أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - (لاتكولون اشمات ... يشمت عدوّهْ)














المزيد.....

(لاتكولون اشمات ... يشمت عدوّهْ)


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 5055 - 2016 / 1 / 25 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
في وداع رائد الصحافة فائق بطي
( لا تكولون اشمات يشمت عدوّه)
عبد الله السكوتي
اليوم رحل صديقي احميّد الفهد، زاملته على مدى سنتين، اوحى بهن اليّ ما اوحى، رحل بعيدا هذه المرة، ولم يعدني بعودة الى بغداد، انتهى عهد من الحكايات ، وانتهى معه بريق صديقي العزيز، وانا اكره الشماتة، هناك في احدى قرى جنوب العراق، كانت الشماتة عندهم اقسى من الموت، وحضرت احدهم الوفاة، وكان يعلم بحجم الشماتة التي ستتولد بموته، فامر النساء بعدم البكاء وقال وهو في الرمق الاخير:
( نكطلي بيدك ماي.... غمضني واطلع
سكتلي اليبجون..... شمّاتي تسمع)
برحيل الرائد فائق بطي، رائد الصحافة الاول ورائد الفكر الاول، ينتهي عهد من الصدق والمهنية، وعدم تقديم اصحاب المصالح الضيقة من الذين يتكئون على الموهوبين في عملهم، رحل صاحب الكلمة الصادقة والقلم الحر، بعد ان قضى عمرا طويلا مناضلا وانسانا كبيرا، لم ينس احدا من اصدقائه، وحكى لي عن قصة خالد السكوتي المناضل الشيوعي من اهالي الاعظمية، الذي غرق في الهور بعد مطاردة الامن ، حيث سقط من البلم ونجا فائق ومن معه باعجوبة، كان يتكلم عنه وتملأه الحسرة والحزن والذكريات المؤلمة، وتكلم عن شمران الياسري وكان يعتز به بشكل خاص، وتكلم وتكلم، وكنت المستمع النهم لصديقي الرائع، لكنه صمت هذه المرة، صمت صمتا نهائيا، لكنه سيبقى يغرد في سمائي ماحييت.
لاشماتة ايها الكبير، والرفيق الذي شمت بك لم يعد رفيقا ولاشاعرا كبيرا، فقد نسي من تكون، واعتمد على حدسه في تقرير ما انت عليه، للاسف لم يضعك في خانة الوطن المنهوب المتآمر عليه، لاشماتة في الموت ياصديقي الطيب، وهذه العجوز التي ذهب اولادها تباعا في حرب عشائرية، وسمعت (زغاريد وهلاهل) في الجانب الآخر فقالت:
( لاتكولون اشمات ... يشمت عدوّهْ
موش بيدي ياخلك.... موت الله كوّهْ)
لن تجرح منك موضعا شماتة البعض، ولمن لك ايها المناضل الانسان، الوفي الذي تركت دراستك في مصر لتعود الى العراق بمجرد سماع نبأ موت ابيك، انت بحجم الوطن ، بنهريه، وانت بحجم الوطن بجباله واهواره وسهوله.
لقلما كان الرثاء وفاء، لكنني لا ارثيك وانما ارد على بعض من شمت بموتك، واكتب عن معرفتي القصيرة بك، ايها الانسان الذي امتلك كل معاني الانسانية، اضفت للشيوعيين الكثير، كنت علما من اعلامهم لاتقل عن سلام عادل او ابو كاطع وغيرهم من رفاقك، وكنت ستكون واحدا منهم في كل الاحوال، فقد تعرضت للنفي والاعتقال، وقارعت الديكتاتورية بكل ما اوتيت من قوة، سلام عليك ايها الوديع بابتسامة الاطفال، يامن ملأت حياة الآخرين، وزينت مشوارهم الحياتي بالق متفرد، سلام على روحك التي اعطت الكثير، والتي نازعت الكثير، كنت انسانا كبيرا وصحفيا كبيرا، ولايمكن ان تذهب هكذا بدون شموع ، والق يليقان بك، لاشماتة ايها المبدع الكبير.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( مقالات ممنوعة) سنقلد ايران في السياسة كما نقلدها في اللطم
- ياربي آني ما اكدرله، انته هم ماتكدرلهْ؟
- اليوم اريد انعالي
- (كلنه انريد انبيع المسجل)
- (عظّة ازعنو)
- عضّة ازعنو
- (اشخلّف الملعون ، جلبٍ مثل اباهْ)
- (ريحة خاين ابعرج الوطن مدفون)
- (ينراد له دراسهْ)
- (مال الغمان اكله ابراحه)
- من يعبد الحمير؟
- منين العبرهْ ياصدام؟
- ( ولك على صدام الطبّاخ)
- شحجي... الباميه انكلبت شيخ محشي
- ( المن تريد الحيل يابو اسكينه)
- ( بطة بغداد، عركة بيش، وعركة بلاش)
- ( ماسمعت بهيج سايس)
- البكاء على الاحياء
- (لولا شلش لهلك دهش)
- ( صوج ابو البرازيلي)


المزيد.....




- -نفتقدك-.. كيتي بيري تغيب عن زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- في كوريا الشمالية.. من يُسمح له بالدخول إلى المنتجع الضخم ال ...
- ليلة تحييها ليدي غاغا وإلتون جون.. وتوقعات اليوم الأخير لحفل ...
- هل توجد مؤشرات حقيقية تدفع نتانياهو للتوجه نحو إقرار هدنة في ...
- -عراك بين إسرائيلي وإيراني- في أستراليا.. ما هي حقيقة الفيدي ...
- -شهيدات لقمة العيش-.. مصر تودع 18 فتاة قضين في حادث مأساوي
- خلفيات التوجه الأمريكي نحو إقرار وقف لإطلاق النار بغزة
- رواندا والكونغو الديموقراطية توقعان اتفاق سلام في واشنطن
- التداعيات المحتملة لاتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورو ...
- تحذيرات من موجة حر قياسية تضرب جزء من أوروبا ومخاوف من حرائق ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - (لاتكولون اشمات ... يشمت عدوّهْ)