أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - الحنين إلى الماضي.. نزعة وجدانية














المزيد.....

الحنين إلى الماضي.. نزعة وجدانية


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 00:27
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



لعل من البديهي القول، بأن التحولات، والمتغيرات في الماضي، كانت تجري بشكل تدريجي وبطيء، وتأخذ وقتاً طويلاً نسبياً، قبل أن تفعل فعلها في البنى الاجتماعية، والثقافية،والمادية للمجتمعات. وبذلك فإن تلك التحولات كانت تمنح الناس فرصة كافية لتمثل تلك التغيرات، والاستعداد الكافي للاستجابة لها، والتكيف معها على نحو مرن،بحيث تصير جزءاً من محسوسات الناس، وتستقر في وجدانهم، بعكس الحال اليوم، حيث تتدفق التحولات على نحو متسارع ، وبطريقة قفزات ضفدعية متتالية، وفي مختلف جوانب الحياة، حيث يصعب متابعتها، ويعتذر مجاراتها، وهضمها بشكل أمثل .

 وإذا كان بمقدور الجيل الجديد من الشباب، والصبيان، والأحداث، التكيف بسرعة ، والتأقلم بسهولة مع تلك المتغيرات، فإنه ربما قد يتعذر على جيل كبار السن مواكبتها، كما ينبغي. ولذلك فقد صار ترادفهم مع الخلف محفوفاً بالكثير من الصعوبات، الأمر الذي أفرز نوعاً من الاغتراب المحبط في أوساطهم، جعلهم يحسون كأنهم غرباء عن حقيقة واقع الحال الاجتماعي الذي يعيشونه اليوم، مقارنة بما اعتادوه في ما مضى من عمرهم.

كما أن الماضي في ذهنهم قد ارتبط، في نفس الوقت، بذكريات الصبا، وأيام الشباب، حيث تجمعات الشباب في الحارات، والسباحة في النهر، ورعي الحملان، والدبكات في الأعراس، وغيرها من الأنشطة، والفعاليات الشبابية،يوم ذاك.

ولعل هذا هو ما يدعوهم للحنين المفرط الى الماضي، والانشداد إليه وجدانيا ، ورغبتهم بالاستمرار بالعيش على نفس نمط طريقة الماضي، مع قناعتهم بان الارتباط بالماضي، واحجامهم عن التعاطي مع متغيرات العصر ، سوف يحرمهم من الانتفاع من ايجابيات التطور، وهو أمر غير ممكن عمليا، خاصة وأن حركة الزمن المرتبط بالتغير والتطور، متجهة نحو الأمام، وبشكل متصاعد، ومن غير الممكن إيقافها، والإنعزال عنها.

لذلك فلا غرابة في أن نجدهم يحنون باستمرار إلى الماضي في مجالسهم، ويتغنون بنمط حياتهم الاجتماعية السالفة، رغم كل ما عانوه من شقاء، ومصاعب الماضي، ورغم كل ما افرزته الحداثة لهم في واقعهم الجديد، من ايجابيات ورفاهية، لم تكن في متناول أيديهم في ذلك الماضي، الذي ما برحوا يحنّون اليه .



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النهوض بثقافة التراث الشعبي
- إن الله لا يصلح عمل المفسدين
- الدكتور حسين اليوسف الزويد.. التغني بالديرة.. أصالة الإنتماء ...
- الإيجاز والتكثيف ثقافة عصر
- مسخ التراث بتداعيات العصرنة
- الشاعر أبو يعرب في سبعينه.. وقصيدة.. هذا أخيي
- عصرنة الثقافة من دون تنكر للتراث
- الفضاء المعلوماتي.. وتسطيح الثقافة الأفقية
- تجليات افول نجم الهيمنة الأمريكية
- ظاهرة الحنين إلى الماضي نوستالجيا حقاً.. أم حس مرهف
- عصرنة لا تتنكر للتراث
- استذكارات من أيام الطفولة
- انثيالات من ذاكرة الماضي
- العرب.. وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
- العصرنة.. تقليد أعمى لمعطياتها أم تكيف هادف مع إيجابياتها
- قلق الامتحانات المدرسية
- عصرنة صاخبة
- السفرات المدرسية أيام زمان
- عيد العمال العالمي.. ونضال العمال من أجل تكافؤ فرص أفضل
- الأديب الدكتور حسين اليوسف الزويد.. ومناقبية الولع بالتراث


المزيد.....




- هل يفقد الرئيس الصيني شي جين بينغ السيطرة على الجيش؟- مقال ر ...
- مقطع منسوب لحركة -حسم- في مصر يثير الجدل حول هدفه وتوقيت تصو ...
- ترامب يصعد الحرب التجارية.. و14 دولة أمام اختبار التفاوض قبل ...
- إسرائيل تخطط لحصر سكان غزة في -مدينة إنسانية- على أنقاض رفح ...
- استدعاء السفير الصيني ـ بكين تُغضِبُ برلين بعد استهداف طائرة ...
- ما الذي غير موقف ترامب بشأن إرسال أسلحة لأوكرانيا؟
- سوريا تناشد الاتحاد الأوروبي المساعدة في إخماد حرائق الساحل ...
- ماكرون في زيارة دولة لبريطانيا: باريس ولندن تفتحان صفحة جديد ...
- تقرير حقوقي: غزة تتعرض لعملية -محو شاملة- وإسرائيل تهدف لاقت ...
- التنميط العرقي بفرنسا ثقوب في رداء الديمقراطية


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - الحنين إلى الماضي.. نزعة وجدانية