أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - حكومة بالتقسيط غير المريح!














المزيد.....

حكومة بالتقسيط غير المريح!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6092 - 2018 / 12 / 23 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(كل ثلاثاء)
حكومة بالتقسيط غير المريح!

خلال مسيرته الطويلة، أنتج العقل الاقتصادي الرأسمالي، من بين أمور كثيرة، صيغة البيع بالتقسيط، لتصريف منتجاته الوفيرة، والسعي لإفراغ جيوب المشترين من آخر فلس فيها، طمعاً في زيادة الأرباح وتراكم رأس المال. ومع ذلك إستفاد الناس في كل أصقاع الدنيا من هذا الاكتشاف الملهم، خاصة إذا كان التقسيط مريحاً، ويراعي مستوى دخول الشرائح والفئات الاجتماعية المختلفة.
في بلادنا الموبؤة بالمحاصصة والفساد الذي لا شبيه له، لم يكتف السياسيون المتنفذون، بما لديهم من مصطلحات ومفاهيم سياسية، قادت العراق في المحصلة النهائية، إلى الخراب والدمار الشاملين، وأوصلته مع سبق الإصرار والترصد إلى الطابق الأسفل من الهاوية، وإنما يسعون أيضاً إلى توسيع دائرتها، وشمولها العملية السياسية برمتها، لاعتقادهم بأنها لم تعد تواكب طموحاتهم، وأهدافهم، في التشبث بكرسي السلطة، وما يتبعه من فرهود ونهب منظم، وجاه يفتقر إليه الكثيرون.
وقد وقع أختيارهم هذه المرة على تقسيط الحكومة الجديدة، رغم انه مصطلح إقتصادي في الأساس، ودون أن يعيروا أهتماماً، ولو بحدوده الدنيا، لمشاعر الشعب العراقي، الذي ينتظر متسلحاً بصبر أيوب لحظة إستكمالها، لعلها تخفف شيئاً من اَلامة، وتعالج بعضاً من أسباب محنته التي أطال أمدها.
كان الأمل أن يجري التصويت على الوزراء الثمانية في جلسة مجلس النواب، الثلاثاء الماضي، بعد أن مضى سبعة أشهر على الانتخابات البرلمانية، وأكثر من شهرين على تكليف السيد "عادل عبد المهدي" بتشكيل الوزارة العتيدة.
لكن الخلافات العميقة، والصراعات العبثية، حالت دون ذلك، رغم أن "معضلة" وزارة الداخلية، قد تحلحلت جزئياً، وإستبشر العراقيون بقرب تجاوزها، والانتقال إلى مرحلة إستكمال الوزارة، وتطبيق برنامجها الحكومي.
وبدلاً من تحقيق هذا الامل المتواضع، إعتمدت صيغة التقسيط، وتمت الموافقة على ثلاثة وزراء، فيما بقي الخمسة الآخرون، أسرى إنتظار الفرج، وخوض جولة أو جولات جديدة من الصراع الذي تحركه رغبات البعض في بقاء الأمور على حالها من السوء والتخلف والشذوذ.
لا ندري لما يصر العديد من المسؤولين، على أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة دون غيرهم، وهم المكلفون بممارسة الحكم "الرشيد" شريطة غياب النقد أو التصويب، وإذا أضطروا لقبولهما، صمّوا آذانهم، وأغلقوا عقولهم، برتاج الغرور والتزمت، لكل لا يسمعوا سوى صدى أصواتهم، والتفكير في كيفية الاستحواذ على الجمل بما حمل.
ومن البديهي أن يجر هذا الفكر المنغلق كلياً، إلى تهميش وإقصاء الآخرين والتفريط بالكفاءات والطاقات الهائلة التي يحتضنها العراق، وتتسم بالوطنية ونكران الذات، والنزاهة، والقدرة على انتشاله من بؤسه وضعفه الأزليين.
كان الأولى بالقوى النظيفة، والصادقة في دفاعها عن مصالح الشعب والوطن، أن تضاعف جهودها، وتوحد قواها، وتزيد من ضغوطها السياسية والجماهيرية، على الجهات التي يروق لها على ما يبدو، وبقاء العراق في أسفل قائمة الدول الفاسدة والفاشلة، كما تقع على عاتق السيد رئيس الوزراء مسؤولية مضاعفة في إنهاء عملية التقسيط هذه، والإسراع في إستكمال حكومته، للانتقال إلى العمل الجدي، وتنفيذ ما وعد به العراقيين ساعة تكليفه.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعلمنا الدرس؟
- الفرصة لا تأتي دائماً!
- هل يحتاج العراق إلى سفينة نوح جديدة
- الاستحقاق الانتخابي شماعة جديدة!
- تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان
- الحكومة الجديدة وضغوط المتحاصصين
- عقول صدئة، ومعادية للإنسان!
- مزاد جديد في بلد الرشيد
- تصدعات في جدار المحاصصة
- التشبث بالسلطة يلد الصفقات
- خارج النسق ...مواقف وطنية...جديرة بالإشادة
- أنشودة الملح
- هوس السلطة ولعبة تشكيل الحكومة
- الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة
- السور ليس حلاً !
- التظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- المظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- ثورة 14 تموز والثورة المضادة
- لا أحد يلتفت الى معاناة الناس
- رجوع الشيخ إلى صباه


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - حكومة بالتقسيط غير المريح!