أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله السكوتي - صلاة الغائب














المزيد.....

صلاة الغائب


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 5150 - 2016 / 5 / 2 - 14:30
المحور: الادب والفن
    



ختم الليل اولى ساعاته بالامنيات، ودارت فناجين القهوة واشرأبت اعناق الرجال، انه اليوم الثالث ، الجميع يتمنى ان تكون خاتمة للاحزان، هناك ضحكات تكسر صمت الحزن المطبق، وهناك بعض التلميحات التي تدعو الى العجلة والنهوض، بعضهم يرى ان الجلوس لايطاق، خصوصا وان كل قادم يجب ان ينهض له الآخرون، يالها من عادة ربما استثنت بعض المرضى وكبار السن، لم يكن ينوي ان يكسر الصمت والضحك الخجول ولكنه صرخ من الم بدأ يتصارع داخله، فرفع صوته بالبكاء:
( الدنيه من تعاند رجل تنفيه... تضكّه ومابعد تطيه تنفيه
اثاري الضحج للمغبون تنفيه... يضحك ظاهر وناره سريه)
واردف : ياعلاوي يابويه
فتحول بعض الضحك الخجول الى بكاء مر وصرخات تنبعث من هنا وهناك، اقترب منه سيد سامي واخذ يهدئه، خويه تره هذا فعل الدنيه انه كبلك راحولي اثنين، وحتى مادفنتهم، ولا عرفت اكبورهم، انته هسه الحمد لله شفتهم وماتوا كدام عينك، آنه ماحصلت منهم حتى اعظام مالكيت، ياخويه تره ماكو واحد ماعده مصيبه، تعال يولد ، جيب جايين، خلني اسولفلك هاي السالفه:
وبدأ سيد سامي بسرد حكايته، يحكى ان صيادا اصطحب ابنه الصغير والوحيد معه الى الصيد، وكان الغروب قد القى ظلاله، نصب شباكه وامر ابنه ان يهيج الحيوانات والطيور، للحظة ما نسي انه اصطحبه معه، ورأى سوادة من بعيد فصوب ببندقيته وارداه، ذهب الى صيده واذا به ابنه، فرش عباءته، ووضعه فيها، واقبل الى امه، قال لها: لقد صدت صيدا ثمينا، اذهبي واجلبي لنا قدرا كبيرا يستوعبها، ولكن اريدك ان تأتي بالقدر من بيت لم تحدث فيه مصيبة، ذهبت المرأة وعادت خالية وهي تقول: ليس هناك من ليس لديه مصيبة، فكشف عباءته وقال لها: اذن ابكي على ابنك، شرب الشاي وبدأ ثانية بتوديع المعزين واستقبال آخرين، وكأن الحكاية قد خففت عنه نوعما، فتناهى الى سمعه عويل النساء ونادبة تصيح: (شباب يردون الهوه والموت ماخلاهم)، فصرخ صرخة عالية ظن اخوه ان روحه طلعت معها ، فخف اليه وجلس بقربه واحتضنه وراح الاثنان يبكيان.
كان تجمع الناس حوله رحمة له، فهو مشغول يسلم على فلان ويودع فلانا من الناس، لكن ما ان فرغ الجادر حتى فرغ الى نفسه وراح يبكي بكاء مرا وهو يردد مع البكاء:
(الج ياروح دوم النوح بثنين.... اشبعي ولاتبدلي احد بثنين
الناس بواحد ويبجون بثنين..... اختبارج صار من رب البريه)
ياعمر يابويه، وتذكر ابنه الطبيب الشاب الذي رحل بسرعة كبيرة، لكنها ليست بنفس السرعة التي رحل بها علي، كان يرفع رأسه بهما عاليا الطبيب والمهندس، لقد اختارهم الله، لاتعترض على ارادة الله، كل واحد يذهب بيومه، ان صبرت تؤجر، وان جزعت تكفر، فعاد الى هدوئه ثانية، جلبوا له الطعام، حاول ان يتناول منه شيئا، لكنه لم يستطع، ختم وجبة طعامه بقدح من الماء، الجميع يواسي الجميع والجميع يواسيه، وهو ما ان يستجيب للمواساة حتى تصرخ به الذكريات وتوقظه فيبكي عاليا، اخوانه يدورون من حوله خوفا عليه، حزنه كبير وشاسع، ربما استوعب احزان الطف وغيرها من المآسي، الساعة التي جلبوا بها بنات ابنه علي، كانت ساعة قاسية خيم فيها الحزن والوجوم على الجميع ليخترق صوته صمت المعزين داخل الدار: يايابه يابويه، خرجت من قرارة روحه المتألمة حد الفجيعة، هرول علي اخوه الصغير اليه، وحاول التخفيف عنه، ياخويه اشبيدنه، نكدر نفديه ومافديناه، خلي عينك بعين الله، نعم الله، لم يرد ان يفكر بالحكمة التي يريدها الله من وراء مصادرة ابنيه، ولكنه يلقي باللوم على مستشفى الشيخ زايد، لقد وصل الطوارىء ماشيا على قدميه، فما الذي حدث، لقد زرقوه اربع حقن، وتغيرت احواله واسلم الروح بسرعة، هل لدائرته دخل في ذلك، ربما كان يعاني من ضغوط كبيرة بالعمل، وهو قد عاد من ايفاد لبيروت منذ ايام قلائل، لقد تعشى في بيتنا وهو من جلب لنا العشاء، واجتمعنا معا، وغادر في الحادية عشرة الى بيته، لا ادري ما الذي حدث، انا لله وانا اليه راجعون، كان يحاول ان يخلد الى النوم، ولكن بلا فائدة، حاول وحاول وحاول، واستيقظ على صوت زوجته وهي تنادي في الطريق الخالي قبل الفجر: علاوي ..... علاوي.... علاوي، فتوضأ وقام يصلي.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صخونة آل عزوز... جاكول صرنه شوعيهْ
- لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج
- اليوم عيد الشجرهْ، جمال جوّه القندرهْ
- لمن تتجدك العوره يفل سوك الغزل
- اذهبوا فانتم الطلقاء
- هذا الكيش حلّاوي
- ضغطة القبر
- الديك المهزوم
- هذا الباس فطّومهْ
- ( تعال فهم الزمال)
- سيد بخيت... نصيحة للجعفري والعبادي لاحقا
- عمي مسعود جيسك عد ابو الطماطه، من دفعة مردي
- (جبار ابو العرك)
- عز يعرب بينهْ اتعيدونهْ
- ( بايع ومخلّص)
- (لاتكولون اشمات ... يشمت عدوّهْ)
- ( مقالات ممنوعة) سنقلد ايران في السياسة كما نقلدها في اللطم
- ياربي آني ما اكدرله، انته هم ماتكدرلهْ؟
- اليوم اريد انعالي
- (كلنه انريد انبيع المسجل)


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله السكوتي - صلاة الغائب