أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول المجتمع العبودي والتطور الحضاري 1-1















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول المجتمع العبودي والتطور الحضاري 1-1


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 06:07
المحور: القضية الكردية
    


الفصل الأول
المجتمع العبودي والتطور الحضاري

القضية الكردية التي تعتبر جوهر دعوتي، والتي هي واقع مجتمعي عاش ـ منذ نشوئه وحتى تطوره ـ ضمن خاصيته مرحلة متشتة ومن جوانب عديدة، ترتبط عن قرب بالتطورات والعلاقات والتناقضات التي عايشتها حدثت على خط الحضارة. إن التقييمات الطبقية والقومية حسب المقاييس المعاصرة للبنية الاجتماعية لا تتيح الإمكانية لفهم الواقع الكردي بشكل كامل. وحتى إن أجريت هذه التقييمات، فلا مفر من خلق نتائج سياسية تتضمن أخطاءً وأفكاراً مجردة.
إن خروج القضية خارج حدود الشرق الأوسط وإدراجها على جدول أعمال القوى المعاصرة وفي مقدمتها أوروبا، تجعل تناول القضية في إطار التاريخ الحضاري أمراً ضرورياً. إذا لم نعرّف الأسس التي تستند إليها المشكلة تعريفاً صحيحاً، حينها نكون قد وضعنا حاجزاً أمام الوصول إلى نتائج قانونية صحيحة.
إن معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية ومحكمة حقوق الإنسان الأوروبية، هما مؤسستان قانونيتان وهما آخر ما طورته ديمقراطية الحضارة الأوروبية. ولا جدال في أن مقاييس القيم الأوروبية هي التي تحدد التمثيل الكامل والحاكم لحضارة أيامنا هذه. إن الكرد الذين يبحثون عن مكان وحل لمشاكلهم في أبواب أوروبا هذه الأيام بطريقة تهكمية، هم في الأصل منبع ولادة هذه الحضارة. وباتت الأم المسنة تنتظر من أولادها الذين عاشوا في مهدها آلاف السنين والذين باتوا الآن لا يتعرفون إليها، العدالة، هل سيتم الاعتراف بحق أم الحضارة..؟ هكذا أصبحت القضية شائكة بعض الشيء. وتتواجه القوى المجتمعية مع القوى التفردية، وتشكل جغرافيا الشرق والغرب، وآسيا وأوروبا، الأناضول واليونان، الجبهة الخلفية لمسرحية إيمرالي التي عرضت بمظهر المسرحية تماماً. يمكن لشخص عادي يمتلك دقة النظر أن يسأل عن كاتب سيناريو المسرحية ـ أي المحاكمة ـ وكيف قسمت الأدوار الرئيسية، ومن هم الممثلون والكومبارسات، وما هي البرقيات التي أرادوا توجيهها إلى المشاهدين، ولا يمكنه إنكار بأنه سيظل في وضع يبحث عن الأجوبة. وفي حال قيام محكمة حقوق الإنسان الأوروبية التي تناولت دعوتي بأبعادٍ ضيقة وفردية، وبتقييمات من هذا النوع، فإن ذلك يحمل خطورة الوصول إلى آخر مشهد من المسرحية، نتيجة تجاهل عدة وقائع.
كي لا نصل إلى هذا الوضع، أرى أنه من الضروري تسليط الضوء على التاريخ الماضي المليء بالعذابات والآلام، وعلى الذي يقف وراء دعوتي كمهمة أساسية لي، إيماناً مني بأن تلعب هذه الدعوى دورها في إمكانية التقييم الحر، حتى لو لم يتم اتخاذ قرار عادل في المؤسسات القانونية الديمقراطية التي تعتبر ثماراً لردود الفعل على التطور التاريخي الدموي والمأساوي والمليء بالتعذيب. يجب أن أؤكد مرة أخرى على أن التقييمات التي سأقوم بها تحمل في طياتها نقصاً، لان هدفها الأساسي هو الدفاع من جهة، ولضعف ذاكرتي بسبب بقائي في زنزانة منفردة لعدة سنوات من جهة أخرى. إن الدعاوى التاريخية تجعل التقييمات التاريخية ضرورية بهذه الحجج. ويجب على المسؤولين القيام بمهمة التوضيح بشكل ناجح لهذه الدعوى ذات الجوانب المأساوية وما سببته من خسائر فادحة. وذلك لكي يستطيع كل واحد أن يستخلص منها الدروس اللازمة والتي بها يحقق النصر. وهذا هو ما يلزم ويليق بالدعاوى التاريخية. و بقدر تأدية هذه المهمة بشكل صحيح، تصبح هذه الدعوى لائقة بصفتها التاريخية.



أـ السومريون:
الحضارة التي ولدت على ضفاف دجلة والفرات
لقد أظهرت العلوم الاجتماعية وفي مقدمتها علم الآثار القديمة وعلم الأجناس واللاهوت، ولاسيما النتائج التي وصلت إليها في القرن الماضي بعد الدراسات الشاملة، أن السومريين هم أول مجتمع بشري قد أقاموا دولة، وهم أصحاب الحضارة والتاريخ المكتوب. ولا نكون قد بالغنا فيما إذا قلنا بأن هذا التطور هو أكبر تطور تاريخي، وذلك بعد أخذنا بعين الاعتبار أن التاريخ يوازي المؤسسات التي تحققت في البنية التحتية والفوقية في مجتمع الدولة، إلى فترة طويلة. وإن تكوين الدولة يعني قفزة كبيرة في تاريخ الإنسانية بجوانبه الإيجابية والسلبية، وتواصل الدولة كمؤسسة شاملة وأداة اجتماعية وجودها في يومنا هذا بخطوطها الأساسية منذ نشأتها. إن الدول هي شكل من أشكال الهيمنة التي قامت فوق ثمار الكدح الإنساني المتغير. لذلك فإن معرفة السومريين تعني معرفة ذاتنا ويومنا. وفي الأساس كنا سننسى أنفسنا إذ لم يكتشف السومريون، وما كنا قادرين على البدء بالتاريخ بشكل صحيح فيما لو نسي منبع أم الحضارة وأقدمها. ولذلك فإن السومريون هم ماضينا، وقريبين منا كالأمس. في هذه الحالة، كيف تأسس السومريون وما هي المؤسسات الحضارية الأساسية التي حملوها في داخل دولتهم..؟ ومع مضي كل يوم تقدم الأبحاث التاريخية إجابات أقرب إلى الصحة لهذه الأسئلة التاريخية.
لا شك أن تطور الكيان الاجتماعي قبل تشكيل الدولة هو شرط أولي لمجتمع يمتلك دولة. أثبتت نظرية التطور الطبيعي بتطبيقاتها للعلوم الإنسانية أن القردة أجداد الإنسان قد تكونوا قبل 60 مليون سنة، وأن تطور النوع الذي يمشي على رجلين وبأدوات بدائية في أفريقيا الشرقية نتيجة ظروف إقليمية قد تطور قبل 20 مليون سنة. وقد أثبت حدوث انتشار جدي قبل 3 ملايين سنة تقريباً عقب الانهيارات التي حدثت في أفريقيا الشرقية والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. ونرى كثافة السكان تزداد في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وجبال طوروس ـ زاغروس ـ الهلال الذهبي كما يطلق عليه المؤرخون قبل مليون سنة تقريباً. وتلعب الإمكانيات التي تتيحها الثقافة التي تستفيد من المناخ والنباتات والحيوانات دوراً أساسياً في ذلك. وانتشر البشر من هذه البقعة الجغرافية التي أزداد فيها تعداد السكان إلى أطراف العالم الأربعة. وقد أثبت ذلك في أصل الإنسان الآسيوي والأوروبي وراثياً. لعب الهلال الذهبي وعلى الأرجح منطقة ما بين نهري دجلة والفرات والتي يطلق عليها أسم ميزوبوتاميا، دوراً أساسياً في تكوين المجتمع المشاعي البدائي
مع انتهاء العصر الجليدي الأخير قبل 20 ألف سنة تقريباً، وتراجع المناخ البارد والجاف ليحل محله المناخ المعتدل والممطر، مهد السبيل أمام تطور المجتمع الميزولتيكي " mezolitik " بين عامي 12000 ق.م و 15000 ق.م. إذ تتواجد الكثير من الآثار للمجتمع الميزوليتي في المنطقة.
لقد كان التطور من الناحية المجتمعية مرتبطاً عن قرب بالمناخ، لذا فالجفاف المفاجئ الذي حدث قبل 10 آلاف سنة تقريباً، مهد السبيل أمام نشوء المرحلة التي يقال عنها بالثورة النيوليثية (عصر الحجر المصقول) ليحل محل نمط التطور الذي كان عبارة عن الصيد وجمع الحاجات فقط. ونرى بأنه يوجد في الجزء الأعلى لنهري دجلة والفرات آثار للمجتمع النيوليثي والتي تعتبر أقدم آثار التاريخ. ويمكننا تعريف جوهر الثورة النيوليثية كثورة قروية تستند إلى ترويض الحيوانات والبدء بالزراعة. لقد أثبتت عمليات التنقيب في ديار بكر، وتشاي أوني آرغاني ـ جمه كوتي بار، وجمه خالان ـ باطمان، ونوالا تشوره ـ سيفرك أورفا بأن السكن بشكل جماعي يرجع تاريخه إلى 10000 سنة قبل الميلاد. وتحت التلال الترابية الموجودة بين نهري دجلة والفرات، تقبع آثار أولى قرى "غوند" ثورة العصر الحجري الأول. وتعني كلمة "غوند" Gond القرية باللغة الكردية، وبلغة اللويين ـ والذين يعتبرون أقدم شعوب الأناضول ـ وهم يدخلون في مجموعة اللغة الآرية ـ تعني كلمة غوند "بلاد الأماكن المرتفعة"، وقد تحولت كلمة غوندوانا "Gondwana" إلى كورديان "kurdian"، وفي العصور الوسطى أطلق عليها اسم كردستان بلهجة السلاجقة الإيرانيين. ويمكن القيام ببحث شامل في قسم التاريخ الكردي عن هذا الموضوع. في الحقيقة إن التلال الترابية التي نراها في يومنا هذا، تظهر بأن الثورة النيوليثية قد عاشت في هذه المناطق بشكل عميق وشامل. ولا يوجد في العالم أية منطقة توجد فيها مجموعات سكانية قديمة إلى هذا الحد.
هناك إجماع علمي عام على أن المجتمع النيوليثي هو الآخر قد انتشر مثل المجتمع الميزوليتي في العالم انطلاقا من هذه الأراضي. ومثلما يعتبر هذا الانتشار الأساسي أهم عصر قبل التاريخ، فإنه يتميز باحتوائه جميع الظروف الملائمة للحضارة من ناحية الشمولية الاجتماعية وأعاشتها. لقد تطور المجتمع النيوليثي على طول ضفاف الفرات وأواسط دجلة بين عامي 4000 ـ 6000 ق.م؛ ففي الوقت الذي مرّ فيه بمرحلة سميت بثقافة تل حلف، فإنه وصل في أعوام 6000 ق.م إلى إفريقيا الشمالية ـ مصرـ وخليج البصرة ومناطق الفرات الأدنى والأناضول الأوسط وتشاتال هويوك، وفي أعوام ما يقارب 5000 ق.م وصل إلى القوقاز وشمال البحر الأسود والبلقان وشمال شرق إيران والهند والبينجاب وسواحل الهندوس، وفي أعوام 4000 ق.م وصل إلى الصين وكل أوروبا، وفي 3000 سنة ق.م إلى القارة الأمريكية. وتؤكد نظرية التاريخ العلمي أن هذا النمط من الانتشار هو الأقرب إلى الصحة على أساس المعطيات. إن ثقافة تل حلف قد أوجدت جميع الوسائل اللازمة من أجل التحضر، كالصحون الفخارية والبلطة وحياكة الصوف وطحن الحبوب والعمارة القروية الجماعية والدولاب والآلات المعدنية النحاسية والمحراث، والإيديولوجية المستندة إلى مفهوم الربة الواحدة وقبول النجوم كإشارات... الخ، هذه الأدوات هي النتاج الإنساني الكبير وهي التي تعبر عن فجر الحضارة في التاريخ البشري. وعند مقارنة دورها عبر التطور التاريخي لا يمكن مقارنتها إلا بأدوات القرن "16ـ20". وتمتلك هذه الثقافة هذا المعنى تاريخياً.
أدى امتداد دجلة والفرات في واحة خصبة جداً وقريبة من خليج البصرة إلى محصول وفير هائل بفضل جهود المجموعات التي تمثل ثقافة تل حلف. وقد لعب دوراً بارزاً في ذلك، دخول الزراعة المروية عن طريق أقنية الري لمواجهة الجفاف الذي شهده الألف الرابع والثالث قبل الميلاد. وعند إضافة أشجار النخيل الكثيرة والأسماك إلى ذلك المحصول، تتوفر الإمكانية للبدء بالاستقرار في مرحلة تاريخية تقترن بمفهوم الجنة المتجذر في وعيهم الإنساني. وكانت هي المرحلة التي قيل فيها أن "التاريخ يبدأ بـ سومر". واعتباراً من بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد دخلت الإنسانية في المرحلة التاريخية المدونة وذلك باختراع الكتابة المسمارية. وبالرغم من وجود العديد من الخصائص التي يمكن تعريف الحضارة بها، فإن الخاصية المميزة لهذه الحضارة هي ان جهد الإنسان مهد السبيل أمام فائض الإنتاج والذي أبرز موضوع القيمة الفائضة والعلاقات العبودية أي أنها أصبحت موضوعاً للملكية. وان النمط الذي حققه السومريين هو النمط الذي يقول عنه الكهنة (الزيكورات) والتي أنشأت الوحدات التي ستلعب دور مركز إدارة المجتمع والعمل الجماعي والمعبد. وقد أطلق عليه الكهنة اسم الدولة. إن هذه المراكز التي أخذت شكلاً قدسياً كممثلة للنظام السماوي في الأرض هي النمط الأولي للمعابد ومراكز العمل والوحدات العسكرية والتعليمية والمراكز الثقافية التي تطورت على طول الحضارة، وتعتبر الرحم لتمأسس الدولة. ان الاكتشاف الذي يطلق عليه الدولة أي زيكورات قد مهّد للكهنة الذين كانوا يعتبرون منظري تلك المرحلة، السبيل أمام إنتاج لا مثيل له، لذا فمنذ البداية كانت ستعلن بقدسية وكنظام مقدس وممثل للسماء على الأرض، وكانت ستهيمن على ذهن الإنسان وسترتقي في ذاك الوضع لتصبح مصدرا للسطلة الأكثر تطوراً.
لقد مهدت الزيكورات السبيل أمام تمتع بعض الناس الذين ظلوا خارج نطاق العمل المنتج، واعتماداً على الإنتاج المادي الكبير لكدح العبيد الذين كانوا أداة للإنتاج، بالرفاهية ووجود وقت فارغ من أجل الدين والمهن وأعمال السلطة من جهة، ويعتبر تحقيق اللاهوت السومري بخلقه نظام الآلهة كمركز إدارة معنوي، مرحلة الهيمنة على البنية العقلية والفكرية والروحية من جهة أخرى. لقد تمم كل من التطور المادي والمعنوي بعضهما البعض، وأخذت الملكية المقدسة والعائلة والتمأسس الديني نمطاً جديداً كسند أساسي للعائلة، وأكتسب المجتمع المعتمد على وحدة الدم والسلالة بنية طبقية متمثلة بمؤسسات جديدة.
في الحقيقة إن السومريين هم من أوجدوا الدولة. ان رواد هذه المرحلة بقدر ما كانوا منظّرين كبار في البداية، فإن الطبقة التي تشكلت من الذين يقومون بمهمة وظيفية كإداريين لهم دور في التنظيم العملي للإنتاج كانت في مرحلتها الجنينية. وكان الانتقال من مرحلة الكهنة إلى مرحلة الملوك الكهنة امراً لا يثير النقاش، لأن الأرضية المادية والمعنوية كانت قد تطورت بشكل كاف. وعندما ندرس الميثولوجيا السومرية من خلال النصوص الموجودة نستطيع فهم سبب وصف السومريين لكل شيء قاموا به بأنه نظام إلهي. فقد آمن الناس في تلك المرحلة بأن النظام الذي شكله الكهنة هو نظام سماوي على الأرض وليس هو النظام الذي خلقه البشر. وكان النمط الأساسي للفكر يعتمد على الإيمان وليس على المعرفة. وإن نظام الآلهة كان يعتبر كل شيء. وكانوا يؤمنون بذلك من صميمهم بلا أدنى شك.
لم تحظ أية إيديولوجية بالتأثير على الإنسان إلى درجة التأثير الذي أحدثتها الميثولوجيا السومرية، ولا يمكننا إلا أن نقف مذهولين أمام خلق السومريين الميثولوجيا وتحويلها إلى لاهوت ومن ثم تنظيمها كدولة وإيديولوجية وتحويلها بعد ذلك إلى تيارات دينية وفلسفية، وجعلها منبع أولي ومسند للعلوم، وتحويلها إلى أشكال بدائية للصناعة والأدب أيضاً. ويجب ألا نستغرب من الأهمية التي أظهرها علم سومر "سومرلوجيا" يوماً بيوم كأهم فرع علمي في التاريخ، وهو مصدر هام جداً. وستبقى جميع التواريخ محكومة بالنقص والخطأ إذا لم يتم تحليل هذا المصدر. لذلك فإن حضارة سومر هامة جداً ولكن مع الأسف لم تفهم أهميتها إلا مؤخراً لتظهر إلى الميدان نتائج مذهلة.
يمكننا سرد المساهمات الأساسية التي قام بها السومريون في التطور التاريخي على الشكل التالي:
أـ اختراع الكتابة.
ب ـ الرياضيات والتقويم.
ج ـ أول ميثولوجيا ولاهوت شامل.
د ـ مؤسسة الدولة والسياسة، والتحول الطبقي.
هـ ـ القوانين والحقوق المدونة.
ف ـ التمدن والمعابد والمهن والتمركز التجاري.
ق ـ الملكية الخاصة والعامة.
ك ـ الأسرة المقدسة والسلالة.
ل ـ الآداب المدونة والملاحم والموسيقى.
م ـ أول استيطان والإمبريالية.
يمكننا إضافة مصطلحات ومؤسسات وأنظمة عديدة للعناصر التي ذكرناها. لكن حتى هذه اللوحة القصيرة تثبت أن الجسم والمصدر الأساسي لنظام الحضارة قد تشكل بالأساس، وإن الأشياء التي أضيفت إليها فيما بعد، لها بعد كمي ومحدود وهي الأجزاء التفصيلية وفعاليات التطور. وكان للسومريون مصطلح كانوا يحبونه ويستخدمونه كثيراً، وكان ينطق بـ ( me ) أي القانون أو خصائص الحضارة، وهذا يدل على أنهم كانوا يشعرون بكل شيء اخترعوه كمصطلحات مقدسة، وقد تم تعداد "104" مصطلحاً من هذه المصطلحات حتى الآن. وعلى ما يبدو فإن هذا العدد سيزداد، وإن الصفات الـ 99 التي أطلقت على الرب هي ناتجة عن المفاهيم السومرية.
إن المسألة الأساسية الأخرى التي يجب أن نتناولها في بحثنا المتعلق بالسومريين، هي التعبير الميثولوجي للصراع القائم بين النظام المستند إلى الأمومة والنظام المستند إلى الأبوة. لقد أصبحت نينهورساغ "ninhursag" آلهة النظام الجبلي في الشرق والشمال ويستدل عليها بالنجمة التي تعني ستيرك باللغة الكردية في الموقع الثاني في نظام الدولة الذكوري للسومريين، ويعتبر فقدان جنس النساء للقوة في المجتمع العبودي، ساحة صراع واسعة. كان للمرأة احترام كبير عند السومريين ولم تفقد ما تملكه، وكان لها مكانة متساوية في النظام الإلهي، وكان هناك صراع دائم، وفق قانون السن بالسن كما يقال، بين آلهة نظام الجبل "نينهورساغ" والإله "أنكي" ENK I "إله الرجل الماكر و الذكي" إلاّ انه كان ينتهي بالوفاق غالباً. وعندما ظهرت إلهة باسم "إنانة" والتي خلقت العصر النيوليثي، أخذت اختراعاتها من "أنكي"، وعادت من مدينة الإله "أنكي" وهي "اريدو" Eridu إلى مدينة "أوروك"، وبذلك حققت نجاحاً كبيراً جراء ذلك. ولأن ذلك أصبح موضوع أيمان مطلق في ميثولوجية السومريين، لذا أصبح دينياً أيضاً. وجميع الصراعات الموجودة لتحول السومريين إلى دولة كانت عبارة عن انعكاسات مفهومة ومذهلة للصراع الطبقي وحروب المدن بين السلالات، والناس لا يدخولون في صراع مع بعضهم البعض البتة. ولا يمكن التفكير بذلك في النظام الإلهي، لأن العبد لا يمكن أن يكون إلا ظلاً، والآلهة هم وحدهم أصحاب الإرادة. وهم فقط الذين يستطيعون ان يتحاربوا أو يتفقوا باسم البشر، وهذا يعتبر سيادة إيديولوجية مذهلة، وبأن الدولة التي مثلت النظام الديني والقانوني والسياسي في تحولها المركزي شكلت جوهر النظريات والمصطلحات. وتواصل هذه السيادة الحفاظ على كيانها حتى مع حدوث التحولات إلى يومنا هذا وبشكل ملفت للانتباه.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول المجتمع العبودي والتطور الحضاري 1-1