أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوسف شوقي مجدي - البحث عن بابل الزانية!















المزيد.....

البحث عن بابل الزانية!


يوسف شوقي مجدي

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 22:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


"ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتُ وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً لِي:"هَلُمَّ فَأُرِيَكَ دَيْنُونَةَ الزَّانِيَةِ الْعَظِيمَةِ الْجَالِسَةِ عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَة "

من هي تلك المرأة التي يتحدث عنها كاتب هذا السفر ؟!.. قبل ان نشرع في الاجابة عن هذا السؤال او بالاحري قبل عرض الاجابات المختلفة و الكثيرة عن هذا السؤال الصعب ، و لن تكون كتابتنا الا مجرد توضيح لوجهات النظر المختلفة بدون نقد او توضيح رأينا في الامر.

لنري بعض اوصاف تلك المرأة كما ذكرها لنا هذا السفر في الاصحاحين ١٧،١٨.. اولا : جالسة علي مياه كثيرة..ثانيا :زني معها ملوك الارض و سكانها..ثالثا:تجلس المرأة فوق وحش قرمزي اللون و ترتدي ردائا قرمزيا ايضا.. رابعا : شربت تلك المرأة من دماء القديسين حتي سكرت..خامسا : مكتوب علي جبهتها " بابل العظيمة ام الزواني و رجاسات الارض "

و سنحاول ان نتبع الترتيب التاريخي في عرض التفسيرات المختلفة بقدر الامكان.. و ان امكن ، يجب ان نقرأ الاصحاحين لتكون الصورة اوضح..
اصحاح ١٧..http://www.enjeel.com/bible.php?ch=17&op=read&bk=66
اصحاح ١٨..http://www.enjeel.com/bible.php?ch=18&op=read&bk=66

_ اولا..كتابات المسيحيين الاوائل :
~ اشار " ترتليان او ترتليانوس " ان العاهرات قديما كانوا يكتبون اسماءهن علي ابواب بيوتهن لجذب عدد اكبر من المترددين علي هذه الاماكن و لكن قد وصلت وقاحة تلك الزانية الي اقصي درجة حتي انها كتبت اسمها علي جبهتها و كأنها تتفاخر به ، و يري ترتليان ان شخصية بابل تلك تمثل الامبراطورية الرومانية التي قتلت اعدادا كبيرة من المسيحيين ، و فيما بعد سنري ان هذا الكلام كان له تأثير كبير في التفسيرات الحديثة نسبيا.
~يقول كاتب السفر : "هنا الذهن الذي له حكمة. السبعة الرؤوس هي سبعة جبال عليها المرأة جالسة. وسبعة ملوك خمسة سقطوا وواحد موجود وآخر لم يأت بعد ومتى أتى ينبغي أن يبقى قليلاً.
والوحش الذي كان وليس الآن فهو ثامن وهو من السبعة ويمضي إلى الهلاك "
يعتقد "ايبوليطس" ان الملوك السبع هم نبوخذ نصر و قورش و داريوس و الاسكندر الاكبر و قواده الاربعة (لاحظ انهم جميعا يحملون اسم واحد و هو بطليموس )..هؤلاء الملوك اللذين سقطوا و المملكة القائمة هي الامبراطورية الرومانية اما الممكلة التي لم تأت بعد هي ممكلة الظلام الشريرة التي تعمل ضد المسيح و الكنيسة.
~ و يري القديس "ايريناؤس" ان الملوك المذكورة هم الملوك الذين يضطهدون المؤمنين في كل زمان بدون تحديد و ان الحاكم المُضطهِد في زمن كتابة السفر كان دومتيان.

_ثانيا.. الفترة التي سبقت حركة الاصلاح:
~اعتبرت الكنيسة الكاثوليكية امارة قرطبة الاسلامية بعد احتلال "طارق بن زياد " للمنطقة التي تسمي الاندلس ، انها بابل الزانية التي تحدث عنها السفر.
~تحدث "دانتي " في الكوميديا الالهية عن البابا بونيفاس الثامن و وضعه دانتي في الحلقة الثامنة من الجحيم مع جماعة "السيمونيين" اللذين نالوا درجات كهنوتية عن طريق المال و سُمي من يقوم بذلك بالسيموني نسبة الي سيمون الساحر الذي كان يريد ان يعطي بولس و بطرس مال لكي يحصل علي قوة مثلهم و ساوي دانتي بينه و بين بابل الزانية التي تجلس علي المياه الكثيرة و تمارس الزني مع الملوك.

_ثالثا..حركة الاصلاح :
~اعتمد المصلحون مثل لوثر و كلفن علي اسلوب معين في التفسير و هو الاسلوب التاريخي"Historicism " الذي يعتمد علي تفسير نبؤات الكتاب المقدس في سياق الاحداث الجارية و الشخصيات الحالية ، و لذلك اعلنوا في كتبهم مثل "عن النزعة البابلية للكنيسة لمارتن لوثر"ان الكنيسة الكاثوليكية هي بابل الزانية لانهم اعتقدوا ان المرأة في الكتاب المقدس ترمز دائما الي كنيسة ، فلو كانت امرأة سفر الرؤيا (التي تحدث عنها الاصحاح ١٢و ذكر انها متسربلة بالشمس ) هي كنيسة المسيح اذا فبابل الزانية هي الكنيسة الكاثوليكية و كما ان المسيح رأس الكنيسة فرأس الكنيسة الاخري (البابا ) هو ضد المسيح.

_رابعا..حركة الاصلاح المضادة (الاصلاح الكاثوليكي ):
~كرد فعل طبيعي لحركة الاصلاح ، قامت الكنيسة بعدة محاولات لتقوم بالاصلاح من نفسها و في نفس الوقت تقاوم حركة الاصلاح الاولي ، فقُدمت نظريات جديدة في تفسير النبؤات مثل النظرية المستقبلية "Futurism ""التي تنص علي ان النبؤات هي احداث ستحدث في المستقبل و ليس في الوقت الحالي و نظرية الPreterism و التي تنص علي ان كل النبؤات التي كُتبت قد تحققت في الماضي و انتهت ، و يعتبر اول من كتب عن النظرية الاخيرة هو اللاهوتي اليسوعي لويس المورقي " Luis del Alcázar" و سنترك الترتيب التاريخي و سنتحدث عن نظرية البريتيرزم و تفسيرها لموضوعنا..
~يري بعض اللاهوتيين ان بابل الزانية هي الامبراطورية الرومانية و وصفها كاتب السفر بانها بابل لان بابل تعتبر رمز لاضطهاد شعب الله "اليهود " قديما و روما تعتبر وريثة بابل في هذا الدور باضطهادها للمسيحيين و تشترك روما مع بابل الزانية في عدة اوصاف ذكرها كاتب السفر مثل : ١انها جالسة علي سبعة جبال و هي تلال روما السبعة التي تمتلك اهمية اسطورية فروملوس (مؤسس روما ) بني المدينة الاصلية فوق تل من تلك التلال السبعة و هو تل البالاتين ٢جالسة علي مياه كثيرة (اي شعوب و السنة كثيرة كما سمع كاتب السفر التفسير) و لو اخذنا المعني حرفيا فيكون " المسيطرة علي مياه كثيرة فسينطبق ايضا الامر علي روما بالظبط لانها كانت تحيط بالبحر المتوسط او "البحر الكبير " ٣و اشار اللاهوتيون ان العشرة قرون لدي الوحش الذي تجلس عليه المرأة يرمزون الي القبائل الشمالية التي هاجمت روما و اسقتطها و احرقتها. ٤في اصحاح ١٨ يصف الكاتب سقوط بابل بان اعمال التجارة ستتوقف و عمال البحر من ربان و ملاحين سيصرخون حزنا علي المدينة و ان تُجار المدينة كانوا عظماء الارض و هذا ينطبق تماما علي الامبراطورية الرومانية التي كانت في الاصل امة تجارية. ٥سنة ٧٠ ميلادية صنع الامبراطور فسبازيان عملة معدنية مرسوم عليها امراة جالسة علي تلال روما السبعة.
~وجهة نظر اخري توضح ان اورشليم هي بابل الزانية معتمدة علي عدة اشياء : ١في العهد القديم ذُكر ان اورشليم او الامة اليهودية قد زنت روحيا اي ابتعدت عن الله ، فالزانية هنا تعني التي خرجت من كنف الله و دُعيت بأسماء اخري ٢وصف يسوع اورشليم في انجيلي متي و لوقا انها قاتلة الانبياء و المرسلين و هذا يتفق مع وصف بابل الزانية بانها سكرت من دماء القديسيين ٣الجلوس علي سبعة جبال يعني الاعتماد علي روما عندما هتف رؤساء الكهنة وقت محاكمة يسوع "ليس لنا ملك الا قيصر " ٤و بذلك يتجرد الكلام عن سقوط بابل الزانية من صفة النبوة (معرفة احداث لم تحدث بعد ) لان خراب اورشليم علي ايدي الرومان كان قبل كتابة السفر ب٢٥ سنة تقريبا.

_خامسا..رأي الادفنتست:
~و الادفنتست كفرع من البروتستانتية ، يروا ان بابل الزانية هي الكنيسة الكاثوليكية و ان بناتها هن الكنائس الصغيرة و سيطرت الكنيسة علي بشر كثيرون بطرق عدة اهمها محاكم التفتيش و قالت ايلن وايت ان الكنيسة تلعب دورا ضد الله و ان البابا هو ضد المسيح.

_سادسا..شهود يهوه :
~يروا ان الزانية هي الديانة الكاذبة التي تسيطر علي العالم من خلال المسيحية التقليدية او اي عقيدة مسيحية تخالف ديانتهم الحقيقية ، و ان تلك الديانة الكاذبة في الحقيقة تخدم المصالح السياسية و الاقتصادية للعالم

_سابعا..الولايات المتحدة كزانية بابل :
~يري كتاب معاصرين مثل ميكل روز و جون بريس ان الولايات المتحدة تسمح باللااخلاقية الجنسية و تعظم المعيشة مما يجعلها ممثلة لبابل في العصر الحديث.

_ثامنا..اخر تفسير قرأته :
~في موقع الكتروني مسيحي ، قرأت لشخص يدعي ديفيد استيوارت ، يقول ان العذراء مريم توصف في الكاثوليكية بأنها سيدة السماء ، و ان هذا اللقب هو لقب بابلي ، بالاضافة الي سجود الناس لتماثيل العذراء ،فيقول ان الشخصية البابلية هي العذراء! و لكنها ليست العذراء ام يسوع لكنها الشخصية الاخري التي يسجدون لها و يمجدونها.



#يوسف_شوقي_مجدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع العذراء
- الانتحار..لماذا؟!
- علم الاجتماع المعاصر :نظرية التحديث و نظرية التبعية
- نظرية كانط لتحقيق السلام..2
- نظرية كانط لتحقيق السلام..1
- المعاناة.. المفيدة و الضارة
- الغشاشون العظماء!
- المنهج العلمى و التجربة الدينية بين التشابه و الاختلاف
- القيامة قامت يا عبدوو!
- النضوج فى مواجهة فكرة خطة الله
- الابداع فى مواجهة الاحساس بالذنب
- نشوء فكرة الالهة(4)..نظرة شاملة
- نشوء فكرة الالهة(3)..اطروحة د.سيد القمنى
- نشوء الالهة(2)..نقد الاستنتاج الفرويدى
- نشوء فكرة الالهة(1)..الاستنتاج الفرويدى
- الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم
- الحقيقة المطلقة و نحن
- المبدع مُتطرف بالضرورة
- سيكولوجية الشك
- طائفة انجيلية ضائعة


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يوسف شوقي مجدي - البحث عن بابل الزانية!