أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نايف عبوش - رمزية ثوار الجزائر في الوجدان الشعبي العربي














المزيد.....

رمزية ثوار الجزائر في الوجدان الشعبي العربي


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 15:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



تم تداول صور للمناضلة الجزائرية، جميلة بوحيرد، في وسائل التواصل الاجتماعي على الفيسبوك مؤخراً ، منها تلك الصورة التي نشرتها بمعيتها الإعلامية المعروفة، فريدة الشوباشي. وعندما تذكر المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، يستذكر الجيل العربي الذي عاصرها، بكل الفخر والاعتزاز ،قصة نضالها البطولي ضد المستعمر الفرنسي، إبان ثورة التحرير الجزائرية. فقد كانت جماهير الشارع العربي خلال عقدي الخمسينات، والستينات من القرن الماضي، تعيش قضايا الامة العربية في المواجهة من أجل التحرر من الاستعمار، باهتمام بالغ، وتتفاعل مع حركة تلك الأحداث، بشكل وجداني عارم، يتخطى حدود صيغ التعبئة المنظمة،الى الحشد التعبوي الجماهيري التلقائي.

 بتلك الروح التعبوية العالية ، كانت الجماهير العربية تدعم نضال الجزائر،ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم، وتنتصر إلى مجاهدي الجزائر الابطال،بكل الامكانات المتيسرة امامهم،على الساحة يوم ذاك. فلقد عاش الوعي الشعبي في تلك الحقبة،مرحلة من النضج التلقائي الجمعي، والتوقد الثوري العارم،بالرغم من محدودية وسائل الاعلام المتيسرة.

ولا زال ذلك الجيل يستذكر كيف كانت الجماهير العربية تناصر قضايا العروبة،وتندد بالاستعمار الفرنسي،في ممارساته القمعية،ضد ثوار الجزائر،ومنهم بالطبع، جميلة بوحيرد، وتعبر عن دعمها المطلق للثورة الجزائرية، لتحرير الجزائر،من نير الاستعمار الفرنسي، التي تمكنت بصمودها، وتضحياتها، من تحرير الجزائر، وحافظت على عروبتها ، هوية،ولغة، وثقافة،بعد ان كاد الاحتلال الفرنسي يطمس عروبتها بالفرنسة قسرا.

ولأن ثورة الجزائر بمجاهديها الابطال، بما فيهم المناضلة جميلة بوحيرد، كانت قد حملت في ضميرها روح الامة،فقد تخطت برمزيتها الاقتحامية،حدود الحضور الوطني الجزائري،فألهبت مشاعر الجماهير العربية،على امتداد الوطن العربي، التي جسدها الوجدان العربي الثائر يوم ذاك، بحسه المتعاطف مع ثورة الجزائر، اهازيج هادرة، واغاني وطنية، وشعرا غاضبا. وفي هذا السياق يقول الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري :

جزائرُ  يا كوكبَ المشرقَيـن          دجا الشرقُ من كُربةٍ فاطلُعي
جزائر  يا جدثَ الغاصبين         بوركت في الموت من مربــــــع
ويا نبعةَ الصُّبُرِ للصامـدين              لوَتْها الريـــــاحُ ولم تقطـــعِ
تعاصت فلم تعط من نفسها           لنكبة جزعاء من زعــــــزع
مشت لك باريس أم الحقوقِ           وحشاً يـدب على أربـــــعِ
تمزق أظفـــاره أمــةً                        بحــق الحيـاة لهـا تدعــي
فرنسا! وما أقبح المدعى               كِذابـاً، وما أخبـث المدعــي
فداء لمقصـــلة الثائرين                   مجازر للشــيب والرضـــع
لك الويل من رائم أُطعمت             دم الراضــعين ولم تشبـــعِ
لك الويل فاجرةً علَّقت           صليبَ المسيح على المخـــــدع
تَهدم "بستيل" في موضعٍ         وتبني "بساتيلَ" في موضـــــعِ

في حين انشدها الشاعر المبدع أبو يعرب، إبراهيم علي عبدالله الجبوري ، في قصيدته، تحية إلى ثورة الجزائر،التي ألقاها في حشد جماهيري عارم يوم ذاك، ونشرت في العديد من الصحف، وتضمنها ديوانه الصادر عن مطبعة الكرم في الموصل، بقوله:

ابت الجزائر ان تنام على الأذى              وسيوفها مسلولة لا تغمد
ضحت بمليون لأجل حياتها              فغدوا شموعا وهجها يتوقد

وهكذا ستبقى الذاكرة الشعبية العربية، تستذكر الصورة النضالية لجميلة بوحيرد، ورفاقها، أبطال ثورة الاوراس،التي استقرت في اعماق الوجدان الشعبي العربي، رمزا للاستلهام، في مقاومة المحتل الأجنبي ،وعنوانا للتحرير،على الدوام.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي
- تنور الطين.. صناعة أيدي ختيارات أيام زمان
- جدلية ضول الرفاكة مع الدار في التراث الشعبي
- اكلهن إبن آوى
- أسلوب المدح بالمعاني في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- ها قد وهن العظم..
- من هدوء الطبيعة إلى ضجيج العصرنة
- إحياء تقاليد التعاليل.. ومجالس السمر
- محمود عبدالله.. معلم فاضل استوطن ذاكرة جيل
- صخب العصرنة.. والحاجة إلى الطمأنينة وراحة البال
- دعونا نتفاءل بحلول العام الجديد
- وهكذا أضحت القدس قضية إنسانية
- السمن الحر.. من عمل أيدي ختيارات أيام زمان
- الفيتو الأمريكي.. والرد العربي المطلوب
- تهويمات حالمة
- العرب.. بين حال الشرذمة وخيار التكامل
- توحيد موقف الرفض.. والقدس عربية
- التهويد باطل.. والقدس عربية
- من ذاكرة الحياة الدراسية
- وتظل القدس العاصمة الابدية لفلسطين


المزيد.....




- وفاة الأمير النائم بعد 20 عاما في الغيبوبة.. مآسي الشباب الر ...
- المرأة بين وعي الواقع ولاوعي السلطة الذكورية
- باكستان: مشروع قانون لإلغاء الإعدام بجرائم الخطف وتعرية النس ...
- ألمانيا تلقي القبض على ليبي متهم باغتصاب وتعذيب معتقلات في س ...
- رصدتهما الكاميرا متعانقين.. امرأة تغطي وجهها والرجل يختبئ في ...
- كاميرا في حفل كولد بلاي تضع رجلا وامرأة في ورطة
- حصان يتسبب بمقتل امرأة اثناء عملها
- رئيس تجمع العشائر يتحدث عن مجازر وقطع رؤوس واغتصاب بالسويداء ...
- حيوية في التسعينيات من العمر.. ما سرّ تمتع هذه المرأة بالنشا ...
- رسم -شعر عانة- لامرأة عارية وتوقيع ترامب برسالة عيد ميلاد جي ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نايف عبوش - رمزية ثوار الجزائر في الوجدان الشعبي العربي