أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - التزامن المريب














المزيد.....

التزامن المريب


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6115 - 2019 / 1 / 15 - 12:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




عندما تضعف هيبة الدولة، وتتعدد مراكز القوى فيها، خاصة إذا كانت محمية بأذرع عسكرية، والفساد يتحكم بجميع مفاصلها، ساعتها يتحول الوطن إلى مباءة لكل نفايات الأرض، والشعب إلى رقعة شطرنج يتحكم بحركة بيادقها المتنفذون والفاسدون وكل من استأصل ضميره، وألقاه في مزبلة المحاصصة واللصوصية، سواء كان في داخل العراق أو يعمل من خارجه. فعلاقة التخادم المتبادل هي السائدة بين الطرفين.
الاكتفاء الذاتي، وفي القلب منه الأمن الغذائي، هو ما تسعى الدول صغيرها وكبيرها الى تحقيقه بشكل من الأشكال، لتأمين حياة شعوبها، ودرء مخاطر الجوع والتفاوت الطبقي الصارخ، وما ينتج من توترات اجتماعية تصل الى حد الثورة على الحكام احياناً، وتتجنب في الوقت ذاته الضغوط عليها من الدول الأخرى، او تقلل من تأثيرها في الأقل.
أما في العراق فما يحصل هو العكس. فكلما استطعنا بشق الأنفس، الوصول إلى الاكتفاء الذاتي او الاقتراب منه، يظهر وبقدرة قادر مرض لم يسمع به احد من قبل ليدمر ما تحقق، ويعيد الأمور إلى سابق عهدها.
خلال سنة واحدة أو تزيد قليلاً، حدثت ثلاث حالات من هذا النوع، كانت مفاجئة للجميع، وأدت إلى هلاك جزء من الثروة الحيوانية او الزراعية، التي استغنى العراق عن استيرادها من دول الجوار وتوفير العملة الصعبة التي كان يدفعها لهذه الدول.
الماشية كانت اولاً، ثم نفوق ملايين الأسماك، بمرض مفاجئ أصاب غلاصم الأسماك، حسب ادعاء الجهات الرسمية ولجان التحقيق المكلفة بمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الكارثة، وهل ان فيروسات هذا المرض هبطت من السماء على حين غرة عن طريق كائنات من خارج الكرة الأرضية؟ ام كانت مختبئة في أماكن مظلمة تنتظر فرصة اكتفاء السوق المحلية من الأسماك وهبوط اسعارها بدرجة كبيرة؟
ثم جاءت كارثة الطماطة، حيث تضررت بالكامل او جزئياً، اربعة آلاف مزرعة في الزبير ونواحي البصرة لوحدها، بعد أن اتخذت الجهات الرسمية قراراً بإيقاف استيرادها لأن إنتاجها أصبح يغطي السوق المحلية وربما يزيد قليلاً.
وقبل كل هذه الآفات والكوارث يتذكر الجميع ما حصل لمعامل الطابوق وعدم تزويدها بالنفط الأسود، وكذلك معامل الاسمنت الذي يعدّ إنتاجها من أجود الأنواع على صعيد العالم كله.
والشيء بالشيء يذكر، فحكاية الكتب المدرسية وطبعها خارج العراق، بينما المطابع العراقية عاطلة عن العمل، باتت معروفة للجميع ومعها ايضا البطانيات وأحذية الجيش التي لم تشتر من الشركات الوطنية العراقية المنتجة لها بذريعة نوعيتها، وبالتالي وجوب استيرادها من دول وشركات معينة بأسعار أكثر من مضاعفة قياسا بأسعار المنتجات العراقية!
هذا غيض من فيض ما يجري في العراق، فهل هي نوبة من نوبات الكرم الحاتمي، والرغبة في مساعدة الجيران والخلان؟ أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟ لا شك أن جيوب بعض المتنفذين يتآكلها الحنين للامتلاء وإن من السحت الحرام. ومن وضع قدمه على هذا الطريق لا بد وان يواصل المسير، لا سيما اذا كان مطمئناً، انه بمنجى من المحاسبة او سلطة القانون.
آن الأوان لإيقاف هذه المهازل بالضغط على السلطات الثلاث، من خلال الحراك الجماهيري والممارسة البرلمانية السليمة، من قبل النواب المخلصين لشعبهم، والمشهود لهم بالنزاهة والوطنية والايمان الحقيقي بالديمقراطية.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة ذات طابع لصوصي
- حكومة بالتقسيط غير المريح!
- هل تعلمنا الدرس؟
- الفرصة لا تأتي دائماً!
- هل يحتاج العراق إلى سفينة نوح جديدة
- الاستحقاق الانتخابي شماعة جديدة!
- تكميم الأفواه، والعداء للثقافة ظاهرتان خطيرتان
- الحكومة الجديدة وضغوط المتحاصصين
- عقول صدئة، ومعادية للإنسان!
- مزاد جديد في بلد الرشيد
- تصدعات في جدار المحاصصة
- التشبث بالسلطة يلد الصفقات
- خارج النسق ...مواقف وطنية...جديرة بالإشادة
- أنشودة الملح
- هوس السلطة ولعبة تشكيل الحكومة
- الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة
- السور ليس حلاً !
- التظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- المظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- ثورة 14 تموز والثورة المضادة


المزيد.....




- السيسي يوجه الحكومة بـ-اتخاذ كل الاحتياطات المالية والسلعية- ...
- ما قصة المسيرة الإيرانية -شاهد 101- التي سقطت في العاصمة الأ ...
- إيران تفعل دفاعاتها الجوية وإسرائيل تحذر سكان طهران مع إعلان ...
- المرصد يتناول حرب السرديات بين إيران وإسرائيل
- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مرتضى عبد الحميد - التزامن المريب