أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح - 18















المزيد.....

الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح - 18


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1178 - 2005 / 4 / 25 - 05:39
المحور: القضية الكردية
    


يتمثل النقصان الاستراتيجي الهام الثاني في العجز عن تحديد الميول العصاباتية البارزة مبكراً، وعن إبداء المواقف الكافية إزاءها. والنتيجة الأخرى للدوغمائية هي إناطة الرفاق الموثوق بهم بهذا الدور. كان عليّ، بالتأكيد، الانتباه إلى هدرهم كل هذا الكم من القيم النبيلة، وقول "قف!" لذلك. والمستجدات من هذا القبيل هي التي ألحقت الضربة الكبرى بكل الأنشطة السامية لـPKK. من العصيب إيضاح أسباب افتقار بعض الشخصيات، التي تكاد تكون متوحشة، إلى النوعية الحسنة بدرجة لا تصدق. أما استسلام القاعدة، التي تم تنشئتها بكدح وجهود مضنية، لأولئك الأعضاء بكل سهولة؛ فهو موضوع يصعب تفسيره. وبالمقابل، فمفهوم الرفاقية المذهل لدي، والذي بلغ درجة من الإيمان والاعتقاد بأنهم سيقومون بالأفضل، وأنهم الأخلص والأوفى، ما من شيء يستعصي عليهم، وأنهم الحواريون المعاصرون؛ قد أثر بدوغمائيته هذه على تلك المجريات. لقد نهضنا من غفوتنا متأخراً. فلدى نهوضنا، أو انتباهنا لذلك، كان قد فات الأوان، وتكبدنا الخسائر الاستراتيجية للعديد من القيم المادية والمعنوية، وعلى رأسها المقاتلون اليافعون، الذين ليسوا سوى ثمرة جهود دؤوبة جليلة، والشعب أيضاً.
كان عليّ استنباط الدروس الأكثر عمقاً من حوادث 1992 – 1993. كان من الأصح تواجدي مع المجموعات على أرض الوطن في 1991، مع بدء الأزمة العراقية – الكويتية. فالخطوة التي لم أخطُها، والعمل الذي لم أقم به في 1982، كان عليّ فعله هذه المرة. كان من الواجب إرجاء الأنشطة في الشرق الأوسط إلى المرتبة الثانية. ولكن ذاك التصرف عينه جعلني أؤمن بأنه يمكن النفاذ بتفوق من عبء الحِمل بالإمدادات الكثيفة. وكنتُ أنتظر على الدوام أن يخرج مَن يكون لائقاً بالمرحلة من بين الآلاف من الكوادر النوعية. ولكن العصاباتية المتعشعشة في أحضان الحركة، والتقربات المركزية اللامبالية، كانت تفرغ كل المساهمات من محتواها. وكان يُصار بالتاريخ إلى الفشل والهزيمة أمام الأعين. وكان من المحال إنقاذ القيم كثيراً بالانضباط والتضحية، أو بمجرد تأدية المهام والوظائف بنجاح. أما تساوم عثمان أوج آلان في نهايات 1992 مع YNK، والذي كان أشبه بالاستسلام، فقد عرقل – بالصدفة – تكبُّد خسائر أفدح آنذاك، بتزامنه مع المحاولات الانتحارية التي أَقدَم عليها كل من مراد قره يلان وجميل بايق. وهذه كانت النقطة الواجب استنباط الدروس الجذرية منها. فإلى جانب عدم إهمال ساحة الوطن، كانت القاعدة الكادرية النواة بحاجة للحل الجذري. وبمحاولة تلافي ذلك عبر افتتاح مدارس جديدة في سوريا، والإفراط في التكرارن نمّ عن انسداد وعقم ملحوظين لديّ. فالأنشطة كانت فقدت فحواها. وكنتُ تأخرت عن القيام بالذات بالمداخلة.
لم أكن أقبل على نفسي التحامل بعد كل هذا الكم من خسارة القيم. بل كان اختبار إيجاد منفذ للانسداد الموجود عبر السبل السياسية، لا العسكرية، يحظى بمعاني أسمى لدي. فلربما كان الهجوم العسكري سيؤول إلى انتحار جماعي، في حين أن النشاط السياسي قد يساعد أكثر في تفعيل الطاقة الكامنة الموجودة. واستمرت الرتابة المستقيمة في القاعدة. وانعكس نفس الطراز من الأنشطة للميدان حتى فترة تأسيس KONGRA GEL. إن جذور الأزمات الداخلية الأخيرة في الأصل، ليست سوى امتداداً لمسائل الذهاب إلى الوطن والتموقع فيه، وطراز الأنشطة المسيَّرة، والمفاهيم التكتيكية الأساسية السائدة. ذلك أن الانتقادات الذاتية لم تكن قُدِّمَت بالمعنى اللازم. وكان ثمة عناد في الشخصية القديمة وطرازها النشاطي. وهذا بدوره ما كان يتمخض عن نتائج سوى تكبد الخسائر غير اللازمة في كل الأزمنة والأمكنة، وبروز الوظائف المنتظرة تأديتها، ومعاناة الآلام، وبالتالي بروز التصفيات كحصيلة لكل ذلك.
كانت المرحلة الثانية من حياتي مشحونة بالتناقضات، لتمحورها حول الدولة من جانب، وعدم تخلصها بعد من خصائص السلوك المشاعي الديمقراطي من جانب آخر. والنتيجة كانت ستحددها حصيلة المنازعة المحتدمة بين هذه التناقضات. وبحادثة 15 شباط 1999، كانت قد لحقت الضربة القاضية في نفس الوقت بالمسيرة المتمحورة حول الدولة. وإذا كانت التحزبية والدولتية المتمحورتان حول الدولة مرضاً، ففي هذه الحال، كانت الضربة التي ألحقتها بي كل الدول العالمية الرأسمالية في 15 شباط 1999، ستلعب، في نفس الوقت، دور العلاج الناجع لأجل ميلادي الثالث، أو الحاضنة إياه.
مرحلة حياتي الثالثة، هذا إن صح تسميتها بالحياة اسماً ومضموناً، تبدأ بيوم 15 شباط 1999 لتستمر حتى نقطة النهاية. وخاصيتها المميزة تتمثل في بدء الانقطاع عن الحياة المتمحورة حول الدولة عموماً، وعن الحياة الرأسمالية المعاصرة خصوصاً. فأنا لم أعد أعدو وراء الحياة الوحشية الغريبة. إذ لا طاقة لي للرجوع عشر آلاف سنة إلى الوراء. ولكن من المؤكد أن بعض القيم الإنسانية الأساسية متوارية في تلك السنين. وبدون تأمين الالتحام بين تلك الحقبة التي اقتطعَتْها وبترَتْها الحضارة بألف دسيسة ودسيسة من جهة، وبين المستوى العلمي والتقني الذي تشهده البشرية الآن من جهة أخرى، كان من المحال أن يتحقق الخلاص الحقيقي والحرية الحقيقية للإنسان.
إن الانقطاع عن الحياة المتمحورة حول الحضارة والدولة ليس بتراجع أو تقهقر. بل على العكس، فالتراجع عن الانقطاع المميت عن الطبيعة، والتخلي عن شخصية السلطة المنفوخة المبالغ فيها، والتي تعتمد على الكذب والخداع وسفك الدماء؛ إنما يعني إمكانية بلوغ السلامة الأسلم على الإطلاق. إنه توجه من المجتمع المريض إلى المجتمع السليم، ومن المجتمع الكاتم للأنفس، ...... (obez)، المنقطع عن البيئة، المفرط في التمدن بدرجة سرطانية، إلى المجتمع الأيكولوجي، ومن المجتمع الدولتي والتوتاليتاري من قمته إلى أدناه، إلى المجتمع المشاعي الديمقراطي والحر المتساوي. إن الخلاص من مجزرة الحيوانات المطبقة بتقاليد الصيد، ومن مجزرة الإنسان على يد الحضارة، ومن حلقات السلسلة المتوالية للرأسمالية، والتي تتمخض عن الكوارث الطبيعية؛ قد يُشرِع الأبوابَ أمام إنسانية جديدة. فالشخصية الأخلاقية السياسية المتآلفة مع الحيوانات، المسالمة للطبيعة، المعتمدة على بنية القوة المتوازنة مع النساء، السلمية، الحرة والعادلة، الشغوفة بالحياة، المخرِجة للقوة العلمية والتقنية من كونها ألعوبة بيد السلطة والحروب؛ كانت تجذبني إليها بقدر القوة الجاذبة لأنكيدو نحو المدينة والدولة، بأقل تقدير. وكانت مفعمة بالمعاني. أنا بالتأكيد لا أتحدث عن حنين وشوق تولَّد لدي في الحجرة الانفرادية للسجن، بل أتحدث عن براديغما فكرية وروحية. لقد سئمتُ وضجرتُ بحق من التقربات الطبقية، ومن تعبُّد القوة العظمى وتقديسها، ومن كل أنواع الحياة المبهرة كالنجوم البراقة تحت بقع الدم المسفوكة في كافة العصور والحضارات؛ بل وأنقم عليها أيضاً.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السادس دور كل من محكمة حقوق الانسان الاو ...
- الدفاع عن شعب الفصل السادس دور كل من محكمة حقوق الانسان الاو ...
- الدفاع عن شعب الفصل السادس دور كل من محكمة حقوق الانسان الاو ...


المزيد.....




- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...
- تأكيدات لفاعلية دواء -بيفورتوس- ضد التهاب القصيبات في حماية ...
- خبراء ومحللون: فيديو الأسرى الذي بثته القسام مهم في توقيته و ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح - 18