ا ...
- جدل كبار السن والتيك توك في المغرب ومشروع قرار مرتقب
- قانون أوروبا الأخضر في مهبّ الغاز القطري
- بوتين: نريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
- الغارديان: إسرائيل تدير الجوع في غزة عبر -حسابات بسيطة-
- العلماء يحلون لغزًا عمره ملايين السنين... هل يعود أصل البطاط ...
- -خمس ساعات في غزة-.. تفاصيل زيارة ستيف ويتكوف إلى القطاع
- رغم تحذيرات.. إسرائيل تؤكد مواصلة عمل سفارتها وقنصليتها في ا ...
- الكاتب الإسرائيلي ديفيد غروسمان يصف الحرب في غزة بـ-الإبادة ...
- -يأكلون مما نأكل-.. القسام تبث مشاهد أسير إسرائيلي بجسد هزيل ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - الحلول الترقيعية لا تجدي نفعاً