أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - انذارات الاخلاء تلاحق الكادحين














المزيد.....

انذارات الاخلاء تلاحق الكادحين


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6136 - 2019 / 2 / 5 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في العديد من مواد الدستور العراقي نصوص تؤكد مسؤولية الدولة عن توفير الخدمات الضرورية لمواطنيها، دون استثناء أو تمييز بسبب الدين أو الطائفة أو العشيرة أو المكانة الاجتماعية. ومن بين هذه الخدمات توفير السكن اللائق لهم، سواء ببناء مساكن واطئة الكلفة وتوزيعها على المحتاجين فعلاً، أو بتوزيع أراض بمساحات ملائمة، وتقديم قروض ميسرة تساعدهم على بناء بيوت تؤويهم وتجنبهم الضياع أو الوقوع تحت رحمة المؤجرين وجشعهم.
بيد أن الدولة تكاد تكون عاجزة عن القيام بهذه المهمة والواجب الوطني، بسبب عدم وجود رؤية واضحة، او إستراتيجية قادرة على النهوض بهذا القطاع المهم جداً، كما هو الحال في بقية القطاعات الإنتاجية والخدمية، بالإضافة الى الفساد المستشري في هذا القطاع وغيره، ما أدى إلى تلكؤ العمل فيه، بحيث لا يمكن مقارنته حتى بسير السلحفاة.
كل المسؤولين والمواطنين العاديين، يعرفون جيداً، أن أزمة السكن في العراق خانقة، والحاجة الآنية تقدر بمليوني وحدة سكنية وربما أكثر في وقت يتمتع فيه المتنفذون بالمئات، بل الآلاف من الفلل والبيوت الراقية التي كانت مغتصبة في أيام النظام السابق، فأعادوا اغتصابها، ولم يعيدوها للدولة او للشعب الذي هو لا غيره صاحب الحق فيها.
كما اشترى الكثير منهم بسعر التراب عمارات وعقارات ضخمة، مستغلين مواقعهم الوظيفية والسياسية والاجتماعية، وتقاسموا الأراضي ذات المساحات الواسعة في ما بينهم، وفي أرقى مناطق العاصمة والمحافظات الأخرى. بل ان بعضهم استولوا على أراض شاسعة في مناطق حيوية لا علاقة لهم بها، ولا يمتلكون أية صفة او وثيقة قانونية تثبت عائديتها لهم. ثم باعوها بأسعار باهظة، وصاروا بفضلها من أصحاب الملايين، دع عنك الاستيلاء على أملاك المسيحيين والصابئة وغيرهم من أقليات شعبنا الأصيلة، بالتزوير تارة، وبالتهديد تارة أخرى.
وقد استُغلت حاجة الناس الملحة للسكن والاستقرار في الانتخابات ايضاً، فوزعت سندات ملكية أراض اتضح فيما بعد انها غير موجودة أصلاً، مقابل التصويت لصالح احد رؤوساء الكتل، فاستحق موزعها لقب الدجال، وأبي مُرة العصر.
لهذه الاسباب مجتمعة، انتشرت العشوائيات انتشار الفطر، مشكّلة حزام البؤس والفقر المدقع، واحياء الصفيح التي لا تصلح لسكنى البشر.
وبدلاً من معالجة هذه المشكلة الخطيرة، والبحث عن حلول واقعية، تعطي لكل ذي حق حقه، وخاصة للمسحوقين والمعدمين من سكنة هذه الجحور، تلجأ السلطات البلدية والجهات الرسمية الى الحل "الاسهل" وهو هدمها، وتشريد سكانها، او توجه لهم إنذارات لا تكفيهم لجمع أثاثهم الفقير، كما حصل في مرات كثيرة، وآخرها في بعض مناطق الدورة، وفي إحدى العمارات السكنية في كرادة خارج، دون اية اعتبارات إنسانية، او شعور بالمسؤولية ودون تعويضات مالية، او قطع اراضٍ صغيرة يستطيعون تشييد سقف عليها. فضلا عن وجود الآلاف من البيوت والعمارات المهجورة التي يمكن إصلاحها بسهولة وتوزيعها وتأجيرها او بيعها إليهم بأسعار مناسبة، مما يعمق الهوة بين المواطن والدولة، في وقت يحتاج العراق إلى ردمها بأسرع ما يمكن، لئلا تكون العواقب وخيمة وكارثية.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الأعلى لمكافحة الفساد
- غياب التشريع وتعثر الأداء
- التزامن المريب
- زيارة ذات طابع لصوصي
- حكومة بالتقسيط غير المريح!
- هل تعلمنا الدرس؟
- الفرصة لا تأتي دائماً!
- هل يحتاج العراق إلى سفينة نوح جديدة
- الاستحقاق الانتخابي شماعة جديدة!
- تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان
- الحكومة الجديدة وضغوط المتحاصصين
- عقول صدئة، ومعادية للإنسان!
- مزاد جديد في بلد الرشيد
- تصدعات في جدار المحاصصة
- التشبث بالسلطة يلد الصفقات
- خارج النسق ...مواقف وطنية...جديرة بالإشادة
- أنشودة الملح
- هوس السلطة ولعبة تشكيل الحكومة
- الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة
- السور ليس حلاً !


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - انذارات الاخلاء تلاحق الكادحين