أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - السنونو.. في ذاكرة جيل أيام زمان














المزيد.....

السنونو.. في ذاكرة جيل أيام زمان


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5995 - 2018 / 9 / 15 - 20:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ذكرني أحد الزملاء، بطائر السنونو ، والذي يعرف بالخشاف، في بعض مناطقنا الريفية . إنه حقاً جزء من ذاكرة جيل، تعايش معه في نفس الدار أيام زمان. كان يأتي مهاجرا بأسراب إلى ربوع الديرة، في أوائل فصل الربيع من كل عام، حاملا على جناحيه بشائر موسم الربيع، وبوادر الصيف، واسدال الستار على برد الشتاء .

ولأنه طائر مسالم( لايذ بالبخت)، كما كانت الختيارات تلقننا يوم ذاك ، لتحذرنا من المساس به، أو صيده، او ايذائه. لذلك كان الصبيان ينظرون إليه بعين الشفقة تماماً. فلا يسئ إليه أحد منهم ابدا، ولا يتعرض له بأذى، ولا يقدم على هدم عشه، ولا يصطاده.

لقد اعتاد هذا الطائر الوديع، أن يعشعش في سقف غرف بيت الطين، ويبني عشه معلقا بأعمدة السقف، من القش المخلوط بالطين، بطريقه جميلة في زوايا بيوتنا. وقد تفنن اهلنا في الشفقة به، وذلك بوضع صفيحة، او لوحة خشب اسفل العش، لحماية الفراخ من السقوط، وكذلك منع تساقط الفضلات علي أرضية الغرفة.

ولقد اعتاد السنونو أن يزقزق في الصباح الباكر بصوت رخيم، كأنه يرتل لحن التفاؤل بحلول يوم جديد، فكنا نستيقظ على وقع نغم زقزقته، ونستلقي على ظهورنا لنتطلع بشغف إلى حركة منقاره وهو يفغر فاه بتلك الزقزقة الجميلة .

وكان السنونو دائم التحليق في سمائنا، وفي باحات بيوتنا، بحركات بهلوانية مدهشة، حيث يعمد إلى الرحيل في نهاية موسم الربيع، عائداً الى موطنه من حيث أتى، ليعود إلينا ضيفاً عزيزاً في مطلع الربيع القادم .

لكننا اليوم افتقدناه مع سكننا في البيوت الأسمنتية العصرية، المغلقة الأبواب، إذ بات يتعذر عليه الدخول إليها ، ويصعب عليه تثبيت عشه في سقوفها الأسمنتية، حيث لا أعمدة خشبية لها ليلصق عشه عليها. وبذلك لم نعد نسمع زقزقته الرقيقة، وخسرنا الاستمتاع بانغام تلك السيمفونية الساحرة، وغاب عنا مشهد حركة طيرانه الحلزونية الممتعة، ليبقى مشهد السنونو مجرد ذكرى عالقة في أذهاننا ، نستذكرها، ونحن إليها، كلما عدنا بالذاكرة إلى أيام زمان.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النص الإبداعي.. بين الرمزية والمباشرة
- وجع السنين
- تربية الجيل.. وتحديات تعدد مصادر التغذية
- في إشكالية التعامل مع التراث.. تواصل أم قطيعة
- الحنين إلى الماضي.. نزعة وجدانية
- النهوض بثقافة التراث الشعبي
- إن الله لا يصلح عمل المفسدين
- الدكتور حسين اليوسف الزويد.. التغني بالديرة.. أصالة الإنتماء ...
- الإيجاز والتكثيف ثقافة عصر
- مسخ التراث بتداعيات العصرنة
- الشاعر أبو يعرب في سبعينه.. وقصيدة.. هذا أخيي
- عصرنة الثقافة من دون تنكر للتراث
- الفضاء المعلوماتي.. وتسطيح الثقافة الأفقية
- تجليات افول نجم الهيمنة الأمريكية
- ظاهرة الحنين إلى الماضي نوستالجيا حقاً.. أم حس مرهف
- عصرنة لا تتنكر للتراث
- استذكارات من أيام الطفولة
- انثيالات من ذاكرة الماضي
- العرب.. وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
- العصرنة.. تقليد أعمى لمعطياتها أم تكيف هادف مع إيجابياتها


المزيد.....




- شاهد رد فعل ترامب بعد فوزه الكبير في المحكمة العليا.. وما يع ...
- ترامب عن خامنئي: أنقذته من -موت شنيع-.. وسأضرب إيران مجددا ع ...
- بوتين -مستعد لتفاهم- مع أوكرانيا ويمتدح ترامب.. ويقر بضرر ال ...
- ذبحتونا: الشكوى حول امتحان الرياضيات جدية ويجب على الوزارة ا ...
- نعي شاعر ومناضل كبير
- بوتين مستعد لجولة ثالثة من المفاوضات مع أوكرانيا ولقاء ترامب ...
- 60 شهيدا في غزة والمجازر تستهدف أطفالا ومجوّعين
- لماذا يُنصح بإضافة مسحوق الشمندر إلى نظامك الغذائي؟
- فوق السلطة: مؤيدون لمحور الممانعة يتهمون روسيا وبوتين بالخيا ...
- علماء الأمة يطلقون -ميثاق طوفان الأقصى- لتوحيد الموقف الشرعي ...


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - السنونو.. في ذاكرة جيل أيام زمان