أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - مسخ التراث بتداعيات العصرنة














المزيد.....

مسخ التراث بتداعيات العصرنة


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5922 - 2018 / 7 / 3 - 22:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



من الملاحظ أن ظاهرة مسخ التراث بتحديات العصرنة، ما انفكت تترك آثارها السلبية على هوية التراث، بتسفيه العادات،والتقاليد الحميدة،وذلك من خلال هيمنة تيارها الجارف بأدواته المعاصرة، لاسيما بعد أن فتح الفضاء المعلوماتي بقنواته الفضائية، وشبكة الإنترنت، والهاتف النقال، الباب على مصراعيه، ليؤسس لثقافة جديدة، وعادات جديدة، ومصطلحات جديدة غير مألوفة، باتت محل تداول عام، سيكون لها بالطبع أثر كبير على تغيير سلوك الجيل، الذي بدأنا نلمس جنوحه صوب الانسلاخ التدريجي من سيطرة البيت،والتفلت من ضوابط المجتمع بشكل واضح، والانزياح في نفس الوقت خارج حدود فضاءات سيطرة الأب والأم، بمسارات غريبة عن المألوف من الموروث الاجتماعي، حيث تفاقمت فجوة الجيل مع غزو العصرنة بشكل مقلق، يهدد بتفكك قيمي واجتماعي، يقود إلى الضياع والاستلاب المحقق مستقبلاً ، مما يؤدي بالمحصلة إلى مسخ الهوية، وقطع التواصل الحركي مع التراث.

فعلى سبيل المثال لا الحصر،خفت وهج التعاطي مع القهوة العربية في واقعنا الراهن،واضمحلت مجالس السمر في الدواوين، وشاع هوس البعض بثقافة العصرنة،وساد التبجح بمعطيات الحداثة،واندثرت روحية الفزعة، وأوشكت الربابة الالة الموسيقية التراثية بما هي موروث شعبي عريق على الانقراض تماما، حيث كانت حتى فترة تمتد الى بداية الستينات من القرن الماضي حاضرة بشكل بائن في الغناء الشعبي الريفي،وخاصة عند اداء العتابة،اذ اضفت عليها طابعا مؤثرا بنغمها الحزين، الذي غالبا ما يحرك العواطف الشعبية،ويثير الاشجان،فكانت علامة فارقة في مسيرة التراث الغنائي الشعبي،الى غير ذلك من التداعيات التي يطول سردها في هذا المجال.

لذلك باتت حماية التراث الشعبي الريفي، وتتبع اثاره، والمحافظة على ما تبقى منه،مسؤولية كل من يعنيه امر الحفاظ على التراث،من اعمدة القوم،والكتاب، والمفكرين، والمربين،وغيرهم، وذلك من خلال المسارعة الى تدوينه،وتوثيق ما تبقى من آثاره ،وتشجيع الجيل على استلهام ملامحه المتاحة، قبل ان تأتي عليه عوادي الزمن،وتداهمه ايقاعات التغيير، بفعل عوامل ومتغيرات الحداثة، وتحديات العصرنة، وأعاصير العولمة الجارفة،بما تمتلكه من عناصر تأثير فعالة تهدده بالإقصاء عاجلا ام اجلا.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر أبو يعرب في سبعينه.. وقصيدة.. هذا أخيي
- عصرنة الثقافة من دون تنكر للتراث
- الفضاء المعلوماتي.. وتسطيح الثقافة الأفقية
- تجليات افول نجم الهيمنة الأمريكية
- ظاهرة الحنين إلى الماضي نوستالجيا حقاً.. أم حس مرهف
- عصرنة لا تتنكر للتراث
- استذكارات من أيام الطفولة
- انثيالات من ذاكرة الماضي
- العرب.. وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
- العصرنة.. تقليد أعمى لمعطياتها أم تكيف هادف مع إيجابياتها
- قلق الامتحانات المدرسية
- عصرنة صاخبة
- السفرات المدرسية أيام زمان
- عيد العمال العالمي.. ونضال العمال من أجل تكافؤ فرص أفضل
- الأديب الدكتور حسين اليوسف الزويد.. ومناقبية الولع بالتراث
- ترادف الأجيال.. بين تحديات الانفصام وضرورات التواصل
- ربيع جديب
- في ذكرى تأسيسها.. جامعة الموصل صرح عتيد من صروح العلم
- سلبيات الاستخدام المفرط للإنترنت
- الشاعرية الإبداعية.. من الصعاليك إلى الهايكو


المزيد.....




- عناصر فيدراليون يحاصرون منزلًا فوق سطحه رجلان.. ويغادرون لسب ...
- مصادر إسرائيلية لـCNN: مقتل ياسر أبو شباب في غزة
- لص نيوزيلندي يبتلع بيضة ألماس بقيمة 19 ألف دولار
- الجيش الألماني ينقل طائرات مقاتلة إلى بولندا
- ترامب يعيد تسمية معهد السلام باسمه... ماذا يحدث في واشنطن؟
- السلطات التونسية تعتقل المعارض البارز أحمد نجيب الشابي
- بلجيكا: استقالة موغيريني من رئاسة كلية أوروبا بعد التحقيق مع ...
- من الحلم الأمريكي إلى الواقع المكسيكي.. رحلة البحث عن بداية ...
- -الأنفاق تتنفس نارا-.. إصابة جنود غولاني في رفح تشعل تفاعلا ...
- الطريق إلى إيفرست بعيون شابين من جنوب لبنان


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - مسخ التراث بتداعيات العصرنة