أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ( ماسمعت بهيج سايس)














المزيد.....

( ماسمعت بهيج سايس)


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( ماسمعت بهيج سايس)
عبد الله السكوتي
يحكى ان رئيس وزراء العراق ابان الستينيات طاهر يحي، اراد يوما ان يزور اسطبلات امانة العاصمة، فاصطحب احدهم وذهب، وعند اول اصطبل، استقبله سائس كردي، نظر رئيس الوزراء الى الخيل، واراد ان يلاطف السائس، فقال له: اتعرف طاهر يحي؟، فرد السائس:( ماسمعت بهيج سايس)، سائس، وسياسي، وسواس، وسياس، وربما جاء سواس برفع السين لمرض يصيب اعناق الخيل ، فتتيبس حتى الموت ، اما السياس، فهو الذي يقوم بامور البلاد، ويضع القوانين، مايعني انه يدير البلاد بطريقة ذكية خالية من التلاعب او اللعب.
اما السائس فهو من يعتني بالدواب، واستخدم بصورة واسعة للخيل دون الحيوانات الاخرى، وقد توفي احمد الجلبي، ورحل بين شامت وشاتم، ومادح وقادح، ومضى الرجل مودعا الاموال والتاريخ الطويل العريض لاسرة معروفة بالغنى الفاحش والثراء المسرف، كثير تهجم عليه، وآخر صوره بصورة نبي مرسل، وبين هذا وذاك تختفي حقيقة الرجل الذي رحل بسرعة فائقة لم يستطع خلالها ان يوصي او يكتب او ربما يعترف، احد الآراء التي تمدح الرجل ، تذهب الى انه اقنع اميركا باحتلال العراق، اميركا دولة المؤسسات الكبيرة، والقواعد السياسية المخضرمة تقتنع باحاديث رجل من العالم الثالث.
وان كانت اميركا اقتنعت برأي احمد الجلبي باحتلال العراق، فهذه سبة كبيرة ستكون ملاصقة للرجل على مر التاريخ، والذي طرق هذا الامر لايفكر بالرحمة لهذا المسكين الذي تجاذبته حمى السياسة والمال، فلم نستطع خلالها ان نميز الثري والوارث الكبير، عن السياسي المحنك الذي اقنع اميركا باحتلال العراق، وهل قام الجلبي باقناع اميركا ايضا بتدمير ليبيا ام سوريا ام غيرها، ربما اراد احدهم ان يمدح فذم، لان مايقولونه من ان احمد الجلبي هو مهندس دخول اميركا الى العراق، لعنة كبيرة سترافقه الى ابد الآبدين، وهذا يعني ان مانمر به من انكسارات نفسية وتفجيرات وموت وتشرذم ينبع من حجة الجلبي الدامغة.
لم تكن اميركا بحاجة الى رأي الجلبي ولا الى وثائقه، لقد دخلت الى العراق في عام 1991، ورأت بعينها مايفعله صدام، والاكثر انها ساعدته كثيرا في اجهاض الثورة العارمة التي بدأت في الجنوب وامتدت الى الوسط والشمال، واباحت له استخدام الطائرات المروحية في قصف الثوار، وكانت ترى الجيش المنكسر امامها، ولاتنبس ببنة شفة او تطلق صاروخا او قذيفة باتجاهه، كان امرا محسوبا، وان الوقت لم يجن بعد لاسقاط صدام، لان الشعب العراقي في عام 91، لم يكن يشبه الشعب العراقي عام 2003، لقد توحش كثيرا، وترك السياسة وراح يهرول خلف القوت اليومي او الكسب بشتى الطرق.
وحتى لو سلمنا ان احمد الجلبي قد اقنع الادارة الاميركية باحتلال العراق، فاين دوره بعد الاحتلال، لقد عزل وحُجم وهذا دليل اكيد عن تجاهل اميركا له، ما دعاه ان يتخبط فيميل احيانا الى جهة ايران، ليغضب الصديق الاول، الولايات المتحدة الاميركية، واخرى يتكىء باتجاه آخر؛ من المسلم به ان الذي يقنع اميركا بالتحرك باتجاه العراق واحتلاله، قادر ايضا على ان يتسنم المركز الاعلى في هذا البلد، وبما انه كان عرابا للحركات الاسلامية والليبرالية، فهذا يؤهله ان يكسب ودها جميعا ويختار، لا ان يبقى متأرجحا بين هذا وذاك، وبالتالي يُحيد ويترك لا هو الى الجنة ولا هو الى النار حتى موته الغامض، انا لا اعرف سائسا بهذا الاسم ولاسياسيا ولا سواسا.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البكاء على الاحياء
- (لولا شلش لهلك دهش)
- ( صوج ابو البرازيلي)
- خنجر بصدر الاستعمار
- الدور الثالث وسماعة الاذن... تلقين الموتى
- بيت الله ام بيت سلمان؟
- راح الخير يابو اخضيْر
- راح تسعهْ باسود
- خاف نرحل
- عورة آل سعود المكشوفة
- ضيف الاجواد ماينظام
- حصوات الحجي
- اضحية العيد
- مسمار اميركا في العراق
- كل يوم الهرجهْ اببيت العرجهْ
- رائحة الكذب
- جوّه الفراش
- سلمونّه على الكتلونه وما شفناهم
- يدري بس سويكت
- ايران برّه برّه، امريكا جوّه جوّه


المزيد.....




- -كان معي ملائكتي الحارسة-.. سيدة تنجو بأعجوبة من اقتحام سيار ...
- ما حقيقة الفيديو المنسوب إلى حرائق القدس؟
- تصريحات مؤرخ جزائري عن الأمازيغية تثير جدلاً واسعاً، ومحكمة ...
- في يومها العالمي.. هل تستعيد الصحافة في سوريا حريتها المسلوب ...
- استقالة (أو إقالة؟) رئيس حكومة اليمن إثر خلافات واستياء شعبي ...
- هل يؤجج قصف إسرائيل لسوريا نعرات طائفية؟
- عراقجي: اتهامات الغرب كاذبة واستفزازية
- مصر.. فتاة أجنبية تتسبب في أزمة والسلطات تتدخل
- بإشراف من الشرع.. مشروع سوري أمريكي لتحديث منظومة عمرها 30 ع ...
- الليبيون يحيون ذكرى معركة سيدي السائح


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - ( ماسمعت بهيج سايس)