أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلمان عبد - حنطوشية / درب الجمعة














المزيد.....

حنطوشية / درب الجمعة


سلمان عبد

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 12:38
المحور: كتابات ساخرة
    






في اواخر الاربعينيات ، كنت اعيش طفولتي في مدينة " شثاثة " عين التمر حاليا ويمكن تصورحال المدينة البائس في ذلك الزمن ، بالرغم من كثرة بساتينها الرائعة و انتشار " عيون " المياه الجميلة بمناظرها الخلابة ، وخُضرها وفاكهتها الممتازة ، لكن معيشة اهل المدينة متدنية جدا ، الى درجة الكفاف ، حالها حال المدن الريفية العراقية في ذلك الزمن ، لكن اهل المدينة اناس على درجة كبيرة من الطيبة وبسطاء ومسالمين ولم يحدث ان شهدت عراكا طوال فترة وجودي في المدينة اطلاقا .
في كل يوم خميس ، عصرا ، كانت تاتي ثلة من النساء والشباب والصبيان الى " درب احمد بن هاشم " او ما يسمى بـ ( درب الجمعة ) ويقع شمال المدينة ، وهو الطريق الذي يربط مقام احمد بن هاشم بها ، وكان هذا " الدرب " يعتبر كمتنفس لاهل المدينة يلتقطون فسحة من الوقت للمرح والتخفيف من ضغوط الحياة القاسية ، وكنت ترى حلقات من النساء هنا وهناك ، وكذلك الشباب ، فلهم مجاميعهم الصغيرة الخاصة ايضا ، وكانوا يمرحون ويتمازحون ويتبادلون الظرف ، وعندما دخلت " البايسكلات " المدينة كانوا يتجمعون ويجرون مباريات سباق فيما بينهم ، ومن الاشياء التي لازلت احتفظ بها في ذاكرتي ، هو " مواعين التمن " وهي نذور تجلبها النساء الى الدرب ، فنتزاحم نحن الاطفال على هذه الصحون ونلتهم ما فيها بثوان ، وكانت عائلتي مثل اغلب العوائل لا تتذوق التمن الا بالشهر مرة او مرتين ومن انواع ليست جيدة " شمبة " او " انعيمة " ولا وجود لتمن العنبر اطلاقا ، وعندما اجيء لبيت جدي في كربلاء تحرص جدتي على طبخ التمن يوميا مع المرق اكراما لجنابي ، ومرة نذرت امي نذرا لاربعة " جمع " متتالية وقد عهدت لي بتوصيل المواعين للآكلين في درب الجمعة ، وعَرف بذاك صديقي " حسون " واتفق معي ان ناكل الماعون سوية بمنتصف الطريق دون اخذه لدرب الجمعة ، فيقاسمني الماعون الذي تنذره امه معي حين يكون الدور عليه ، دون الحاجة للذهاب الى الآكلين ، وفعلا تقاسمنا " مواعيني " الاربعة ، خميس بعد اخر ، ولم يحدث ان نذرت امه اطلاقا ولم اتذوق " تمنهم " ابدا ، وكانت خديعة ، وتدور الايام ويصبح صديقي من الاثرياء ، وكنت كلما التقيه اطالبه بحقي المغتصب فكان يقول لي :
ـــ انت كمش
كان شاطرا وانا كنت من ( المضحوك ) عليهم فانتميت بقوة من يومها الى طبقة " المكاريد " وانتسب هو لطبقة الفايخين لحد هذه الساعة .



#سلمان_عبد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ام تمارا
- حنطوشية / انا كذاب
- كلام كاريكاتيري / وقعوها الكواويد
- كلام كاريكاتيري / مربربة وسمينة
- كلام كاريكاتيري / النظرية - السواتية - الامنية
- كلام كاريكاتيري / نساء بيّاضات
- كلام كاريكاتيري / الزم الدخل بايدك
- كلام كاريكاتيري / يجي يومه
- كلام كاريكاتيري / عبد الزهرة يتزوج عائشة
- كلام كاريكاتيري / المكاريد يشورون
- كلام كاريكاتيري / فساد و فساد
- كلام كاريكاتيري / اشبع راشديات للصبح
- .... مو ؟ / اجتي العلوية
- كلام كاريكاتيري / رسالة من المطي - سموكي - الى شيخ المكاريد
- كلام كاريكاتيري/ آني هم وياهم
- كلام كاريكاتيري / اعرفتهة من العتة
- كلام كاريكاتيري / المكاريد و ورقة الاصلاح
- كلام كاريكاتيري / عبد الزهرة الشرطي
- كلام كاريكاتيري / زيارات المالكي
- كلام كاريكاتيري / راحتجينة عجاجتها


المزيد.....




- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...
- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...
- احتفاء بالثقافة العربية و-تضامن مع الشعب الفلسطيني-... انطلا ...
- طلبة -التوجيهي- يؤدون امتحانات -الرياضيات- 2- و-الثقافة العل ...
- هنا رابط مباشر نتائج السادس الإعدادي 2025 الدور الأول العلمي ...
- سوريا الحاضرة من نوتردام إلى اللوفر
- كيف استخدم ملوك مصر القديمة الفن -أداة حكم- سياسية ودينية؟
- موعد ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. استعلم عن نتيجتك


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلمان عبد - حنطوشية / درب الجمعة