أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - ثورة 14 تموز والثورة المضادة














المزيد.....

ثورة 14 تموز والثورة المضادة


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5937 - 2018 / 7 / 18 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ربما يعيب البعض على الشعب العراقي هذه الأيام انه لا يتحرك بالمستوى المأمول منه، وان اليأس والإحباط هما الخيمة التي يستظل بها، ناسياً أن غياب الديمقراطية غياباً تاماً وأستخدام أساليب البطش والإرهاب والقسوة المفرطة طيلة قرون وليست سنوات معدودة، وسياسة التجويع والحروب الداخلية والخارجية، قد أفضت الى هذه الحالة المؤقتة التي سيلفظها العراقيون سريعاً.
ويمكن الاستشهاد بثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي جاءت تتويجاً لكفاحه المرير في سبيل الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية، وسلسة إنتفاضاته الباسلة طيلة سنوات الحكم الملكي، الذي يعتقد البعض أنه كان يمتلك أساساً لقيام نظام ديمقراطي، لو قيض له الاستمرار في الحياة، وهو وهم لا يصمد امام حقائق ذلك الزمن.
فالجهل والخرافة كانت بيارقهما ترفرف عالياً في سماء الوطن، في ظل أمّية أبجدية بلغت أكثر من 90%، وكان الفقر غولاً لا يرتوي من دماء الفلاحين والعمال، والكادحين عموماً، بل كان يلتهم الفئات الوسطى أيضاً وقد بلغ التفاوت الطبقي خاصة في الريف مديات فلكية، ربما لا مثيل لها في كل أنحاء العالم، أما الصناعة والخدمات، فلا أحد يسمع بهما.
وفي حقل السياسة، كانت اليد الطولى للمستعمرين الانكليز، وأتباعهم من سدنة الولاء للأجنبي، وكانوا لا يتورعون عن كتم أنفاس المواطنين، وزجهم في السجون والمعتقلات وتعريضهم للتعذيب والأبعاد وإسقاط الجنسية، بل أن المظاهرات السلمية للطلبة والعمال وغيرهم، كانت تضرب بالرصاص الحي، وسقط من جرائها عشرات الشهداء، ومئات الجرحى لا سيما أيام الوزارات التي ترأسها "نوري سعيد" وعادة ما كان يشكلها عقب فترات محدودة من التنفيس بهدف إحتواء الغضب الجماهيري، والخشية من تحوله الى ثورة عارمة تطيح بالنظام الملكي وأركانه.
وبرغم ذلك كانت إستراتيجية القوى والأحزاب الوطنية والديمقراطية، تتمحور بأتجاه تغيير طبيعة النظام بالطرق السلمية، إلا إن ما جرى في تشرين الثاني عام 1956، وخروج العراقيين في مظاهرات صاخبة شملت أغلب المدن العراقية، إنتصاراً للشعب المصري، ورفضاً وإدانة للعدوان الثلاثيني الذي وقع عليه من قبل بريطانيا وفرنسا وأسرائيل، بسبب تأميم السويس، وقمع السلطات العراقية لهذه التظاهرات بأساليب غاية في العنف والشراسة، وسقوط عدد من الشهداء، أدى الى قناعة قوى شعبنا الحية، بأن لاسبيل لإسقاط هذا النظام المتهرئ إلا بالعنف الثوري، وهو ما حصل صبيحة (14) تموز عام 1958، بوحدة وطنية جسدها تلاحم الجيش والشعب التي نحن أحوج ما نكون إليها في الظرف الراهن.
أن كل من يجد الإنصاف سبيلا الى عقله ويتحلى بقدر من الموضوعية سيتوصل دون عناء إلى أن ما حصل في (14) تموز كان ثورة أصيلة، وليس أنقلاباً كما يدعي البعض من المستائين مما آلت إليه الأمور بعد ذلك.
لقد حققت الثورة إنجازات كبيرة ورائعة، سيكتبها التاريخ بمداد من الاعتزاز والاحترام والتبجيل لأنها أستطاعت خلال حياتها القصيرة، أن تغير وجه المجتمع العراقي بصورة جذرية سياسياً، واقتصادياً وإجتماعياً، وثقافياً، ووضعته على طريق الحداثة والتقدم والسعادة.
بيد أن أعداء الشعب العراقي من الأمريكيين والبريطانيين وشركات النفط الاحتكارية، ودولاً إقليمية وعربية، والقوى الداخلية التي تضررت من الثورة وخاصة الإقطاعيين و الكومبرادور، وأدواتهم المتمثلة بحزب البعث وبعض القوى القومية، شكلوا حلفاً غير مقدس، إستطاع في نهاية المطاف إغتيال الثورة في 8 شباط عام 1963، وتدشين الثورة المضادة، التي عصفت بالأخضر واليابس في حياة العراقيين، ومازالت تعصف بها لحد ألان.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحد يلتفت الى معاناة الناس
- رجوع الشيخ إلى صباه
- الفرصة الأخيرة لإصلاح الذات
- على خطى نوري السعيد
- الزعيم ذو البعد الواحد
- الفاسدون يشهرون إفلاسهم السياسي
- أية حكومة نريد؟
- العزوف وضعف الكفاءة سمتان بارزتان في الانتخابات
- السيرك الانتخابي يواصل عروضه الفاشلة
- المشاركة الواسعة في الانتخابات بوابة التغيير
- (مرشحو -السبيس-)
- ميثاق الشرف، هل يطبق بشرف؟
- شلال و الكفيشي
- فضيحة رياضية مدوية
- تدخل فظ في الشأن العراقي


المزيد.....




- ترامب مشيرًا إلى وجود شار محتمل لـ-تيك توك-: مجموعة من الأثر ...
- شابة تتعرض لهجوم مفاجئ في مياه عكرة نسبيًا على شاطئ بأمريكا. ...
- هذا المطوّر ابتكر تطبيقًا لمكافحة ممارسات ضباط الهجرة والجما ...
- قطاع المتاحف في السودان: خسائر فادحة جراء السرقات والتدمير ا ...
- تكنو
- قادر على رصد الصواريخ فرط صوتية وبالونات التجسس: ما هو رادار ...
- إيران: أكثر من 900 قتيل خلال الحرب وطهران تندد بالسلوك -الهد ...
- إيران تكشف عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية خلال حرب الـ12 يوما ...
- مسح شامل للبشرة لرصد المشاكل وتقديم الحلول
- -لمحاسبة إسرائيل وأمريكا-.. إيران تُطالب بضمانات للعودة إلى ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - ثورة 14 تموز والثورة المضادة