أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - انثيالات من ذاكرة الماضي














المزيد.....

انثيالات من ذاكرة الماضي


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5882 - 2018 / 5 / 24 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


الديرة.. المكان.. الربع... كائنات معنوية، ومرموزات حسية، تأبى الإقصاء من الذاكرة. وصحيح إنها قد تغيب عن الحضور، بتوالي  السنين، وتنزوي بتراكم أعباء حركة الحياة،ولكنها مع ذلك، تأبى المحو، والاستلاب، مهما طال عليها الأمد..

فمرموزات الديرة، بكل كائناتها ، كثيراً ما تتجلى لنا باستذكارات حالمة، تحقننا برفاهية ذهنية، وتزقنا بسعادة معنوية، كلما اقفرت الذاكرة.. وتبلد الحس.. وأجدب الخيال.. وتعكر المزاج..

والآن، وبعد ما ينوف على نصف قرن.. استذكر من أرشيف ذاكرة الماضي.. كيف اصطحبني المرحوم والدي، في منتصف خمسينات القرن الماضي باللوري، من مفرق الشارع العام لقريتي، إلى مركز ناحية القيارة، لالتقاط صورة شمسية،لغرض سجل المدرسة. ويوم ذاك كان مقر الناحية، في بناية قبوية من الجص، على طريقة المعمار العثماني، فوق هضبة العين البيضة. كانت تلك، اول رحلة لي خارج محيط القرية، حيث السوق المتواضع، ومصفى القيارة، ومحطة القطار.

 وعندما أتذكر بعواطف جياشة مرموزات الديرة في القيارة في تلك الحقبة، مكاناً، وزمانا، وربعا، وإنساناً.. فإنما أتذكر كل تجليات ديرتي العزيزة، مروراً بالشورة.. وحمام العليل، صعوداً إلى الموصل، التي ظلت مرابعها في الذاكرة، ايقونات نشأة حالمة، لزمن ولى، ولن يعود . وكيف لا، وديرتي هي الأم الكبرى، التي في فضاءاتها عشنا أيام الصبا، وانفتحنا فيها على الحياة، ليولد من رحم بيئتها المعطاء، الطبيب اللامع، والمهندس المتميز، والتربوي الكفء، والأديب المبدع، والشاعر المرهف ، والمهني المقتدر.

تعاشق متين بين مرموزات الديرة، في كائناتها الحسية، وبين الذاكرة الجمعية لإبن الديرة ، بعد ان سكنت تلك المرموزات أخاديد وجدانه، في إلفة مرهفة ، استعصت على الانفصام.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب.. وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
- العصرنة.. تقليد أعمى لمعطياتها أم تكيف هادف مع إيجابياتها
- قلق الامتحانات المدرسية
- عصرنة صاخبة
- السفرات المدرسية أيام زمان
- عيد العمال العالمي.. ونضال العمال من أجل تكافؤ فرص أفضل
- الأديب الدكتور حسين اليوسف الزويد.. ومناقبية الولع بالتراث
- ترادف الأجيال.. بين تحديات الانفصام وضرورات التواصل
- ربيع جديب
- في ذكرى تأسيسها.. جامعة الموصل صرح عتيد من صروح العلم
- سلبيات الاستخدام المفرط للإنترنت
- الشاعرية الإبداعية.. من الصعاليك إلى الهايكو
- مجبل الوكاع.. شخصية لن تتكرر
- في اليوم العالمي للمرأة
- وللصعاليك حكاياتهم
- بلاغة الاستعارة في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- رمزية ثوار الجزائر في الوجدان الشعبي العربي
- بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي
- تنور الطين.. صناعة أيدي ختيارات أيام زمان
- جدلية ضول الرفاكة مع الدار في التراث الشعبي


المزيد.....




- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - انثيالات من ذاكرة الماضي