أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان














المزيد.....

تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6071 - 2018 / 12 / 2 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل ثلاثاء
تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان
الحياة السياسية والاجتماعية في العراق، متخمة بظواهر سلبية، متخلفة، وبعيدة في مسارها عن كل عقل ومنطق، بعضها سرعان ما يختفي، ليظهر بدلا منه ما هو أسواً، وأشد تخلفاً، والبعض الأخر يعاود الظهور، كلما دعت الحاجة إليه بفعل فاعل!
من هذه الظواهر المولدة للحزن والأسى، مواقف بعض المسؤولين المعادية للثقافة والمثقفين، والمغرمة بتكميم الأفواه، ومصادرة الحريات على شحتها، والخروقات في تطبيقها، وأصحابها موزعون بين جهلة لا يفرقون بين الثرى والثريا، وآخرون يدركون خطورة وجهي العملة (الثقافة والحرية) على بضاعتهم الفاسدة، ومصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة.
القائمة طويلة، ومشبعة برواسب الماضي، ونفايات الحاضر، أما المستقبل فلا شأن لهم به، عدا الاستماتة من أجل ديمومة ما هو شاذ سياسياً وأجتماعياً و إقتصادياً، وغير قابل للإصلاح أو التغيير.
يمكن الإشارة إلى بعض العينات، وأولها قرار هيئة الاتصالات، بعدم المساس، أو الاقتراب من الرموز الوطنية، فالنقد محرم حتى لمن يجري الفساد في دمه، أو غارق في وحل الطائفية، ومتشبث بالمحاصصة ( تشبث الأعمى بشباك الكاظم) كما يقول المثل الشعبي، بذريعة أنهم من الرموز الوطنية! وهو محرم أيضاً على من كان السبب في أن يظل العراق لسنوات متتالية في ذيل قائمة الدول الأكثر فشلاً وفساداً، وعاصمته أسوأ مدينة للعيش فيها، دع عنك من تبرع بتسليم "داعش" ثلث الأراضي العراقية، وأفرغ الخزينة من آخر دينار فيها.
في الدول الديمقراطية ( ونحن ندعي أننا جزء منها) لا يستثنى أحد من الرموز الوطنية الحقيقية، وليست المزورة كما هو الحال لدينا، من النقد والإدانة والتقريع، لأن الجميع، مسؤولين ومواطنين عاديين، يدركون إدراكاُ عميقاً، أن لا أحد معصوم من الخطأ سواء كان بقصد أو بدونه، وبالتالي فأن تقويمه وتداركه بأسرع وقت، ضرورة وشرط لا غنى عنه لبناء بلدانهم، وتحقيق الرفاه والعيش الرغيد لشعوبهم، فأين نحن من ذلك كله؟
كما قوبل قرار الحكومة العراقية بفرض رسوم جمركة عالية تصل إلى (15) في المائة على الكتب المستوردة، بأنتقادات واسعة جداً في الشارع الثقافي العراقي، ويصفه بأنه إجراء تعسفي يقوض إنتشار القراءة، ولا يخدم إعادة بناء الثقافة العراقية، والسؤال هو لماذا لا تفرض مثل هذه الرسوم، على البضائع والسلع التي يستوردها العراق، وبعضها غير صالحة للاستهلاك البشري أصلاً؟
يرافق ذلك إستمرار إعتقال الناشطين المدنيين، والسعي المحموم لتفتيت الحراك الجماهيري بأساليب غاية في الخبث والدناءة، فالترغيب والترهيب باتا سمتين ملازمتين للمرعوبين من إرتفاع مستوى الوعي السياسي والاجتماعي للمواطن العراقي وحاضنته التظاهرات والاعتصامات والفعاليات الجماهيرية المتنوعة، لمعرفتهم بأنه سيكون مقبرة لأحلامهم الشريرة وطموحاتهم الأنانية.
ثالثة الأثافي هي اختيار وزير للثقافة، لا علاقة له بالثقافة، ولا يعرف شيئاً عنها، تكريساً لتقليد سياسي بائس، سمح بموجبه لشرطي وأحد العسكريين في فترة سابقة، بتسنم مقاليد الوزارة، وتحويلها إلى قوة طاردة للثقافة والمثقفين.
إن الإصلاح والتغيير، والتخلي بصدق عن المحاصصة، لابد وأن يبدأ من الثقافة، لأنها الأساس في إعادة بناء البلد، وإنقاذ شعبه من محنة طال أمدها.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الجديدة وضغوط المتحاصصين
- عقول صدئة، ومعادية للإنسان!
- مزاد جديد في بلد الرشيد
- تصدعات في جدار المحاصصة
- التشبث بالسلطة يلد الصفقات
- خارج النسق ...مواقف وطنية...جديرة بالإشادة
- أنشودة الملح
- هوس السلطة ولعبة تشكيل الحكومة
- الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة
- السور ليس حلاً !
- التظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- المظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- ثورة 14 تموز والثورة المضادة
- لا أحد يلتفت الى معاناة الناس
- رجوع الشيخ إلى صباه
- الفرصة الأخيرة لإصلاح الذات
- على خطى نوري السعيد
- الزعيم ذو البعد الواحد
- الفاسدون يشهرون إفلاسهم السياسي
- أية حكومة نريد؟


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان