أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - عبد دوحي والشعائر الحسينية














المزيد.....

عبد دوحي والشعائر الحسينية


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 18:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( عبد دوحي والشعائر الحسينية)
عبد الله السكوتي
اجتمع فريقنا واحضرنا الساحة بعد ان خططناها بالجص، ونصبنا الاعمدة في ساحة الاورفلي، التي كنا نسميها الدواسر، وربطنا الحبال بين كل عمودين بارتفاع العارضة الاعتيادية، وصرنا نعد الخطة للعبة اليوم فالفريق الذي سنقابله قوي جدا، وعلينا الاستعداد، كان الفتى الاسمر الفنان المقامر، لاعب كرة القدم والراقص والخمار، صفات تجتمع كلها بعبد دوحي، نحن شباب صغار وهو يكبرنا قليلا في العمر، وحين سيلعب معنا سيكون مصدر قوة لنا، سأله رئيس الفريق: ( عبد عندك شورت اسود)، لان الفريق يرتدي الشورت الاسود والفانيله الحمراء، فاقسم عبد ان لديه شورت اسود، وسيفاجىء الجميع به في الملعب لان حاليا هو مغسول على حبل الثياب، التزم عبد بانه سيلعب باخلاق عالية ولن يخل بنظام المباراة، وجاءت ساعة الصفر واجتمعنا في الساحة، وصرنا نستعرض احذيتنا وملابسنا المغسولة النظيفة ( الدريس والشورت)، وجاء دور عبد دوحي، فخلع (الدشداشه) وظهر شورته الاسود وهو مكتوب عليه: ياحسين يامظلوم كربلاء، واتضح ان عبد تناول اول لافتة حسينية موضوعة على الجدران وقام بخياطتها شورتا وحضر الى المباراة.
اغلب هؤلاء من الذين حولوا الشعائر الحسينية الى مراسيم للتخلف والجهل يمتلكون روح عبد دوحي، وربما يكون عبد دوحي اسمى منهم، فهو يريد ان يلعب المباراة باية طريقة كانت، ولا اعتقد ان الحسين سيرفض ان تكسو احدى لافتاته عريانا او محتاجا، لكن هؤلاء الذين بدأوا يطورون الشعائر باتجاه تصرفات اكثر تخلفا، فصار يوم التطيين ويوم الترقيع ويوم كذا، وكلها شعائر مرتجلة لا اعتقد انها تنفع الحسين في شيء ولاتسلط الضوء على ثورته الكبيرة في محاربة الظلم والظالمين والفساد والفاسدين، ماذا يعني لي موكب او مأتم يقيمه لص حتى يكتب حسينيا، ويقوم بذر التراب في اعين الناس البسطاء، ليمتلك مشاعرهم وقلوبهم من اجل الفوز باصوات هؤلاء المساكين ومن ثم سرقتهم، ماذا يعني لك منصب وزير؟ وماذا يعني لك منصب محافظ؟ وماذا يعني لك منصب وكيل وزير؟ وماذا يعني لك منصب مدير عام؟ صدقوني كل هذه العناوين تعني اللصوصية والفساد بدون استثناء، فاي حسين تحتفلون به وانتم تقتلونه كل يوم، ترددت كثيرا حين قررت ان اكتب عن الشعائر الحسينية ومافيها من ظلم وجور للحسين اولا قبل غيره من الناس الآخرين، الحسين قبل ان يحتفل به العراقيون ، كان ثورة ضد الظلم والفساد، فصار بعد الاحتفالات عطلة لزيادة الجور والفساد، والحسين كان قرآنا يتلى وكلمات رائعة تخرج من فم قبله رسول الله(ص)، فصار بعد الاحتفال به في العراق، العاب نارية عدوانية تزعج المرضى وتقض مضاجعهم، ومظاهر لضرب الدفوف والضوضاء.
انا انتبهت في صغري على الشعائر الحسينية، لم تكن بهذا التعدد، ولم اشاهد طعاما يرمى في المزابل، ولاشاهدت دماء تجري في الطرقات، ولم الحظ امرأة وضعت الطين على وجهها ورأسها، كنت ارى المجالس تقام في المساجد والحسينيات والبيوت، اتمنى لو ارى سيدا واحدا يضرب هامته بالسيف او يزحف على بطنه كالافعى او يطين وجهه، لم تكن الامور هكذا وهي في تطور سريع نحو مزيد من التجهيل والخديعة، فالحسين كان ثورة ولم يكن مجرد شعائر لكثيرين اثروا بعد سقوط صدام من مال الفقراء الذين ازداد جوعهم، وهم يتصورون ان قدور الرز واللحم هذه التي يضعونها في الطرقات تدفع عنهم سرقات الامس امام الله، لقد كان عبد دوحي الله يرحمه افضل منهم في هذا الميدان وماقصة الشورت سوى حاجة يقبلها الحسين واعطاها لعبد دوحي برحابة صدر.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمّه هاي وين، ذيج وين
- تعليمات لقتل الصحفيين
- نعال عابر القارات
- ادبسز لوغيّهْ
- هاي العمامة الطايفه.. والروج يدفع بيها... سيد ذيب راعيها
- لو ردت حظك يميل، اشتري ازناد وسبيل
- عدما خلص العرس
- الشيخ الطنطل
- خرزات اعليوه .. حكومة داعشية في رمضان
- اجتك مالت بيت ادخيّل
- مثل بيت اعبيد تعاركوا على المسطاح
- صلاة الغائب
- صخونة آل عزوز... جاكول صرنه شوعيهْ
- لو آنه الله وانته اخليف، جان رضيت اسوي بيك هيج
- اليوم عيد الشجرهْ، جمال جوّه القندرهْ
- لمن تتجدك العوره يفل سوك الغزل
- اذهبوا فانتم الطلقاء
- هذا الكيش حلّاوي
- ضغطة القبر
- الديك المهزوم


المزيد.....




- دفنت حية وحفرت بيديها التراب.. حدث أغرب من الخيال لطفله حديث ...
- شاهد.. بث رسالة -الحرية لفلسطين- بمطارات أمريكية وكندية بعد ...
- حماس تسلم جثث إسرائيليين.. ترامب يهدد بعودة الحرب على غزة
- ترامب يمنح -CIA- تفويضاً لعمليات سرية في فنزويلا ويدرس تنفيذ ...
- حماس ومعضلة إيجاد جثث الرهائن .. إسرائيل تهدد وواشنطن تتفهم ...
- شوكولاتة دبي وماتشا: الجوانب المظلمة لـ-الصيحات- الغذائية
- مباشر: إسرائيل تؤكد التعرف على هوية رهينتين تسلمت جثتيهما ال ...
- حكومة -لوكورنو2- تواجه أول امتحان لحجب الثقة
- على وسائل الإعلام أن تقلق.. الذكاء يقدّم إحاطة إخبارية خاصة ...
- الحرب الروسية الأوكرانية.. هل أخفقت دبلوماسية ترامب أمام مصا ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - عبد دوحي والشعائر الحسينية