أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - عقول صدئة، ومعادية للإنسان!














المزيد.....

عقول صدئة، ومعادية للإنسان!


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايوجد بلد في العالم، أرخص شيء فيه هو الإنسان. كما هو الحال في العراق، وعلى مدى تاريخه الموغل في القدم، فالاضطهاد والحرمان والقتل لأتفه الأسباب، بطرق وأساليب غاية في البشاعة والقسوة، لصيقة به منذ مئات السنين. ويبدو أن التطور الحضاري الذي جعل الإنسان هو القيمة العليا في الحياة والمجتمع، لم يؤثر في حكامنا الأقدمين والمحدثين على السواء، وربما لم يصل إلى أسماعهم لحد الآن.
البعض يفسرها بأن العنف والقسوة يجريان في دماء العراقيين، والحدة والتطرف سمتان أساسيتان من سمات الشخصية العراقية، بل يجري تصوير الأمر، كما لو أنه صبغة وراثية، تتناقلها الأجيال على مر الدهور!!
وهذا التفسير الخرافي، لايتناقض مع العلم والحقيقة فحسب، وإنما يتناقض أيضا مع كل ذي عقل حتى لو كان عقله يشتغل بربع طاقته. كما يسيء إساءة بالغة إلى العراقيين المبدعين في كل مجالات الحياة، لاسيما عندما تتوفر لهم الظروف المواتية، والبيئة النظيفة.
حكام العراق، والأنظمة السياسية المتعاقبة، هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة في إشاعة العنف والقسوة في حياة العراقيين، لأنهم المبادرون بأستخدامهما ضد كل من لايتفق معهم، أو يهدد مصالحهم، وهو مايسمى بإرهاب الدولة.
في الآونة الأخيرة، وبعد فترة من الهدوء الأمني النسبي، عادت من جديد عمليات الاغتيال، مستهدفة هذه المرة نشطاء الحراك الجماهيري، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وكل من يعشق الحياة والفرح والسعادة، كما شملت بعض ضباط ومراتب القوى الأمنية والعسكرية الذين دحروا داعش، وسائر الارهابين، الأمر الذي يفند الادعاء بأنها عشوائية، أو مجرد ردود فعل كما يبررها البعض، وإنما هي عملية ممنهجة، ومخطط لها سلفاً، وذات طبيعة سياسية، يقوم بها المتطرفون فكراً وسلوكاً، والغارقون في وحل التخلف، بدفع من ذوي الأجندات السياسية، التي يؤرق أصحابها الحنين إلى عهود الدكتاتورية، وقمع أي مظهر من مظاهر الحرية والديمقراطية، ساعين إلى التشبه بها، وإعادة إنتاج سيرتها السوداء.
"هاجر يوسف" ناشطة مدنية في البصرة، صرحت بأن ثلاثة أشخاص، قاموا بأقتيادها تحت التهديد، والاعتداء عليها بالضرب المبرّح، واحتجازها، لأربع ساعات، مؤكدة بأن المجهولين (اخبروني بأن تلك العقوبة نتيجة لقيامك بالتظاهر، ومشاركتك الفعالة في الحراك الجماهيري) وقبلها اغتيلت الناشطة الباسلة والمدافعة عن حقوق الإنسان "سعاد العلي" كما استشهد مايقارب العشرين ناشطاً بذريعة وجود مندسين في صفوفهم، واعتقل العشرات، الذين اضطر العديد منهم إلى تقديم تعهدات بعدم المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية، لكي يطلق سراحهم، في ممارسة منبوذة تذكرنا بالمادة (200) التي سنها"صدام حسين" والبراءة سيئة الصيت في العهد الملكي المباد.
إن الهدف الأساس من كل هذه الأساليب القمعية والإجرامية، هو تخويف الناشطين المدنيين، والمواطنين عموماً، من المطالبة بحقوقهم العادلة، والمصادرة من حكامهم المحليين والمركزيين، وتهدف أيضا إلى إثارة البلبلة في الشارع الأمني، وعرقلة إصلاح العملية السياسية، وتشكيل حكومة جديدة، وطنية، كفوءة، قادرة على الإطاحة بالمحاصصة الطائفية والفساد، وبناء دولة لكل العراقيين.
أنها مسؤولية الحكومة وأجهزتها المعنية في حماية أرواح وممتلكات المواطنين، وعدم المساس بحقهم في التظاهر السلمي، ومحاسبة الذي يصرون على أن يظل العراق في الحضيض.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزاد جديد في بلد الرشيد
- تصدعات في جدار المحاصصة
- التشبث بالسلطة يلد الصفقات
- خارج النسق ...مواقف وطنية...جديرة بالإشادة
- أنشودة الملح
- هوس السلطة ولعبة تشكيل الحكومة
- الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة
- السور ليس حلاً !
- التظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- المظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- ثورة 14 تموز والثورة المضادة
- لا أحد يلتفت الى معاناة الناس
- رجوع الشيخ إلى صباه
- الفرصة الأخيرة لإصلاح الذات
- على خطى نوري السعيد
- الزعيم ذو البعد الواحد
- الفاسدون يشهرون إفلاسهم السياسي
- أية حكومة نريد؟
- العزوف وضعف الكفاءة سمتان بارزتان في الانتخابات
- السيرك الانتخابي يواصل عروضه الفاشلة


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - عقول صدئة، ومعادية للإنسان!