أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج














المزيد.....

لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 5113 - 2016 / 3 / 25 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج)
عبد الله السكوتي
هذا الانسان الجائع المصادر، اخليف عاطل عن العمل، يعمل في العمالة، العمل توقف نتيجة التقشف، والوضع كسيف، الشارع مليء بالحذر والترقب، والتهديدات المبطنة جارية بين الكتل الشيعية، ونهاية النفق احتراب لن يبقي ولن يذر، اخليف عمل في يوم شتائي، وانهى عمله وتسلم اليومية، من بعيد شاهد عربة ورجلا يبيع البقلاوة، تذكر اولاده وصمم ان يشتري بيوميته مزيدا من البقلاوة لاطفاله، اشترى وخف مسرعا الى البيت، نزل المطر، اصبحت الارض موحلة، تزحلق اخليف واختلطت البقلاوة بالاوحال، جلس مسمرا ينظر الى السماء ويعتب: ( لو آنه الله وانته اخليف ، جان رضيت اسوي بيك هيج)، اي واحد منا هو اخليف وان لم ينتمِ، مئات الاعوام من الفقر والجوع والمرض، وكأن الله لم يخلق سوى العراق، والكارثة الاكبر مايجري الآن، فالبلاد تنزلق كما انزلق اخليف واكثر.
جلوسي في البيت اتاح لي الكثير، الجوع آتٍ لامحالة، فمهن التسعينيات تعود وكأن الحصار عاد على اجنحة حزب الدعوة واخوته في التحالف الوطني، ولذا لم يكن صدام السيىء الوحيد في العراق، حين تخلد الى الراحة تسمع من بعيد خبز يابس للبيع ماطورات للبيع ملح للبيع، عادت النساء تغزو الممالح لتستخرج الملح المطعم بالتراب، والذي يهبط في قدر المرقة بلا تصفية او معاملات، ليكون حصى الكلى اول المرشحين في الامساك بالعراقيين، لو آنه الله وانته اخليف، ابدا لن ترضى بحياة العراقيين، وربما هاجرت اول المهاجرين، حياة اخليف مرهونة بالتعب والفقر والمقابر، اخليف العراقي الوحيد الذي يدفع ثمن الفساد، من لايملك ثمن الدواء في بلده عليه ان يغادرها، لكن اخليف لبساطته لايعرف هذه المصطلحات، ولد هناك خلف السدة ويموت خلف السدة.
اصحاب الملايين المسروقة من الفاسدين واللصوص اقدر على تبني فكرة الهجرة، فانهم لصوص مهذبون، يمتلكون المؤهلات العلمية واللغة، وهم بعد هذا يمتلكون الاسباب لمغادرة العراق، لكن اخليف لايرى في العراق عدوا له، ولايعرف حتى عدد محافظاته، حتى السيادة التي يتكلمون عنها، كان يصغي وهو مندهش ظانا ان الاعلام يتحدث عن (السيّاده) بمعنى الزولية، ولم يدر بخلده ان السيادة تعني عدم الخضوع للاحتلال، وفرح كثيرا حين فسرها له ابن الجيران ابن الـ15 عاما، وعلم ان للوطن سيادة يجب المحافظة عليها، حتى خدمته العسكرية لم يفكر بالهروب منها مع كثرة الحروب، بل على العكس كان يتقاضى مرتبا يكفيه وهو مرتاح، وحين تسأله يقول: مابها العسكرية، (شو اكل ونوم)، لم يقرأ لنيتشة ولا لعبد الرحمن منيف ولايعرف السياب، ولم يقلب كلمة في حياته كما يفعل البعض في شهونة العقل وعقلنة الشهوة.
انا متأكد ان الله سمع اخليف، واطرق يفكر في هذا الوطن البائس ومن اوصله الى هذه الحال، وبقيت حكاية الشيطان ماثلة ، الشيطان الذي جلس على قمة جبل، ونادى بالتغيير، فهرع الابطال يحملون السيوف، ليصعدوا الى القمة، وتنازلوا اثناء صعودهم، فكان الشرف اول المهدورات، فاصبحوا جميعهم شياطين، وصاروا اتباعا للشيطان الاكبر، هذا هو اخليف العراقي، الذي لم يفهم شيئا من الاعتصامات سوى انها اتت بجديد هو الجلوس في البيت لساعات اكثر،( لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج)، اهتدى اخيرا الى كتابتها والخروج مع الناس، مزقها اول رجل قابله في الطريق، وصفع اخليف على وجهه وهو يقول كافر، اشلون تكتب هاي العبارة، عاد اخليف بعد ان رفضته الاعتصامات، فالاعتصامات تعرف ابناءها.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم عيد الشجرهْ، جمال جوّه القندرهْ
- لمن تتجدك العوره يفل سوك الغزل
- اذهبوا فانتم الطلقاء
- هذا الكيش حلّاوي
- ضغطة القبر
- الديك المهزوم
- هذا الباس فطّومهْ
- ( تعال فهم الزمال)
- سيد بخيت... نصيحة للجعفري والعبادي لاحقا
- عمي مسعود جيسك عد ابو الطماطه، من دفعة مردي
- (جبار ابو العرك)
- عز يعرب بينهْ اتعيدونهْ
- ( بايع ومخلّص)
- (لاتكولون اشمات ... يشمت عدوّهْ)
- ( مقالات ممنوعة) سنقلد ايران في السياسة كما نقلدها في اللطم
- ياربي آني ما اكدرله، انته هم ماتكدرلهْ؟
- اليوم اريد انعالي
- (كلنه انريد انبيع المسجل)
- (عظّة ازعنو)
- عضّة ازعنو


المزيد.....




- حرب غزة: لماذا يتعرض الفلسطينيون من طالبي المساعدات الإنساني ...
- -ما قمنا به في إيران كان رائعًا-.. ترامب: إذا نجحت سوريا في ...
- الاتحاد الدولي للسلة: إعلان هزيمة منتخب الأردن تحت 19 سنة أم ...
- ألمانيا... داء البيروقراطية حاجز بوجه العمالة من أفريقيا
- طهران تبدي -شكوكا جدية- بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار ...
- الحكومة الفرنسية أمام اختبار سحب الثقة
- الموفد الأمريكي إلى سوريا: اتفاقات سلام مع إسرائيل أصبحت ضرو ...
- خبير عسكري: فقدان جيش الاحتلال قوات اختصاصية خسارة لا تعوض
- 40 عاما من الحكم.. الرئيس الأوغندي يترشح مجدّدا للرئاسة
- 47 شهيدا بغزة وعمليات نزوح كبيرة شمال القطاع


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج