نشوء الالهة(2)..نقد الاستنتاج الفرويدى

يوسف شوقى مجدى

الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 23:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تحدثنا فى المرة السابقة عن الاستنتاج الفرويدى و كيفية شرحه لفكرة نشأة الالهة و الان وجب علينا ان نقدم نقدا له ، و لذلك الاستنتاج ايجابيات و سلبيات ، أى أشياء اجاد فى شرحها و اشياء أخرى أكثر لم يصب تفسيره لها ، و من المسائل التى ابلى حسنا فى شرحها ذلك المذهب ، هى كيفية ظهور قيود معينة على الزواج؟!..بمعنى اخر ، ما هى نقطة انتهاء الزواج المشاعى ، عندما كان كل النساء للرجال و كل الرجال للنساء "حسب تعبير د.سيد القمنى" كيف اصبح ..ليس كل الرجال للنساء و ليس كل النساء للرجال.. فنرى فى الاستنتاج الفرويدى ان الاب الاول كان يقوم باخصاء ابنائه بسبب غيرته على الاناث المقربات اليه (امه و اخوته و بناته) ، و عندما قام الابناء بقتل الاب و تمثيله بطوطم كحيوان كان ذلك نتيجة لشعورهم بالذنب كما قلنا ..فقام الابناء ايضا ليكونوا اوفياء اكثر بمنع اى احدٍ من الزواج من هؤلاء النساء اللاتى كانا مقربات للاب الصريع و بهذا تحول الزواج من المشاعية الى النظام و على الرغم من ايجادة فرويد شرح تلك النقطة الهامة الا ان مذهبه يحتوى على كثيرٍ من النقائص ،اول مشكلة تقابلنا هى التعميم فى مذهب فرويد ، فهو يفترض وجود تلك الحالة (الاب القاسى) فى كل عشيرة من عشائر العالم و هذا منطقيا مستحيل او على الاقل مستحيل فى المجتمعات الزراعية حيث السيادة فيها كانت للانثى و حتى لو قلنا ان هذا الامر مقتصر على المجتمعات الرعوية فقط ، فهل كان كل الاباء فى تلك المجتمعات قساة و طغاه و حتى لو كانوا كلهم كذلك ، فهل تمرد جميع الابناء فى كل العشائر ، هذا يصعب تصديقه ، و المشكلة الثانية تكمن فى الطقوس القديمة التى ذكرناها مسبقا، فعلى الرغم من تفسير فرويد لكثير من جوانب ذلك الطقس الا انه يظل هناك عائق و هو ان تلك الاحتفالات تتسم بالحزن و حسب استنتاج فرويد ، يجب ان تتسم تلك الاحتفالات بالفرح(بسبب انتصار الابناء) او حتى بطريقة غير مباشرة ، اى اظهار الحزن الشكلى و لكن ذلك لا نراه فى تلك الطقوس حيث يغلب عليها الحزن الشديد و الاسى.

#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل