أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بيش حسبت الابوذيهْ














المزيد.....

بيش حسبت الابوذيهْ


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
عبد الله السكوتي
( بيش حسبت الابوذيهْ)
وهذا رادود حسيني كان يتذمر من الحظ ويقارن نفسه بباسم الكربلائي، فيرى ان الحظ يلعب لعبته في كل مكان حتى مع تجسيد مأساة الحسين، فقسم كبير من الرواديد يتسلمون اتعابهم بالدولار، اما هو فظل محصورا في الحسينيات الفقيرة من التي لاتمتلك ممولين اغنياء، ولا هي تحت سيطرة حزب متنفذ لتكون الاتعاب كبيرة بحجم المأساة العاشورائية، فقد ذكر انه يقرأ في الحسينية وقد اخذ منه التعب مأخذا، ورأى رجلا عجوزا يخترق الصفوف، وصل بجانبه ووضع في جيبه مالاً، انفرجت اساريره، وبعد الرجل قريبا منه ، فمد يده للمبلغ الذي وضعه في جيبه فوجده الف وخمسمئة دينار، فصاح خلف الرجل: (حجي بيش حسبت الابوذيهْ)، في الماضي كان الكثير من الذين يعملون لتجسيد مأساة الحسين، يعملون لوجه الله فقط، وتقريبا جميعهم اصحاب مهن او عمال او حتى بعض الاحيان من العسكريين، فكلنا يدري ان عبد الزهرة الكعبي كان مدرسا، وحمزة الزغيّر كان يمتلك محلا ( لكوي الثياب، اوتجي)، وهذا ينطبق على بقية الرواديد والشيوخ، في حين تطور الامر ليصبح مهنة، يتقاضى من يمتهنها مبالغ خيالية تصل الى عشرة آلاف دولار كما سمعت للمجلس الواحد، وحسب شهرة الرادود والالحان التي يخرج بها كل سنة، ومع تطور الحالة الاقتصادية للرواديد، بدأت اللطميات تميل الى الحان راقصة، وربما اصاب الشعراء الحسينيين بعض البذخ الشعري او الاقتصادي، وكلما تقاضى الرادود مبالغ كبيرة شمل ذلك الشاعر والملحن، بل تعدى الامر الى اصطحاب كورس، لترديد اللازمة خلف الرادود ، خصوصا في تسجيلات الفيديو كليب.
اولئك المساكين في الزمن الماضي ( الرواديد)، واولئك الشعراء الذين لم يكونوا متخصصين فقط بقضية الحسين، بل لديهم شعر غزل وابوذيات كثيرة، مثل الحاج زاير، وكاظم منظور الكربلائي، اولئك لم ينعموا بترف العيش، بل على العكس ربما دفع بعضهم الثمن غاليا سجنا واعداما وتشريدا، وحين تقارن الكلمات التي كانوا يطلقونها والردات الحسينية تجد ان نوعيتها اكبر معنى، ولاتحتوي على اي خدش لقضية الحسين، او تهديد لطرف من الاطراف، على عكس مانسمع اليوم من افكار جديدة وتصرفات جديدة، فانت ترى وتسمع من يدافع عن قضية التطبير، وتسمع ردا من الذي يرفض التطبير، حتى تتخيل ان الامر هو شبيه بالفن الادبي النقائض الشعرية التي ظهرت في العصر الاموي وهي تمثل قصائد هجاء على نفس الوزن وربما القافية، وكانت محصورة بين الشاعر جرير والشاعر الفرزدق ودخل الى الميدان الاخطل التغلبي في اخريات ايامه، هذه القصائد يقوم من خلالها الشاعر بذم غريمه ومدح نفسه ونسب الصفات الذميمة الى الغريم والصفات الحسنة الى ذاته، حتى ان جرير بن عطية اصطحب احدهم معه الى بيته، وكان ابو جرير يعمل في صناعة الفخار( التنانير)، فقال لضيفه : اتعرف من هذا؟ فقال : لا ، فقال هذا ابي الذي افاخر به جميع الناس وغلبت به الشعراء، وما اريد ان اقول ان الحق والباطل والجيد والرديء ارتبط حاليا بامكانية الشاعر وصوت الرادود ، فصارت قضية التطبير بصوت البعض، قضية الحسين المركزية في حين انحسر مد الذي يرفضونها حتى ضاقت بعض الاحيان بهم السبل، البطالة الفكرية والعبث بسمعة الأئمة، جعلت للبعض مهنة يعتاشون منها عيشة رغيدة، فكان لزاما عليهم ان يبتكروا الجديد لاضافته الى الشعائر الحسينية لتتسع رقعة تأثير الفعل وليكون العمل اكبر والاموال التي تجنى من خلاله اكثر.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد دوحي والشعائر الحسينية
- يمّه هاي وين، ذيج وين
- تعليمات لقتل الصحفيين
- نعال عابر القارات
- ادبسز لوغيّهْ
- هاي العمامة الطايفه.. والروج يدفع بيها... سيد ذيب راعيها
- لو ردت حظك يميل، اشتري ازناد وسبيل
- عدما خلص العرس
- الشيخ الطنطل
- خرزات اعليوه .. حكومة داعشية في رمضان
- اجتك مالت بيت ادخيّل
- مثل بيت اعبيد تعاركوا على المسطاح
- صلاة الغائب
- صخونة آل عزوز... جاكول صرنه شوعيهْ
- لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج
- اليوم عيد الشجرهْ، جمال جوّه القندرهْ
- لمن تتجدك العوره يفل سوك الغزل
- اذهبوا فانتم الطلقاء
- هذا الكيش حلّاوي
- ضغطة القبر


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بيش حسبت الابوذيهْ