سلمان عبد
الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 23:32
المحور:
كتابات ساخرة
صديق نشر على الفيسبوك مع صورة لابنه كتب فيه :
اخذت ابني للطبيب ، وحين زرقه بابرة اخذ يبكي ويلوع ، وعندما خرجنا الى الشارع ، اشتريت له " لفة " مع عصير وقد نسي الالم فبادرته بالقول :
ــــ بابا ... حين نصل للبيت لا تقل لاخيك انك بكيت من الابرة ، حتى لايخاف هو الاخر حين ياتي دوره ، ولدهشتي رفض ابني هذه " الكذبة " وقال :
ـــ راح اقول له الابرة اوجعتني وبكيت .
ويواصل صديقي : اكبرت في طفلي صدقه حتى انني خجلت من نفسي ، وتواردت عليه الردود و التعليقات عن حسن تربية الابن او ان هذا الجيل الجديد يجب ان يتربى على حسن الخلق ومن بينها الصدق .
نحن نتربى على الكذب منذ نعومة اظفارنا ، فنتعلم الكذب من اقرب الناس الينا ، الم يطلب الاب من ابنه حين يدق جرس الباب فيقول له :
ـــ روح افتح الباب اذا ابو محمود قل له ابي غير موجود ، او يرن الموبايل فتقول الام لابنتها حين ترى اسم ام سعدون فتناوله لابنتها وتقول لها بصوت خفيض :
ـــ قولي لها ان امي في السوق .
هناك من الكذابين من يقنعك بصدق كذبته على طريقة " الكذب المسفط احسن من صدك المخربط " او ان البعض لا يستحي من كذبته امام الناس ، فمثلا يخابر ونحن في الكيا ويقول انا الان في المتنبي بمقهى الشابندر او الاخر الذي يقول في الموبايل : والله من يوم النكبة اللي انكبت بيها وانا لم اذق طعم الاكل ــ وهو في المطعم .
ومن باب الكذب الاخر هو للتخلص من مأزق ، عملتها انا مرة ، للتخلص من " ابو اكريم " الذي بلاني بلوة فكل ما يستعدون لقاطع الجيش الشعبي حتى اجده يطرق بابي ، وعلمت بانه يجوب حينا لاصطياد المكاريد كمقاتلين لزجهم بالقاطع ، وحين وصل الى بيت جاري وسمعت الجار يتجادل معه وكان المكرود يختلق الاعذار للتخلص من ورطة القاطع ، وبعدها بالتاكيد سياتي لطرق باب بيتي ، فانا زبونه الدائم ، فاختلقت كذبة وحبكتها واعددت السيناريو ، فقلت لابني وابنتي الصغار ونحن نقف ازاء الباب :
ـــ بابا ، راح يجي هسة ابو اكريم ويدك الباب ، قولو له انني غير موجود ، وسلمت سيكارة واعطيتها لابني وقلت :
ـــ حط الجكارة بحلكك واشعلها كدام ابو اكريم ، وانت ياحلوة هاك قلم الحمرة اصبغي شفايفك وحمري خدودك ليراك ابو اكريم ولامانع من ان " تتمقلجون " حتى يتاكد فعلا انني غير موجود وغائب عن البيت وماخذين حريتكم ، وما ان انهيت كلامي حتى طُرق الباب وفتحته لاجدني وجها لوجه مع ابو اكريم .
#سلمان_عبد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟