أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟














المزيد.....

مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كم علينا أن نكون أنذالاً كي نقرأ هذا العنوان، ولا يرف لنا جفن، والمثل الشعبي السوري يلتقط هذه الحالة الحزينة المروعة ليضعها في موقعها من العالم الراهن، حيث يُعلن بكل الأسى والاحتجاج ما التقطه من تاريخ البشرية وراهنها: «الناس اللي اختشوا ماتوا». لقد دخل العالم والمنظمات الدولية حالة «موت سريري»، ويكفي أن يجلس المرء أمام أحد اختراعات العلم المعاصر وهو (التلفاز)، ليكتشف ما كان مفارقة وصار عاراً، نعني هذا الاختراع وما لا يُحصى من الاختراعات الأخرى العظمى اللاحقة، في وقت وأوقات تفصح فيها منظمات كبرى وصدى ومؤسسات في حقول الإنسان وكرامته وحريته، عن ميول بشرية تجسد كل الدناءة والحقارة والوحشية والرغبة في القتل، إنها بحق تعبير عن ميل جارف للعودة إلى مرحلة أو مراحل عصر الوحشية والتوحش، وعلى هذا الصعيد ينبغي التمييز بين نمطين من التوحش (وبين قوسين) قد يتدخل القارئ لإضافة القول بضرورة التمييز بين صيغتين من التوحش، الأول تقوم على الحاجة إلى هذا الأخير من قبل الحيوان لممارسة قدرته على التوحش، ريثما يصل إلى حاجته، في حين أن الثانية تتمثل في كون التوحش حالة وجودية تلتصق بأنماط من البشر المعاصرين، كما في حالتنا الراهنة، فضلاً عن كونهم ورثوا شيئاً من ذلك من سابق عهدهم، هذه الكائنات تتجلى في مرحلتنا الراهنة بالقتلة القادمين من كل فج عميق والمتفقين على اللقاء في سوريا.

والآن يطرح السؤال التالي نفسه: ما المناسبة من لقاء أولئك بعضهم ببعض، وعبر التدقيق في سجلات مجرمي العصر، نضع يدنا على الفريق الأول منهم المتمثل في من يرغب في تجريب أسلحته على الأراضي السورية، عبر استخدامها هاهنا، مع التذكير بأن إنجاز ذلك يقتضي البقاء في سوريا «حتى وقت غير محدد»، أما الفريق الثاني فيلهث نحو سوريا لسببين (وقد أعلنهما جهاراً) هما التأسيس في الوطن العربي لأربع عواصم تصبح تابعة، وهي دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء، أما شخصية هذا الفريق فهي (إيران الإسلامية وعلى رأسها الولي الفقيه)، أما السبب الثاني فيكمن في «نشر الدين الإسلامي» في العواصم السابقة، وخصوصاً ولاية الفقيه. وثمة فرقاء آخرون يأتون إلى سوريا لمساعدة شعبها على الخروج من وطنهم السوري المسالم، والذي عرّفت شعبه السوري منظمة كندية بأنه «أقرب إلى الحياة»، ولن نفصل في المجموعات العسكرية التي قدمت إلى سوريا لكثرتها وعدم أهميتها، أما السؤال الكبير الذي تتقاطع فيه كل تلك المجموعات من الضيوف غير المرحب بهم، فهو - بكل بساطة - «مشاركتهم السوريين في أعز مما يملكونه» وهو وطنهم، بمواردهم الاقتصادية الطبيعية والأخرى الاستراتيجية والثقافية والتاريخية، لكن المجموعات المذكورة، إذ عرفت من تاريخ السوريين العرب أن هؤلاء متكونون - مع إخوتهم العرب - من المحبة والكرامة والحرية وعشقهم للحياة الكريمة، إضافة إلى كبريائهم التاريخي الوطني، فإنهم، أي تلك المجموعات الغريبة الدخيلة، فاشلون وسيفشلون في اقتلاعهم من جذورهم، فقد التقوا على هدف استراتيجي واحد هو «تهجيرهم» من وطنهم إلى بقاع العالم كيفما كانت وأينما وجدت.


أما الطريف المدوي فيما نعيشه راهناً فيتمثل فيما تم تقديمه إلى سكان حلب من عرض يهتز له شرف البشرية، لقد قدم هؤلاء إلى الحلبيين عرضاً يتم بمقتضاه إخراجهم من مدينتهم على نحو آمن (وهنا تتجلى أكثر العواطف همجية)، لكن هؤلاء قدموا جوابهم على ذلك عملياً، وكذلك نظرياً: لقد خرجوا في تظاهرة تمثل تحدياً لأولئك، وهم يعلنون: إن حياتنا ومماتنا إنما هما نجمتان لا تزدهران ولا توجدان أساساً إلا في المدينة التي خلدها أمثال الشهيد يوسف العظمة وسعد الله الجابري وفارس الخوري، وأمثالهم ممن شرفوا الشعب السوري ومنحهم هذا شرف الخلود.

لقد سمعنا وعلمنا أن الباطل عمره يوم، وأن الحق والشرف عمرهما الخلود، فسوريا التي تستقوي بشعبها بكل طوائفه وإثنياته وأديانه من هنا وهناك وهنالك وفق الجهات التي يمتد فيها الوطن العربي، والآفاق البعيدة التي تتسع للبشرية الإنسانية الكونية، إن سوريا هذه تمثل أيقونة للعالم، بقدر ما تجد نفسها في هذا العالم بكرامة وشرف وحرية، وهذا ما يجعلنا نخاطب أعداء هذه المثل الكبرى، أن انتظروا، ولن نكون إلا إخوة لأبنائكم وأحفادكم نساويهم ويساووننا.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحشية القصوى والجريمة الدامية!
- سوريا ومأساة الاستعمار الجديد
- كُفوا عن عار الخطاب الطائفي
- الطوائف والأعراق.. والآخرون!
- المؤامرة الكبرى على سوريا
- الجرح السوري والنظام العالمي
- النظام العولمي وسيادة القوة
- الجيوش غير الوطنية والانقلابات العسكرية
- خطاب التنوير ضد الإرهاب
- النزيف السوري والتدخل الدولي
- الاستشراق بين الأنا والآخر
- «داعش» وتحديات التاريخ
- أما آن لليل أن ينجلي؟
- من فلسطين إلى سوريا
- الدين لله والوطن للجميع
- سوريا وأسئلة اللحظة
- القصور التاريخي
- من الصهيونية إلى المشروع «الفارسي»
- الأزمة السورية والنهاية العصيّة
- أيها المتحاربون.. راعوا الفئات الضعيفة!


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - مسلخ حلب.. أين النظام الدولي؟