أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - الشاعرية الإبداعية.. من الصعاليك إلى الهايكو














المزيد.....

الشاعرية الإبداعية.. من الصعاليك إلى الهايكو


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5821 - 2018 / 3 / 20 - 19:14
المحور: الادب والفن
    



الشعر العربي التقليدي ، بأسلوب نظمه المقفى المعروف،وتعبيراته الرشيقة، وجرسه المتناغم، ووجدانيته الساحرة، سواء ذلك الذي ابدعه الصعاليك، أو أصحاب المعلقات، او من تلاهم من الشعراء الفطاحل، هو ذلك النمط الشعري الذي ظل حاضراً في التداول باقتدار  على مر العصور، وتمكن من أسر وجدان المتلقين، ونال إعجابهم، رغم اختلاف الظروف، وتغير الأحوال، ناهيك عما لحق بالحس، وبالذائقة، المبدعة منها، والمتلقية، على حد سواء، من عجمة مقيتة، ورطانة مقرفة .

وقد ظلت القصائد المطولة، وفي المقدمة منها المعلقات، النموذج المعياري للشعر الرصين، مبنى ومعنى، شكلاً ومضمونا، حيث لا زالت في سياقاتها البنائية، هي مرجعية الإشارة، والاستدلال، على جودة النصوص، التي قيلت، والتي لا تزال تقال،وذلك إضافة إلى نصوص القرآن الكريم، نظرا لفصاحتها، وبلاغتها، وسمو بيانها.

ولقد تفاعل الحس العربي المتلقي، والمبدع، مع هذا النمط من الشعر الأصيل، بسليقة عربية خالصة، وبحس وجداني مرهف ،منذ ذلك الحين الذي قيلت فيه تلك القصائد، مروراً بعصرنا الراهن، والى أمد قد لا ينفصم، وذلك بسبب تناغم المعيارية الفطرية للذات الشعرية العربية ، مع المخرجات الإبداعية، حتى قبل ان تعرف المنهجيات المهنية للمعياريات المعتمدة اليوم.

ومع ان ايقاع حركة الزمن المتسارعة ، وما ترتب عليها من تطور هائل في كل مجالات المعرفة، ومنها بالطبع، ما طال اللغات، واللسانيات، ولاسيما ما افرزته الحداثة، وما بعد الحداثة، وما ستأتينا به قادمات الأيام، من أساليب جديدة، لا عهد لنا بها، من منهجيات تفكيكية جديدة، قد تعبث باصالة هوية الشعر العربي، تحت ذريعة التجديد، ومواكبة الحداثة. إلا أن الشعر العربي ظل صامدا بأرومته، محتفظا بهويته، متمسكا بأصالته، فظل نقياً بجينات ضاده، كما ولدته بيئته في نشأته الأولى، فظل انتماؤه شرعياً للشنفري، والحطيئة، والسياب، وشوقي، والجواهري.....

وإذا كان تسارع ايقاع العصرنة، رغم كل ما افرزه من إيجابيات في المنهجيات، قد فرض الكثير من التداعيات على الحياة الإنسانية المعاصرة ، بما فيها التطور الذي طال الكثير من اللغات، سواء منها ما يتعلق باستيلاد مفردات لا معجم لها، وبدلالات إصطلاحية، للتعبير عن محدثات جديدة، أو ما يتعلق منها بمجال دارج التعبير اللغوي اليومي، فإن هذا الأمر قد أخذ طريقه بسلاسة، إلى ما بات يعرف اليوم، بشعر الهايكو.

ولعل هذا النمط من الشعر جاء متوافقا في بنية نظمه، وفي تقزم استرساله، مع حقيقة ظاهرة التمركز، والاختزال التي فرضها ذلك التسارع الهائل فنياً في حركة التطور، والحداثة، على مجمل الأنشطة، والفعاليات الإنسانية الراهنة ، حتى كاد انسان اليوم، يصبح اشبه ببرغي متهالك ، في ماكنة التقنيات المعقدة .

ومع كل ذلك، فلا يزال الشعر العربي التقليدي ، بما هو إنجاب لأصالة ضاربة الجذور، مكانا، وزمانا، وإنساناً، وبيئة، عصيا على التشوهات، ويأبى المسخ، حيث ما فتئت الساحة الأدبية العربية ولودا، ومن ثم فهي ما برحت تنجب أجيالا جديدة، من فطاحل الشعراء الافذاذ، والأدباء المبدعين، الذين ما انفكوا يتواصلون في جودة نتاجاتهم، بآصرة من الأصالة الخالصة،متعشقة بقوة مع ما ابدعه الصعاليك، وأصحاب المعلقات، وعلى نحو يأبى الضياع، ويتمرد على الاستلاب.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجبل الوكاع.. شخصية لن تتكرر
- في اليوم العالمي للمرأة
- وللصعاليك حكاياتهم
- بلاغة الاستعارة في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- رمزية ثوار الجزائر في الوجدان الشعبي العربي
- بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي
- تنور الطين.. صناعة أيدي ختيارات أيام زمان
- جدلية ضول الرفاكة مع الدار في التراث الشعبي
- اكلهن إبن آوى
- أسلوب المدح بالمعاني في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- ها قد وهن العظم..
- من هدوء الطبيعة إلى ضجيج العصرنة
- إحياء تقاليد التعاليل.. ومجالس السمر
- محمود عبدالله.. معلم فاضل استوطن ذاكرة جيل
- صخب العصرنة.. والحاجة إلى الطمأنينة وراحة البال
- دعونا نتفاءل بحلول العام الجديد
- وهكذا أضحت القدس قضية إنسانية
- السمن الحر.. من عمل أيدي ختيارات أيام زمان
- الفيتو الأمريكي.. والرد العربي المطلوب
- تهويمات حالمة


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - الشاعرية الإبداعية.. من الصعاليك إلى الهايكو