أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - خنجر بصدر الاستعمار














المزيد.....

خنجر بصدر الاستعمار


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 15:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( خنجر بصدر الاستعمار)
عبد الله السكوتي
لايستفزنكم العنوان، فانا لا اريد ان اتكلم عن الاستعمار لانه تغلغل في اوردتنا وصار صديقا مخلصا لنا، يدافع عن اراضينا ويستخرج نفطنا ويورد لنا السلاح، وفوق هذا وذاك صارت شعوبنا جزءا لايتجزأ من بنية المجتمع الاستعماري، باللجوء والسفر والدراسة، ولم يعد هناك ادورد سعيد ليضرب تحت الحزام ويفضح الاستشراق الاستعماري، بل على العكس صارت ديمقراطية الاستعمار هي اساس حياتنا ومماتنا، فمن مات على غير ديمقراطية الاستعمار مات ميتة جاهلية، الحكاية ومافيها ان فتى جنوبيا اسمه خنجر وفد الى بغداد في بداية الخمسينيات، واستطاع ان يكون من المتفوقين في الاعدادية المركزية، وقدم على بعثة دراسية لدراسة هندسة النفط في لندن، قبل الرجل ولكن نغصت سفرته مماحكة مدير التبادل الثقافي العراقي، فقد اعترض على اسم خنجر وطلب منه استبداله، والا فانه سيعارض ارساله الى هناك.
ابو الفتى كان فراشا في احدى الدوائر، فذهب يطلب لقاء الزعيم عبد الكريم قاسم، وفعلا تم له ذلك، وطرح المشكلة على الزعيم الذي رفع سماعة الهاتف وامر مدير التبادل الثقافي ان يدع خنجرا كما هو وعليه ان لا يتدخل بالاسماء بقدر تقييم الاشخاص المتفوقين( ومعها رزاله ناشفهْ) وقال له بالحرف الواحد: (هذا خنجر بصدر الاستعمار)، لكنه للاسف لم يكن كذلك، فقد استقر بلندن وتزوج وانتهى الامر ولم يزر العراق اطلاقا، ربما تركت هذه الحادثة الكثير في نفس خنجر فقرر ان يكون انكليزيا، فهناك لامعنى للا سماء، والتقدير الوحيد الذي يلقاه الفرد هو على اساس عمله وكفاءته، ولذا لو قارنا بين بغداد ولندن في الخمسينيات لا نلاحظ فرقا كبيرا في نوعية الناس والبنية التحتية، ولكننا سنشمئز من المقارنة لو حدثت في وقتنا الحاضر.
استبدل خنجر مجتمعا يرى في الاسم عار وسبة على الشخص، بمجتمع آخر يقيم الانسان من زاوية عمله وتفانية، فرأى حياته هناك اكثر فائدة من حياته هنا، وحتى لا يكون مثل العالم الذي استقدم في اثناء دعوة الكفاءات في زمن صدام ، وبالتالي تسلم حقلا للدواجن ليشرف عليه، هي بؤرة المشكلة تكمن هنا، عدم تقييم الكفاءات، ولذا صار العراقي يدخل الى الوظيفة للتحصيل وليس للعمل، وصار الطالب يدخل للمدرسة لغرض النجاح فقط ،وبأية طريقة وليس لتوسيع المدارك او بناء الشخصية، وهذا ما جعل احد اقاربي يطرق الباب يوميا ليطالبني بنجاح ابنه الذي حصل على 37 من مئة في الرياضيات، ويحتج ان درجة القرار عشرة، عندها لم يبق للنجاح سوى ثلاث درجات، افهمته ان اعادة السنة افضل لابنه على المدى البعيد، فربما صار شأنه كبيرا في الرياضيات اذا انتصر على عقدته.
الاسماء والالقاب في العراق تعني الكثير للكثيرين، ولكنها لم تستطع تطوير العراق على مختلف العهود التي مر بها، بوعي مجتمعي منحط، وللاسف كانت الطبقة الارستقراطية اكثر الناس اهتماما بالاسماء، وتنفسنا الصعداء في بداية السبعينيات عندما اصدر مجلس قيادة الثورة قرارا يلغي بموجبه اللقب، ولكن سرعان ما اندثر هذا القرار لتعود الالقاب والاسماء تملأ نفوسنا ومخيلتنا، وصار خريبط يستحي من اسمه ثانية، ويتردد في مراجعة اية دائرة، خوفا من صراخ الموظف مع ضحكة سخرية كبيرة، ولو ان خريبط جاءته الفرصة للسفر الى لندن، لبقي هناك واصبح مستر خريبط، فهذا فقط يعدل عنده الوطن الذي يسخر منه، ولم يود ان يكون خريبط بصدر الاستعمار، كما صار خنجر، خنجرا في صدر الاستعمار.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الثالث وسماعة الاذن... تلقين الموتى
- بيت الله ام بيت سلمان؟
- راح الخير يابو اخضيْر
- راح تسعهْ باسود
- خاف نرحل
- عورة آل سعود المكشوفة
- ضيف الاجواد ماينظام
- حصوات الحجي
- اضحية العيد
- مسمار اميركا في العراق
- كل يوم الهرجهْ اببيت العرجهْ
- رائحة الكذب
- جوّه الفراش
- سلمونّه على الكتلونه وما شفناهم
- يدري بس سويكت
- ايران برّه برّه، امريكا جوّه جوّه
- ابو مرة جرهم بزيك
- (اذا انتي مجيفتها، شيغفرلج الحسين)
- انته تسوي انقلاب، لو آني اسوي انقلاب؟
- بوليّه انتم مو مال لطم


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - خنجر بصدر الاستعمار